في محاولة لتهدئة ما يثار على نطاق واسع حاليًا من تقاطع السياسات الإيرانية مع توجهات زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات العراقية الاخيرة فقد نفت إيران وجود خلافات بينهما مؤكدة أن علاقاتهما تاريخية ومتجذرة وهو من الاأصدقاء الأعزاء لها.. فيما دعا الحكيم إلى تحالف وطني واسع يشكل حكومة عابرة للمذهبية بدون تدخل خارجي.

إيلاف من لندن: قال السفير الإيراني لدى بغداد ايرج مسجدي إن علاقات المسؤولین الإیرانیین مع زعيم التيار الصدري زعيم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات العراقية الاخيرة مقتدی الصدر "ودیة واخویة".

وأضاف أن إيران تؤيد ارادة الشعب العراقی فی انتخاب نواب برلمانه الجديد وتهنئ جمیع الاحزاب والتیارات والائتلافات التی فازت باصوات الشعب وتأهلت للمجلس النيابي.

وأشارمسجدی في تصريحات لوكالة "أرنا" الإيرانية اليوم وتابعتها "إيلاف" ان إيران تربطها علاقات بناءة مع جمیع الاحزاب والتیارات والائتلافات التی فازت باغلبیة مقاعد البرلمان فی الانتخابات الرابعة الاخيرة وان "جمیع الفائزین هم من اخواننا الاعزاء."

وحول ما یتردد من معلومات حول وجود خلافات بین إيران ومقتدي الصدر قال السفیر مسجدی "ان ذلك لا اساس له من الصحة بتاتا وان السید مقتدي الصدر من الاصدقاء والاخوة الاعزاء والمؤثرین فی البلد الشقیق والجار العراق وان علاقات الجمهوریة الاسلامیة معه تاریخیة ومتجذرة حیث ربطتها علاقات وثیقة مع الشهیدین الجلیلین السید محمد باقر الصدر والسید محمد صادق الصدر(والد وعم السید مقتدي)".

وأوضح "ان علاقة المسؤولین فی إيران مع الصدر هی علاقات ودیة واخویة وان الكثیر من هؤلاء المسؤولین بمن فیهم السید قاسم سلیمانی (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني مسؤول ملف العراق في القيادة الإيرانية) یكنون كل الود للسید مقتدي الصدر". 

وكان انصار الصدر قد احتشدوا بساحة التحرير وسط بغداد لدى اعلان فوز تحالفهم الانتخابي في الانتخابات ورددوا هتافات تهاجم إيران قائلين "أيران برا برا.. بغداد حرة حرة".

يشار إلى أنّ وزارة الخارجية الإيرانية قد اعربت في وقت سابق عن تفاؤلها إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق ونفت ما وصفتها بالمزاعم عن سعي تحالف سائرون الفائز فيها إلى إخراج إيران من العراق. 

الحكيم يدعو لتحالف واسع يشكل الحكومة دون تدخل خارجي

دعا رئيس التحالف الشيعي العراقي زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم إلى تشكيل تحالف اغلبية وطنية تنبثق منه حكومة عابرة للمكونات وطنية من حيث الشكل والمضمون وبقرار عراقي مستقل دون تدخلات خارجية وتعبر التخندقات المذهبية.

وقال الحكيم في كلمة بالحفل التأبيني في الذكرى التاسعة لوفاة والده رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عبد العزيز الحكيم في بغداد الليلة الماضية بحضور وزراء وشخصيات سياسية وسفراء وحشد من الجماهير "لقد جرت الانتخابات النيابية في موعدها المحدد بعد محاولات جادة لتأجيلها من بعض الأطراف وجاءت لتعبر عن مرحلة جديدة للعراق بعد إستكمال تحرير البلاد من الاحتلال الداعشي وانخفاض منسوبية الطائفية إلى حد كبير ووحدنا تربة العراق".

وأضاف "نحن اليوم امام مرحلة جديدة ونثمن مشاركة العراقيين بنسبة 45% في الانتخابات للمساهمة بإحداث التغيير المنشود من خلال دعمهم لمن رأوا انه يستحق الثقة والدعم، كما نشكر الـ 55% من الذين لم يشاركوا واطلقوا في مقاطعتهم صرخة مدوية وغضبا ديمقراطيا احتجاجا على ما يجري في البلاد ونقول ان صوتكم سُمع ورسالتكم وصلت".

