نشرت واشنطن بوست تقريرًا تبرئ فيه برنارد لويس من تهمة التورط في اتخاذ إدارة جورج دبليو بوش قرار غزو العراق في عام 2003، في رد على شيطنة مستمرة، يتعرض لها المؤرخ الراحل.

إيلاف من واشنطن: لا ينكر أحد حجم تأثير المؤرخ البريطاني الراحل برنارد لويس في صناعة النظرة الغربية تجاه العالمين العربي والإسلامي، لكن في القول إنه سبب الكوارث التي حلت بالشرق الأوسط بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وأبرزها غزو العراق في عام 2003، مبالغة يمكن وصفها بـ "الفجة".

لم يتورط

فصحيفة واشنطن بوست أكدت في تقرير عن لويس بمناسبة رحيله أنه كان قريبًا من إدارة الرئيس جورج بوش الإبن، خصوصًا من نائبه ديك تشيني، ووزير دفاعه دونالد رامسفليد، "لكنه لم يتورط في صناعة السياسات المتشددة ضد الشرق الأوسط، ومنها قرار غزو العراق"، وكان ينصح أحيانًا "بالتشدد أو عدم التدخل بالمنطقة".

كان لويس نفسه نفى أن يكون حرض على غزو العراق، وأكد أنه "طالب بحماية الأكراد فحسب، وتقديم مساعدة أكبر لهم بإعتبارهم حلفاء للغرب ليكونوا قوة موازية في العراق لنظام صدام حسين الحاكم".

ربطت الصحيفة الهجوم والتشويه الذي لحق بالمؤرخ البريطاني الذي انتقل للعيش في الولايات المتحدة في عام 1975 "بالصراع المحتدم بين المثقفين"، وهو ما عبر عنه لويس نفسه بالقول في مقابلة مع مجلة "كرونيكل" في عام 2012: "بعضهم يراني عبقريًا، وآخرون يعتبرونني شيطانًا".

 مشكلات ذاتية

كان المؤرخ البريطاني الذي يعتبر أكثر الباحثين الغربيين معرفة بالشرق الأوسط، نفى تهمة معاداته الإسلام. وقال في مقالة نُشرت في عام 1990: "إن الإسلام دين عظيم، وأنا قلق من اختطافه من قبل جماعات متطرفة ومتعصبة".

لاحظ أن معظم مشكلات الشرق الأوسط كان ذاتيًا، وما كانت مجرد أمراض موروثة من الاستعمار أو التدخل الخارجي.

الأكيد أن برحيل لويس قبل حلول ميلاده 102 بأسبوعين، فقد العالم أكثر عالم غربي يفهم بشكل دقيق تعقيدات المذاهب والحركات الإسلامية، السنية منها والشيعية، فضلًا عن تفاصيل أنظمة الحكم في الشرق الأوسط، حتى أن صحيفة واشنطن بوست قالت عنه: "انغمس في موضوعات متنوعة مثل الشعر الصوفي وتعقيدات الشريعة الإسلامية، وابتكر أسلوبًا يجمع بين ثراء المعلم وذكاء الخبير وثقة الأرستقراطيين، على الرغم من أنه نشأ وسط عائلة من الطبقة المتوسطة في لندن".