أسامة مهدي: فيما حمل العبادي وعلاوي مفوضية الانتخابات الاخطاء التي رافقت الانتخابات العامة الاخيرة فقد خرج الاف التركمان والعرب في محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها في تظاهرات احتجاج ضد اعلان فوز الاكراد والذي وصفه محافظها بالكارثي.

وخرج آلاف المواطنين العرب والتركمان في كركوك في تظاهرات احتجاج غاضبة ضد اعلان المفوضية العليا للانتخابات مساء اليوم فوز الاتحاد الوطني الكردستاني في انتخابات المحافظة مؤكدين رفضهم للنتائج التي اعلنتها مطالبين باعتماد العد والفرز اليدوي والكشف عن المزورين وتقديم موظفي مكتب كركوك للقضاء.

وحاصر المحتجون مكتب المفوضية في كركوك ومجمع العد والفرز فيما تجمع اخرون امام مخازن جمع صناديق الاقتراع وهم يرفعون اعلام العراق وسط انتشار امني مكثف.

وقبيل ذلك هدد رئيس الجبهة التركمانية العراقية ارشد الصالحي بمقاضاة المفوضية في حال اعلان نتائج الانتخابات في كركوك دون اعتماد العد والفرز اليدوي. كما حملت قائمة جبهة تركمان كركوك المفوضية ومكتبها بكركوك مسؤولية اثارة المشاكل والأزمات بين الأجهزه الأمنية والمتظاهرين.

ومن جهته وصف محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري إعلان المفوضية لنتائج انتخابات المحافظة بـالكارثة وقال في بيان صحافي ان المفوضية مرتبكة في عملها وكثير من الاجهزة المستخدمة لا تعمل او تعمل بأوقات متأخرة، منوها الى ان نتائج التصويت كانت غير متوقعة حيث ظهرت النتائج مغايرة للواقع في مناطق مغلقة مثلا لمكون معين وخاصة ان النتائج كانت تذهب لصالح جهات بحزب واحد.

وقال "لقد حذرنا من نقل الصناديق للبرمجة في السليمانية قبل اكثر من شهر وتم سحب الذاكرة من مراكز التسجيل قبل ثلاثة أيام من الانتخابات وحذرنا منه أيضا ولم تلتزم معظم مراكز التسجيل كون التوجيه وصلهم هاتفيا وليس عبر خطابات رسمية وسلمت الى الاقسام الفنية في المفوضية".

وحذر المحافظ من ان الوضع في كركوك صعب ومتشنج ولا يحتمل اكثر.

وشدد الجبوري على ضرورة إجراء عد وفرز الصناديق المشكو منها كونها غير قانونية، مؤكدا أن اعلان المفوضية للنتائج يمثل كارثة وعليها التسرع باصدار قرار بالعد والفرز اليدوي.

نتائج محاظتي كركوك ودهوك

واعلنت مفوضية الانتخابات مساء اليوم نتائج انتخابات محافظتي كركوك ودهوك الشماليتين المتبقيتين واشارت الى ان الاتحاد الوطني الكردستاني احتل المركز الاول في كركوك ثم التحالف العربي ثم جبهة تركمان كركوك والنصر بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي رابعا والفتح الممثل للحشد الشعبي خامسا.

كما اعلنت فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان سابقا مسعود بارزاني بالمركز الاول في محافظة دهوك فيما احتلالاتحاد الاسلامي المرتبة الثانية ثم التحالف من اجل العدالة بزعامة برهم صالح ثالثا والاتحاد الوطني الكردستاني رابعا ثم الجيل الجديد الممثل للشباب خامسا.

واشارت المفوضية الى انه سيتم اعلان عدد المقاعد المخصصة لكل قائمة فائزة بالإضافة الى تسمية المرشحين الفائزين في كل قائمة خلال الأيام القليلة المقبلة من دون تحديد يوم بذاته.

ودعت المفوضية القوائم الانتخابية والاحزاب السياسية الى الالتزام بالقانون والدستور واحترام نتائج الانتخابات والمحافظة على السلم المدني الداخلي.

وكانت المفوضية قد اعلنت خلال اليومين الماضيين نتائج 16 محافظة حل فيها تحالف سائرون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر اولا ثم تحالف النصر لرئيس الوزراء حيدر العبادي ثانيا وتحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بزعامة هادي العامري رئيس منظمة بدر ثالثا.

