تزامنًا مع الحديث عن خطة عمل لحماية الاتفاق النووي بعد لقاء وزير الخارجية الإيراني مع وزراء الترويكا الأوروبية، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن إيران لن تستسلم للضغوط الأميركية.

إيلاف: قالت المستشارة الألمانية يوم الأربعاء في رد على رفض واشنطن للاتفاق النووي إن الاتفاق ساعد القوى الخارجية القلقة من دور طهران الإقليمي على نقل مخاوفها إلى الجمهورية الإسلامية.

من جهتها، أكدت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن الأطراف المجتمعة في بروكسل اتفقت على إطلاق العمل على مستوى الخبراء بغية إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وصاغت "خطة عمل عامة" تهدف إلى حماية الاتفاق.

وأكدت موغریني على مواصلة المشاورات الواسعة في جمیع المجالات. وقالت إنه سیتم خلال الأسبوع المقبل عقد اجتماع آخر في فیینا على مستوى مساعدي الوزراء.

ونقلت وكالة (فارس) الإيرانية عن موغيرینی قولها إن وزراء خارجیة ألمانیا وفرنسا وبریطانیا وإيران عقدوا اجتماعین منفصلین ونوهوا بتعهداتهم على أساس الاتفاق النووي الذی تمت المصادقة علیه بالإجماع في مجلس الأمن الدولی بالقرار الصادر رقم 2231.

تطبيع مع إيران
أضافت إن جمیع المشاركین في الاجتماع أعربوا عن أسفهم لخروج الولایات المتحدة من الاتفاق النووي. واعتبروا تطبیع العلاقات الاقتصادیة مع إیران وإزالة الحظر جزءًا أساسیًا لا ینفصل عن الاتفاق النووي.

وأوضحت منسقة السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي أنه تم الاتفاق بين إیران والدول الثلاث على التعهدات المشتركة والاتفاق على مواصلة المحادثات وتعمیقها.

وقالت موغيريني إن خطوط العمل هذه تشمل العدید من الأمور، وهي "حفظ وتعمیق العلاقات الاقتصادیة مع إیران ومواصلة صادرات النفط والغاز والمنتوجات البتروكیمیائیة الإیرانیة وإقامة المعاملات المصرفیة الفعالة مع إیران ومواصلة النقل الجوي والطرقي والبحري والسككي. 

اعتمادات تصديرية
وأشارت إلى أن الخطوط تعمل أيضًا على اتخاذ تمهیدات لتقدیم اعتمادات تصدیریة وسائر الخدمات المالیة والائتمانیة بهدف تسهیل التعاون المالي، ومن ضمنه دعم الاستثمارات واتخاذ الخطى في مسار توسیع التعاون ومذكرات التفاهم بین الشركات الإیرانیة والأوروبیة والمزید من الاستثمارات في إیران مع دعم مصالح الجهات الأوروبیة العاملة' و'توسیع الأجواء الشفافة للتجارة والعمل في إیران.

وأشارت موغریني إلى أن الاتفاق النووي مع إیران مستمر، ولا یحتاج تعدیلات أو إضافات، قائلة: نعمل على حلول محددة وعملیة، والاتفاق معقد ومفصل، لا یحتاج تغییرًا أو إضافة، كل شيء مكتوب فیه. لا نتفاوض حول إدخال أي إضافات إلى الاتفاق.

ووصفت منسقة السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي اجتماع مساء الثلاثاء بأنه كان إیجابیًا ومفیدًا في مجال الاتفاق على مجموعة من الأعمال المشتركة.

وصرحت موغریني بأنها ستقدم تقریرًا الأربعاء إلى اللجنة الاوروبیة للسعي إلى اتخاذ القرار على مستوى هذه اللجنة، وكذلك سیتم تقدیم تقریر آخر إلى اجتماع القمة للدول الـ 28 للاتحاد الأوروبي.

وحول الضمانات التي يمكن لأوروبا أن تقدمها إلى إيران قالت "من الممكن أن لا أستطيع التحدث حول الضمانات القانونية أو الاقتصادية، لكنني أستطيع أن أتحدث حول عمل جاد وملتزم وراسخ من الجانب الأوروبي وكذلك من الجانب الإيراني للحفاظ على تعهداتنا، ويمكنني القول أيضًا إنه حينما نعمل معًا بصورة ملتزمة وبعزم وتصميم وحسن النية والإرادة الطيبة سنصل إلى مكاسب حتى في الظروف الصعبة.

البرنامج الصاروخي
وفي الرد على سؤال هو إن تم حفظ الاتفاق النووي فهل سيساعد ذلك أوروبا على البحث مستقبلًا مع إيران حول قضايا أخرى مثل البرنامج الصاروخي والقضايا الإقليمية، قالت إن المسألة الواضحة لنا نحن الأوروبيين هي أنه بوجود الاتفاق النووي فإننا نمتلك حظوظًا أكبر للبحث في أي موضوع آخر سواء القضية الصاروخية أو الإقليمية.

وأضافت موغريني، لقد قلنا هذه الحقيقة صراحة بأن ليست هنالك أي علاقة بين القضية النووية وهذه القضايا، وأن الاتفاق النووي تحقق، وهو الآن اتفاق فاعل، لأنه اختص بالقضية النووية فقط... نحن ملتزمون بتعهداتنا، ولكن ذلك لا يعني أن نغضّ النظر عن قضايا يجب أن نتحدث فيها مع إيران بصورة مختلفة. لقد قلنا صراحة على الدوام إنه لو تم حفظ الاتفاق النووي ستتوافر حظوظ أكبر لفتح مسارات للحوار مع إيران.