صحيفة الغارديان تنشر تقريرا عن الكيفية التي أثرت بها تغطية أخبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موضوعات أخرى هامة لحياة المواطنين في الولايات المتحدة.

ويشير التقرير إلى أن تطورات التحقيق بشأن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة لصالح ترامب قد هيمنت على أجندة الأخبار في تغطية القنوات التلفزيونية المحلية على مدار عام كامل.

وبينما يصدم المشاهدون من فضيحة لترامب لأخرى، فإن التحديات الاجتماعية العميقة في الولايات المتحدة ربما تعرضت للإغفال خلال العام الماضي، لكنها بالتأكيد لم تختفي، بحسب التقرير.

ومن هذه القضايا، بحسب التقرير، إضراب المعلمين احتجاجا على مستوى الأجور وفقر المدارس، وتمرير تخفيضات ضريبية تصب في مصلحة الشركات والطبقة الثرية، وتواصل حملة ضد ساعات العمل الطويلة والأجور المتدنية لملايين الأشخاص، وقضايا في كل يوم تقريبا تظهر أن النظام القضائي مشوب بالتمييز العنصري، وتفاقم أزمة المواد المخدرة.

وينقل التقرير عن نيكولاس كريستوف الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز قوله إنه أصبح كغالبية الأمريكيين مدمنا لأخبار ترامب اليومية.

ويقول كريستوف "في أمريكا اليوم، كل شيء أصبح يتعلق بترامب، طيلة الوقت. لقد أدمناه جماعيا. الفضائح والإساءات التي لا تتوقف تجذبنا جميعا".

مفاجأة الصدر

مقتدى الصدر
Reuters

وفي موضوع متعلق بالشرق الأوسط، تحذر افتتاحية لصحيفة الفاينانشال تايمز من احتمال أن يعلق العراق في النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أشارت نتائجها الأولية إلى تقدم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعارض لتدخل طهران وواشنطن في شؤون بلده.

وبحسب الافتتاحية، كانت الحكمة تقتضي أن يفوز حيدر العبادي، رئيس الوزراء الشيعي، وذلك كمكافأة له على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وكان من المتوقع أن يحظى هادي العامري، قائد فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران، بجانب من تلك المكافأة بأن يحل في المركز الثاني في الانتخابات. وحتى نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق الذي همشت سياساته الطائفية الأقليات السنية والكردية، كان يتمتع بفرصة، مدعوما من حزب الدعوة الإسلامي وكذلك من إيران.

لكن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشاب المعارض للتدخل الإيراني في شؤون العراق السياسية، هو الذي جاء في المركز الأول، يليه العامري، ثم العبادي، وذلك في صدمة لشرعية إيران ووكلائها، بحسب الافتتاحية.

ومنذ عامين، قاد الصدر حملة شعبية غاضبة ضد إخفاق الصفوة السياسية الفاسدة في العراق الغني بالنفط في توفير خدمات أساسية للمواطنين مثل المياه والكهرباء، ناهيك عن الأمن في مواجهة الجهاديين السنة وفوضى الفصائل الشيعية المسلحة.

وفي عام 2016، اقتحم متظاهرون ألهمهم الصدر البرلمان العراقي. واليوم اقتحم الصدر البرلمان عبر صناديق الاقتراع.

لكن إيران لن تتخلى عن سيطرتها على العراق، خاصة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى غربية في عام 2015. وقد توجه قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد في محاولة لتشكيل تحالف بالتعاون مع العامري والمالكي.

أما الصدر، الذي يريد خروج الولايات المتحدة وإيران من العراق والذي مد جسورا مع السعودية، فينظر إليه الإيرانيون بعين الريبة.

وتحذر الصحيفة من أن السعي لنيل المزيد من المزايا لفصيل بعينه بدلا من تحقيق المصلحة العامة، والطائفية بدلا من تداول السلطة سيفتح الباب أمام عودة الجهاديين.

وتختم بالقول لقد حاربت الولايات المتحدة وإيران على الخط نفسه، دون تحالف، في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وبغض النظر عن شدة العداوة بينهما، ينبغي عليهما البقاء على الخط نفسه وراء استقرار العراق الذي يجاهد ليظل على قيد الحياة.

"إدعموا عصب الناتو"

قوات أمريكية بالناتو
EPA

وفي شأن آخر، تدعو افتتاحية في صحيفة التايمز الدول الأوروبية إلى إنفاق المزيد على الدفاع بهدف نيل ثقة الولايات المتحدة، وذلك مع قرب انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في يوليو/ تموز المقبل.

وتقول الافتتاحية إن القادة الأوروبيين بدأوا يأخذون على محمل الجد تهديدات واشنطن بتقليل دورها في الناتو إلا إذا أنفقت أوروبا المزيد على الدفاع.

والهدف من تهديدات إدارة ترامب هو دفع حلفاء الولايات المتحدة إلى الوفاء بتعداتهم بإنفاق 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع لتخفيف العبء عن واشنطن.

وتنتقد الافتتاحية الإجراءات المعاكسة التي يتخذها الأوروبيون منذ انسحاب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران.

وتضرب الصحيفة على ذلك مثالا بقول المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن على أوروبا تطوير ردها الخاص على التحديات الأمنية في المستقبل، وكذلك قول دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إن تصرفات ترامب دفعت الأوروبيين لإدراك أن عليهم مساعدة أنفسهم.

وتقر الصحيفة بأن أسلوب معاملة ترامب للحلفاء يجب أن يختلف عن معاملته للخصوم، لكنها ترى أنه محق في ما يحاول إثباته، إذ أن الحلف يجب أن يكون مستعدا للقتال وممولا بشكل جيد.

وهذا هو جوهر وضع التحالف خلال الحرب الباردة وحتى العصر الحالي، من تدخله في البلقان وحتى الدفاعات الإلكترونية على الإنترنت. ومن المفترض أن تضمن مخصصات الإنفاق للناتو أن يستمر في المواكبة والتحديث والردع.

وترى الصحيفة أن على الزعماء الأوروبيين التوقف عن التصرف كما لو كانت الإدارة الأمريكية قوة معادية، وعدم تشكيل جبهة مقاومة ضد حليفهم الأمني الأول وعصب الناتو.