العبادي وعلاوي يحملان مفوضية الانتخابات ارتكاب اخطاء

وحمل رئيس الوزراء حيدر العبادي مفوضية الانتخابات مسؤولية الاخطاء التي رافقت الانتخابات العامة التي جرت السبت الماضي وقال انها لم تكلف اي شركة بفحص اجهزة الاقتراع والعد والفرز الالكترونية من قبل اي شركة قبل الاقتراع.

وقال العبادي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي اليوم ان مفوضية الانتخابات ابلغت الحكومة بعدم اختيار شركة لفحص اجهزة التصويت قبل اسبوع من الانتخابات.

ودعا الى اجراء عادل بخصوص الاعتراضات في كركوك مشيرا الى ان التاخير في حسم الامر يعرض امن البلاد للخطروعليها التعامل بشفافية واضحة ازاء الطعون واعتماد الاساليب القانونية واولوية الحفاظ على ارادة الناخب وصوته.

واكد على اهمية التدقيق المحكم في الصناديق المختلف عليها في كركوك بعد وفرز يدوي بدلا من نقلها الى بغداد لان اي طعن في الجهاز الالكتروني يؤدي لاعادة العد والفرز اليدوي بشكل عام.

وعن تحالفات مابعد الانتخابات اوضح العبادي ان تحالفه الانتخابي النصر من خلال حديثه مع جميع الكتل السياسية يسعى لحكومة مقبلة لكل العراقيين بلا شروط مسبقة. واشار الى ضرورة استيعاب الجميع لمن يريد تشكيل الحكومة المقبلة ضمن اسس بلا محاصصة وتشكل من التكنوقراط وان تكون قوية لتحاسب الفساد بشدة.

ومن جهته هاجم رئيس ائتلاف الوطنية نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات وقال علاوي ان المفوضية دأبت على وضع العراقيل والمعوقات امام المواطنين فحرمت شريحة كبيرة من الشعب العراقي من المشاركة في الاقتراع بحجة عدم وجود بطاقات تحديث فضلا عما اصاب النازحين واللاجئين.

واضاف علاوي في بيان ان المفوضية فشلت في تنظيم انتخابات الخارج بصورة نزيهة حيث سادتها الفوضى وهو ما دفعها لتمديد الانتخاب في اليوم الثاني منه لمدة 3ساعات وذلك لقلة اعداد الناخبين بسبب تعنت المفوضية بتحديد موعد الانتخابات في يوم عمل في اغلب دول العالم بالرغم من مناشدات الكثيرين من ناخبي الخارج والكيانات السياسية.

وشدد على ان مجلس المفوضين فشل بادارة عملية الانتخابات بشكل مقبول بسبب اعتماد المحاصصة في تشكيله وعدم اشراك القضاء واعتماد القضاة للمراقبة والاشراف على العملية الانتخابية وذلك في رسالة وجهناها الى كل القادة السياسيين في العراق في آب أغسطس عام 2016 لكن المفوضية اعتمدت المحاصصة في تعيين الاشخاص وهو ماتسبب في تخبط مجلس المفوضين الذي عمد لاعلان النتائج بالتقسيط وعدم الاستجابة لمعالجة للخروقات التي حصلت وتحصل.

واضاف علاوي قائلا "طالبنا قبل اعلان النتائج وما نزال باعادة الانتخابات حيث اكتنف العملية تلاعب واسع منه ورفعاً للاحتقان نؤكد ضرورة اجراء عد يدوي في المناطق التي جرت فيها خروقات وتم تقديم طعونات فيها داخل العراق وخارجه، كما يتعين التأكد من جوازات سفر الناخبين واعطاء محافظة كركوك الاهمية في العد اليدوي بسبب الخروقات التي حصلت في هذه المحافظة.

وحذر من ان العملية السياسية برمتها اسيرة لاوضاع انتخابية ستؤدي بالتأكيد الى رفض الشعب لها، داعيا المفوضية الى اعادة النظر بالمخالفات فوراً أو اجراء انتخابات جديدة على الاقل في المناطق التي حصلت فيها طعون وخروقات وتزوير وتهديد أو أن تتحمل مسؤولية اي تداعيات سلبية تنتج عن التلاعب بارادة الناخبين.