أرنون: لبّى أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني قدموا من مخيمات عدة دعوة القوى الفلسطينية للمشاركة في "مسيرة العودة الكبرى" الثلاثاء في الذكرى الـسبعين للنكبة واحتجاجا على القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في قلعة الشقيف في قرية أرنون الحدودية مع اسرائيل في جنوب لبنان.

ووسط انتشار أمني كثيف للقوى الأمنية اللبنانية وعناصر من انضباط حزب الله والفصائل الفلسطينية للتنظيمات، تجمع هؤلاء على تلة مرتفعة يهتفون للقدس وغزة على وقع الاغاني الوطنية المنادية بحق العودة. وعبروا في الوقت نفسه عن تضامنهم مع قطاع غزة المحاصر حيث قتل أكثر من ستين فلسطينيا الاثنين برصاص اسرائيلي.

وكان شبان يتدافعون في محاولة لاختراق الحشود والقوى الأمنية من اجل الوصول إلى طرف التلة لرؤية الجليل من الجهة الثانية للحدود.

وصرخ إيهاب أبو زيان (22 عاما)، اللاجئ من مخيم البداوي في شمال لبنان بمن حوله، قائلا "أريد الاقتراب... أريد رؤية فلسطين".

وقال الشاب لفرانس برس بحماس كبير "جئنا نرى أرضنا. أي شبر من أرضنا نريد أن نراه. أتينا متضامنين مع شهداء غزة ليرى العالم أننا لن نتخلى عن حق العودة".

وأضاف "في أي إنسانية وأي أخلاق وأي حرب يقتل 60 فلسطينيا في غزة؟".

على التلة، تعرّف إيهاب على رائد حسن عوض الذي لم يتجاوز ال19 عاما والقادم من مخيم عين الحلوة (جنوب). كان رائد يحمل علما فلسطينيا.

وقال "هنا تجمعنا فلسطين".

ثم اضاف "نشعر بالعجز الذي يدمرنا نفسيا ومعنويا حين نرى ما يحصل في غزة. سنعود إلى فلسطين وان أتى ترامب وغير ترامب. القدس هي عاصمتنا".

- "ليس بيدنا شيء"-على مسرح مستحدث، كانت فرقة موسيقية تعزف الاناشيد الوطنية، فيما ترتفع أمامه مئات الاعلام الفلسطينية التي يلوح بها المتظاهرون، وتعلو زغاريد النساء، وينضم الحشد في الغناء الى الفرقة "هدي يا بحر هدي طولنا بغيبتنا... ودي سلامي للأرض اللي ربتنا".

ثم يغنون "بكرا الشمس تلم حبابك من كل بلاد الشتات".

وبرغم منع المنظمين أي أعلام باستثناء الفلسطينية واللبنانية، رفع البعض علما لحزب الله. فيما شارك النائب محمد رعد من حزب الله في التجمع.

وحاول بدران علي (80 عاما) إقناع عنصر الأمن اللبناني السماح له بالاقتراب من طرف التل دون أن ينجح.

وقال اللاجئ القادم من مخيم قرب صور (جنوب) "أتيت لارى الأرض. الله يعين أهل غزة. صحيح نحن مسجونون هنا، نعيش بالإهانة، ولكننا نعيش".

وروى محمود الصغير (84 عاما) أنه خرج من قريته الحولة في العام 1948 ليصبح لاجئا في لبنان. وقال إنه لبى الدعوة اليوم، "لأتخلص من الشوق الى بلادي".

الا معظم المتظاهرين لا يعرفون بلدهم الذي هجره أجدادهم منذ عشرات السنين.

وقال إبراهيم عليان (21 عاما)، العامل في مقهى في عين الحلوة، "أتيت لارى بلدي. للمرة الأولى في حياتي، أقترب منه بهذا الشكل.. نريد أن نرجع. نحن نشعر بالعجز هنا. نرى شعبنا يموت في غزة على الشاشات وليس بيدنا شيء".

ويقترب رجل عجوز من الشبان، مشيرا الى منطقة في الجهة الاخرى من الحدود، "إلى اليمين يا شباب هذه المطلة".

على مقربة منه، تستمر الهتافات، ومنها ما يعبر عن سخط وخيبة أمل من الموقف العربي الباهت إزاء التطورات.

ومن الهتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"ويا حيف، يا حيف على الأمة العربية".