كادوغلي: دعت الامم المتحدة المجتمع الدولي الى زيادة كبيرة في تمويل المساعدات الانسانية للسودان في ظل احتمال ان يلتحق مئات آلالاف بملايين المحتاجين للإغاثة وسط تفاقم الأزمات الانسانية والاقتصادية.

ودعا مسؤول الشؤون الانسانية والمساعدات الطارئة في الامم المتحدة مارك لوكوك المانحين مساء الاثنين الى تقديم 1,4 مليار دولار لمساعدة أكثر من سبعة ملايين شخص في السودان.

وأدت النزاعات في السودان إلى نزوح ملايين الاشخاص الذين يعيشون في مخيمات منذ سنوات.

وكانت الأمم المتحدة حذرت في شباط/فبراير من أن تفاقم الأزمة الاقتصادية سيجعل أكثر من مليون ونصف المليون شخص يعتمدون على المساعدات في وقت قريب.

وقال لوكوك لوكالة فرانس برس اثناء جولته في مخيمين للنازحين في ولاية جنوب كردفان إن "الأمم المتحدة تسعى لجمع 1,4 مليار دولار هذا العام لمساعداتنا الانسانية لسبعة ملايين شخص".

ويقول مسؤولون أمميون إن الفشل في جمع تمويل كاف سيترك 5,3 ملايين شخص يواجهون مخاطر نقص الغذاء ما قد يفاقم من الأزمة الإنسانية.

وشهدت ولاية جنوب كردفان، مثلها مثل ولايتي دارفور والنيل الأزرق نزاعا عنيفا منذ العام 2011 حين عمدت قبائل افريقية لحمل السلاح ضد الحكومة المركزية العربية في الخرطوم متهمين إياها بتهميش الأفارقة.

وقتل الآلاف في هذا النزاع الذي شمل مرتفعات كردفان وريفها المترامي الأطراف.

والأحد، زار لوكوك مخيمات قرب كادوغلي،كبرى مدن الولاية، حيث تعتمد نساء وأطفال على مساعدات تقدمها وكالات الأمم المتحدة.

وقال المسؤول الأممي "اعتقد ان العالم لا يعير قدرا كافيا من الاهتمام لهذه الازمة الانسانية".

ووزع متطوعو برنامج الغذاء العالمي مساعدات في مخيمي مورتا وكولبا في هذه الولاية.

وقالت امرأة في مخيم مورتا للمسؤول الاممي "لدينا القليل جدا من الغذاء، وليس لدينا ملابس أو أدوية".

وفاقمت الأزمة الاقتصادية الوضع الإنساني المتداعي بالفعل، كما قال المسؤول الأممي الكبير.

وعانى السودان من نقص في العملات الاجنبية ما ادى الي تراجع قيمة الجنيه السوداني امام الدولار الاميركي وأجبر المصرف المركزي على خفض قيمة العملة السودانية لمرتين في كانون الثاني/يناير الماضي.

وواجهه الاقتصاد السوداني صعوبات عقب استقلال جنوب السودان عنه ما افقد البلاد 75% من انتاج النفط الذي بلغ 470 الف برميل يوميا.

وادى ذلك الى ارتفاع معدل التضخم حتى وصل الي حوالي 56%، وتسبب في نقص المنتجات البترولية بالعاصمة الخرطوم ومدن اخرى اضافة الي زيادة اسعار الخبز والمواد الغذائية الاخرى، ونتيجة لذلك خرجت مظاهرات مضادة للحكومة في البلاد. 

ونتيجة لذلك، قرر الرئيس السوداني عمر البشير اغلاق 13 ممثلية دبلوماسية وتقليص عدد الدبلوماسيين في سبع بعثات اخرى إلي شخص واحد وذلك لاسباب اقتصادية. 

وأقر لوكوك في ختام زيارته أن "ملايين الاشخاص يواجهون احتياجات إنسانية خطيرة ومتزايدة".

وأكد "لا يمكننا تركهم حتى ينزلقوا الى وضع يصبحون فيه معتمدين كليا على المساعدات الإنسانية".