بعد قطيعة لتسعة أشهر التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في بيت الوسط، فما هي أبرز المواضيع المتداولة وما هي حيثيات هذا اللقاء؟

بيروت: بعد قطيعة دامت تسعة أشهر مع رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحريري في بيت الوسط ليؤكد بعد اللقاء أن "ما يجمع القوات والمستقبل أكثر مما يفرقهما".

فما هي حيثيات هذا اللقاء وإلى ماذا يؤسس في المستقبل؟

يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ "إيلاف" أن ما يجمع بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل أكثر بكثير مما يفرقهما، ونحن قد قمنا بمسيرة طويلة مع القوات اللبنانية منذ العام 2005، ومرت هذه العلاقات ببعض الغيوم لكنها تلاشت، واللقاء قد قام بطي صفحة الغيوم بينهما، ونأمل فتح صفحة جديدة بين المستقبل والقوات اللبنانية، وتعود العلاقة متينة كما في السابق، وهذا يعني أيضًا أن الحريري لا يزال منفتحًا على سائر التيارات الأخرى بما فيها التيار الوطني الحر ومع رئيس الجمهورية ميشال عون.

14 آذار

وردًا على سؤال هل من مشروع لإعادة روحية 14 آذار بعد اللقاء الأخير بين جعجع والحريري؟

يجيب زهرمان أن الكلام عن إعادة إحياء 14 آذار يبقى بعيدًا عن الواقع، لأن الظروف اختلفت اليوم، والتحالفات تغيرت، مع خلط كبير في الأوراق، ولكن يمكن أن نشهد التقاء بعض الفرقاء على بعض العناوين، ولكن ليس بالصورة عينها، ولكن ما يجمعنا كتيار مستقبل مع القوات اللبنانية تبقى مبادىء سيادية، وناضلنا طويلاً من أجل الحفاظ عليها.

في انتخابات العام 2009، كانت قوى 14 آذار الرابحة، اليوم مع تشرذمها خسر الفرقاء بعض المقاعد كتيار المستقبل، اليس من مصلحتهم عودة التحام هذه القوى؟ 

يقول زهرمان الكلام عن عودة 14 آذار يبقى بعيدًا عن الواقع، ولكن هذا لا ينفي أن الفرقاء الذين يسعون إلى أمن لبنان وإصلاح الدولة سيلتقون تحت نفس العناوين حتى نبني البلد على أسس سليمة، ولكن العناوين السيادية لـ 14 آذار لا تزال تجمعنا مع الكثير من الفرقاء رغم أن الظروف اختلفت اليوم وكذلك المعطيات.

وعن كيفية توحيد التحالفات أكثر بين الفرقاء الذين تجمعهم المبادىء عينها، يقول زهرمان إن التحالفات تكون على عناوين أساسية، وتبقى المواضيع الأساسية ربط النزاع مع حزب الله، وكذلك تأمين الإستقرار الأمني والإجتماعي، وهذا ما حققه الحريري من خلال تأمين الوضع الأمني في لبنان، وقد سعى الحريري بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد مؤتمرات تساهم في تعزيز الوضع الأمني والإجتماعي والإقتصادي.

التيار الوطني الحر

ماذا عن التيار الوطني الحر هل يبقى حليف تيار المستقبل بعد لقاء الحريري بجعجع؟ يجيب زهرمان أن علاقة تيار المستقبل بالتيار الوطني الحر قوية بما يكفي لكي تستمر، وعلاقتنا ستكون ممتازة مع التيار الوطني الحر ومع القوات اللبنانية، ولا ننسى أن الانفتاح على التيار الوطني الحر من قبل تيار المستقبل أثمر تسوية اتت بانتخابات رئيس للجمهورية وساعدت في الكثير من الأمور، وعلى تحصين لبنان، من هنا رئيس الحكومة سعد الحريري يبقى متمسكًا برئيس الجمهورية ميشال عون، ولكن هذا لا ينفي أن تكون علاقة تيار المستقبل ممتازة ومتينة مع القوات اللبنانية وسائر الفرقاء.

مصلحة المستقبل

وردًا على سؤال أين مصلحة تيار المستقبل أن يكون متحالفًا مع القوات اللبنانية أم مع التيار الوطني الحر؟ يقول التحالف مع الاثنين من مصلحة البلد ككل وليس من مصلحة تيار المستقبل فحسب.

أما هل يأتي لقاء جعجع بالحريري من ضمن إعادة خلط الأوراق داخل تيار المستقبل والمحاسبة التي تحدث عنها الحريري أخيرًا؟ يجيب أن الربط ليس صحيحًا، وبعد الانتخابات النيابية الأخيرة كان هناك ضرورة للقاء الحريري بجعجع لرسم رؤيا للمرحلة المقبلة، والاستحقاقات المقبلة تفرض تعاونًا وتنسيقًا بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، لانه في المرحلة المقبلة سيكون هناك اشتباكًا على بعض المواضيع اللبنانية، ونحن والقوات نلتقي على أمور استراتيجية وسيادية تتعلق بلبنان.

وعن أبرز المواضيع التي تم تداولها بين الحريري وجعجع خلال لقائهما يقول زهرمان إنه تم طرح مختلف المواضيع، من ضمنها شكل الحكومة وتسمية رئيسها.