لندن: اكتشف العلماء أول "مهاجر" إلى منظومتنا الشمسية من خارجها. وهذا الكويكب أول جسم استقر في منظومتنا قادماً من أماكن أخرى في الكون. وهو ثاني جسم غريب يثير اهتمام العلماء في الأشهر الماضية بعد وصول الكويكب اومواموا ذي الشكل الغريب الأشبه بالسيجار إلى منظومتنا في عام 2017 ولكن زيارته كانت خاطفة بعكس الكويكب المكتشف حديثاً. 

وقال العلماء ان الكويكب إلى جانب تسليطه ضوء على تكوين منظومتنا الشمسية يمكن أن يعطي مفاتيح عن نشوء الحياة على كوكب الأرض. 

أُطلق على الكويكب الذي يدور في فلك المشتري اسم 2015BZ509. وكان العلماء يعرفون دائماً انه جسم غريب والآن عرفوا السبب: لأنه لم يبدأ حياته في منظومتنا الشمسية بل في منظومة نجمية أخرى. 

ففي منظومتنا الشمسية تدور جميع الكواكب وغالبية الأجرام الأخرى حول الشمس باتجاه واحد إلا هذا الجسم فهو يدور بالاتجاه المعاكس. 

نماذج تحاكي بداية نشوء المنظومة الشمسية

وقال الدكتور فتحي ناموني من مرصد كوت دازور في فرنسا ورئيس فريق الباحثين ان السبب في دوران الكويكب بهذا الاتجاه المعاكس كان لغزاً حتى الآن. وهو لو كان ينتمي في اصوله إلى منظومتنا لدار في اتجاه مماثل للكواكب والكويكبات الأخرى الموروثة من سحابة الغاز والغابر التي كونتها. 

ولمعرفة أصل الكويكب صمم العلماء نماذج تحاكي بداية نشوء المنظومة الشمسية قبل 4.5 مليار سنة. واكتشفوا انه كان دائماً يدور بهذه الطريقة ولا بد انه جاء من منظومة شمسية أخرى. 

وأوضحت الدكتورة هلينا مورايس عضو فريق الباحثين ان الكويكبات تهاجر من منظومات شمسية أخرى لأن الشمس تكونت في عنقود مزدحم من النجوم حيث كل نجم له منظوته من الكواكب والكويكبات وان تقارب هذه النجوم وقوى الجاذبية تساعد هذه المنظومات على جذب كويكبات وإبعادها واصطيادها من بعضها البعض. 

اكتشاف الكوكيب الجديد البالغ عرضه 2.9 كلم يمكن ان يلقي ضوء على مجموعة اسرار عن كيف نشأت منظومتنا الشمسية وكواكبها وربما حتى الحياة. ومعرفة كيف جاء إلى منظومتنا يمكن ان تسهم في فهم بدايات الشمس وما إذا كانت عناصر الحياة نُقلت إلى الأرض على متن زائر آخر من مكان ما في الكون. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/science/asteroid-scientists-spot-interstellar-immigrant-oumuamua-latest-alien-a8361496.html