يعود نبيه بري لرئاسة مجلس النواب للمرة السادسة على التوالي منذ توليه لهذا المنصب منذ العام 1992، فهل عدم المداورة بالسلطة يخدش الحياة الديموقراطية في لبنان؟

بيروت: إنطلق المجلس النيابي الجديد بولايته أمس بعد صفحة من ولاية المجلس السابق التي دامت تسع سنوات، وفي هذه الجلسة التاريخية والسياسية بامتياز انتخب المجلس الجديد نبيه بري رئيسًا له للمرّة السادسة بلا منازع، بأكثرية 98 صوتًا من أصل 128 حضروا الجلسة جميعًا، مقابل 29 ورقة بيضاء وورقة وحيدة اعتُبرت ملغاة.

وكان أبرز المعترضين على نتيجة انتخاب بري، النائب بولا يعقوبيان التي كشفت أن صوتها أعطته لنادين لبكي، وترفض أن تُعتبر ورقة بيضاء أو ملغاة.

ثم جرت عملية انتخاب نائب رئيس مجلس النواب الذي تنافس عليه النائبان إيلي الفرزلي وأنيس نصّار، وبنتيجة فرز الأصوات فاز الفرزلي بـ 80 صوتًا مقابل 32 صوتًا لنصار، فيما نال النائب نقولا نحاس 4 أصوات هي أصوات كتلة "الوسط المستقل" التي ينتمي إليها، علمًا أن نحاس لم يعلن ترشيحه لهذا المنصب، كذلك وجدت لدى فرز الأصوات ورقة باسم النائب بولا يعقوبيان، وورقتان أُخريان بإسم شارل مالك ونادين لبكي واعتبرتا ملغاتين، كذلك وجدت في الصندوق ثماني أوراق بيضاء. 

ومع عودة بري الى رئاسة مجلس النواب يطرح السؤال عن المداورة في السلطة ومدى احترام مبدأ الديموقراطية بعد تبوّء بري لهذا المركز منذ العام 1992.

يؤكد النائب السابق مصطفى هاشم في حديثه لـ "إيلاف" أن بري الأوفر حظًا مع عدم ترشيح إسم آخر ويبقى جديرًا بهذه المسؤولية، وهو أمر طبيعي أن يكون هو رئيس مجلس النواب، رغم وجود بعض الأشخاص الذين ينشدون التغيير.

وردًا على سؤال لماذا لم يحصل بري على التأييد الكامل من النواب المسيحيين، وهل سيخلق الأمر مشاكل بين رئيس المجلس النيابي والنواب الذين لم يصوتوا له؟

يلفت هاشم إلى أن هذا لن يخلق مشاكل والمرحلة المقبلة ستشهد انفتاحًا على مختلف المجالات من جميع التيارات، لأن الانتخابات النيابية أصبحت وراءنا والخطاب المتشنج لشد العصب الانتخابي قد انتهى، وبالتالي الأمور تسير نحو الانسجام بين جميع الفرقاء.

الأوراق البيضاء

ماذا تعني الأوراق البيضاء التي لم تنتخب بري؟ يجيب هاشم أن هناك نوابًا جددًا ينشدون التغيير، وهذا حق دستوري للنواب، ولكن بما أن العدد الأكبر انتخب بري فهذا يعني أنه يستحق المركز، خصوصًا مع عدم ترشح أي شخص في المقابل.

هل هي ديموقراطية في الممارسة أن يعاد انتخاب بري للمرة السادسة في لبنان؟ يجيب هاشم أنه لو وجد شخص أكفأ لتم انتخابه، ولكن هذا لا يخدش الديموقراطية، فهو له الحق بالترشح وللنواب الحق في انتخابه.

إيلي الفرزلي

ماذا عن انتخاب إيلي الفرزلي نائبًا لرئاسة مجلس النواب، هل هذا يعني انتصار الحقبة التي يمثلها الفرزلي؟ يجيب هاشم أن بري معتاد التعامل مع الفرزلي، ومورست اللعبة الديموقراطية وترشح أنيس نصار ضده، وبالتالي فوز الفرزلي يعني عودة الديموقراطية.

ولدى سؤاله هل ترشيح أنيس نصار من قبل القوات اللبنانية لنيابة رئيس مجلس النواب يعني أن الصورة النمطية للقوات اللبنانية تغيرت وأصبحت القوات أكثر حضورًا في الحياة السياسية اللبنانية؟ يجيب هاشم "لا شك أن القوات اللبنانية أصبحت كتلة وازنة في المجلس النيابي والفرق واضح عن الأعوام السابقة، ولها الحق في الترشيح".

الحكومة

هل من المتوقع بعد انتخابات المجلس النيابي أن يطول أمد تشكيل الحكومة اللبنانية؟ يجيب هاشم أن المتوقع ألا يطول، نظرًا للظروف المحيطة بلبنان، وكذلك الوضع الإقتصادي الضاغط في البلد، ومن المفروض أن يكون هناك تأليف سريع للحكومة لأن لا وقت لدينا لشد الحبال، مع الأمور الضاغطة على لبنان منها ما هو أمني، ومنها ما هو إقتصادي وإجتماعي.

من الأمور الضاغطة على لبنان وخصوصًا على حزب الله العقوبات الأميركية والخليجية، هل برأيك سيكون حزب الله متساهلاً أكثر في تشكيل الحكومة اللبنانية نظرًا لهذه العقوبات؟ يجيب هاشم العقوبات ليست جديدة، ولدى حزب الله شخصيات كثيرة يسمونها للحكومة، ويبقى الأمر شأنًا لبنانيًا وداخليًا لا علاقة للخارج به.