وأشار إلى أنّ العراق حاليا هو أمام مهمتين الأولى تشكيل الكتلة النيابية الأكبر عددا التي تكلف بتسمية رئيس الوزراء والأخرى تشكيل تحالف الأغلبية الوطنية الحاكم وهنا لابد ان نحدد مواصفات هذا التحالف ونعتقد ان هذا التحالف العابر للمكونات يجب ان يكون وطنيا من حيث الشكل والمضمون ويشكل بقرار عراقي مستقل دون تدخلات خارجية ونعبر فيه التخندقات والمذهبية دون تمييز وان يحمل رؤية وبرنامج واضح في ادارة البلاد في المرحلة المقبلة لاننا بحاجة إلى برنامج تتفق عليه القوى لإدارة هذا التحالف".

وأوضح ايضا بالقول "نحتاج إلى فريق يكون قادر على تنفيذ البرنامج ونحن بحاجة إلى تمكينه وزراء مختصين في كل وزارة وندعو إلى تشكيل حكومة تكنوقراط مختصين في المهام المكلفة بهم".

وأكد على ضرورة ان "يكون هذا التحالف منسجماً ومتعاضداً ومتضامنا في قواه ونوابه تحالف بين قوى تتحمل المسؤولية الكاملة مع شعبها في تنفيذ هذا البرنامج وخدمة الناس، فالناس سئمت الشعارات والوعود والكلمات وتريد فريقا يعمل ويخدم".. مشددا على أنّ "يكون هذا التحالف متوازنا يحقق التوازن الوطني ليطمئن شراكاء الوطن والخارج ولا نرتضي تحالفاً يوحي باستعداء او استبعاد مصالح اي دولة تتعامل مع العراق". 

وأشار إلى أهمية أن "يكون هذا التحالف قوياً قادراً على صناعة القرار وتنفيذه ومتابعة الحكومة التي تنفذ هذه القرارات ونريد ان يكون قادراً على تحويل الشعارات إلى عمل ملموس".

وقال الحكيم "سنعمل مع شركائنا في الساحة الوطنية مع القوائم الفائزة لبناء تحالف بهذه السمات ومن خلاله نشكل حكومة خدمة لا حكومة أزمة فقد سأم الشعب من حكومة الازمات ونريدها حكومة محاسبة لا محسوبية وهذا مايتطلب الآن بأن نعمل جاهدين على استعادة ثقة شعبنا".

وأكد "نريد حكومة قانون لا فوق القانون ووطنية تمثل العراقيين جميعا لا على أساس مذاهب وقوميات وحكومة نزاهة لا حكومة فساد ويجب التدقيق في الحكومة القادمة على مكامن الفاسد". وحذر بالقول "أقولها بصراحة أن أي حكومة تتشكل ولا تحمل هذه المعايير لن نكون معها ولن نكون جزءاً منها وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة لتقويضها" مؤكداً "لا نضع فيتو او خطاً أحمراً على أي من المرشحين لأي موقع أي من القائمة تتصدى للمسؤولية مع الشركاء في بناء هذه الكتلة الوطنية".

يشار إلى أنّ عبد العزيز الحكيم كان واحدا من القادة السياسيين المعارضين للرئيس السابق صدام حسين وكان هاجر العراق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ولم يعد إلى العراق إلا بعد سقوط النظام عام 2003 حيث شغل عدة مناصب منها عضو في مجلس الحكم الانتقالي وفاز بعدها بمقعد في مجلس النواب ضمن قائمة الائتلاف العراقي الموحد والذي أختير رئيساً لها وأعيد تشكيلها في آب اغسطس عام 2009 تحت اسم الائتلاف الوطني العراقي (الشيعي).

وقد توفي عبد العزيز الحكيم عام 2009 في مستشفى تخصصي في العاصمة الإيرانية طهران بعد خمسة أيام من دخوله المستشفى اثر تدهور حالته الصحية لاصابته بسرطان الرئة.