هافانا: اعلنت كوبا الحداد الوطني ليومين اعتبارًا من السبت غداة حادث تحطم طائرة ركاب اسفر عن سقوط 107 قتلى وثلاثة جرحى في حالة حرجة، في حين لا يزال الغموض يلف اسباب تحطمها.

وسقطت طائرة البوينغ 737-200 فوق منطقة غير مأهولة ظهر الجمعة، بعيد اقلاعها من هافانا متوجهة الى هولغين في شرق كوبا وعلى متنها 110 اشخاص.

وذكرت وسائل الإعلام الحكومية ان الطائرة كانت تقل 104 مسافرين معظمهم من الكوبيين، وافراد الطاقم الستة وهم مكسيكيون. واوضحت السلطات ان ثلاث نساء فقط نجون من الحادث "لكنهن في حالة حرجة".

ولم يعرف حتى الآن سبب سقوط الطائرة بعد اقلاعها تماما بينما كانت تقوم بانعطاف. ولم تكشف السلطات ما اذا كان تم العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة. الا ان طيارا مكسيكيا قاد هذه الطائرة في السابق قال السبت انه كان اشتكى من ممارسات الشركة المالكة للطائرة لأنها أقل من المستوى المطلوب. 

وصرح الطيار ماركو اوريليو هيرنانديز لصحيفة "ملينيو" المكسيكية ان شركة "غلوبال اير" المؤجرة للطائرة لم تؤمن الصيانة الكافية للطائرة، وقد حظرت من الطيران في تشيلي وقامت برحلات مرارا في فنزويلا من دون رادار. 

وقال انه في الفترة بين 2005 و2013 قاد جميع طائرات شركة "غلوبال اير" وهي ثلاث طائرات من طراز بوينغ بينها الطائرة التي سقطت الجمعة ووضعت في الخدمة قبل 39 عاما. وخلال عمله مع "غلوبال اير" قدم شكوى بسبب "نقص صيانة الطائرات" رغم ان الشركة توظف ميكانيكيين "مهرة للغاية". 

الطائرة المنكوبة مملوكة لشركة الطيران المكسيكية "غلوبل اير" المعروفة ايضا باسم "ايرولينياس داموخ" وكانت تستأجرها شركة الطيران الكوبية الحكومية "كوبانا دي أفياثيون" بموجب عقد يقضي بايجارها مع طاقمها الكامل المؤلف من طيارين اثنين وفني وثلاث مضيفات.

وتقول الحكومة المكسيكية ان الطائرة انتجت في 1979 وخضعت لعملية صيانة في نوفمبر 2017. واكدت متحدثة باسم غلوبال اير لوكالة فرانس برس ان هيرناندنيز عمل فيها سابقا، الا انها رفضت التعليق على تصريحاته.

بعد تفقده مكان سقوط الطائرة، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الذي تولى السلطة خلفا لراوول كاسترو قبل شهر "سنجري كل التحقيقات اللازمة وسننقل المعلومات الى السكان عندما نحصل عليها". واعلنت الادارة العامة المكسيكية للطيران المدني ارسال فريق من الخبراء لمساعدة السلطات الكوبية في التحقيقات.

كما اعلنت شركة بوينغ لتصنيع الطائرات انها شكلت فريقا تقنيا ووضعته بتصرف السلطات الكوبية لمساعدتها على كشف ملابسات تحطم الطائرة. وبعد اقلاعها من المدرج، حلقت الطائرة فوق منطقة حرجية ثم سقطت في حقل مزروع بالبطاطس قريب من المطار وتحطمت واشتعلت النيران فيها.

ثلاث ناجيات بحالة الخطر
بما ان السلطات الكوبية لم تنشر لائحة باسماء الركاب، ما زال الغموض يلف السبت عدد الاجانب الذين كانوا يستقلون الطائرة الى جانب الطاقم المكسيكي. وذكرت وسائل اعلام ان معظم الركاب من الكوبيين.

حتى الآن، وحدها الحكومة الارجنتينية اكدت مقتل اثنين من مواطنيها في الحادث. وفي بوينوس آيرس، قدم نجم كرة القدم دييغو مارادونا القريب من كوبا، تعازيه الى اسر الضحايا، وكذلك فعل عدد كبير من المسؤولين في الحكومات الاميركية اللاتينية والاوروبية.

وفي روما طلب الباب فرنسيس من الكنيسة الكوبية الكاثوليكية تقل تعازيه الى عائلات الضحايا. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ اقرباء ضحايا نشر صور لهؤلاء مثل خوسيه انخيل مدير الفرقة الموسيقية "بوليرو سالسا" وزوجته امبارو ايبان.

وفي مستشفى "كاليختو غارسيا" في هافانا، ما زال وضع الجرحى الثلاثة، وهم ثلاث نساء كوبيات، حسب السلطات، حرجا. وقال كارلوس مارتينيز، مدير المستشفى للتلفزيون الحكومي مساء الجمعة، "ان حالتهن الصحية لا تزال حرجة وحياتهن في خطر". وذكر مصدر طبي لفرانس برس ان كلا منهن خضعت لثماني عمليات جراحية على الاقل.

وفي هافانا وهولغين، المدينة التي تبعد 670 كيلومترا الى الشرق من العاصمة، تهتم السلطات باقرباء الضحايا الذين هرعوا الى مكان الكارثة في ثلاث حافلات. لكن بوصولهم ابعدتهم السلطات عن عدسات الإعلاميين الى مبنى كلية الطيران.

وفي مكسيكو تتابع شركة "غلوبال اير" اوضاع اقرباء افراد الطاقم المنهارين. وقال اليخاندرو لوبيز شقيق التقني ماركو انطونيو لوبيز بيريز الذي لقي مصرعه في الحادث "سيساعدوننا للحصول على جوازات سفر للتوجه الى موقع الحادث".

ووقع آخر حادث من هذا النوع في كوبا في نيسان/أبريل 2017 عندما تحطمت طائرة نقل تابعة للقوات المسلحة مع ثمانية رجال كانوا يستقلونها في منطقة أرتيميسيا الجبلية في غرب البلاد.

وفي 2010، تحطمت طائرة من نوع "ايه تي آر-72" تابعة لشركة الطيران "آيروكاريبيان" وكانت تقوم برحلة بين سانتياغو وهافانا في وسط الجزيرة، ما ادى الى مقتل 68 شخصا بينهم 28 اجنبيا.