برنارد لويس... سمّاه بعض مريديه إمامًا، وهو الذي قال بعد 11 سبتمبر إن أسامة بن لادن ساهم في شهرته، وهو من أشاد دائمًا بالإسلام دينًا، وخشي عليه من التعصب.

إيلاف من نيويورك: ألقاب مهنية عديدة تسبق إسم برنارد لويس: من المفكر إلى المستشرق والباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط، والمؤرخ، إلى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حتى أن بعض طلابه أطلقوا عليه لقب "الإمام".

رحل لويس، البريطاني - الأميركي، عن عمر ناهز 102 عام، مخلفًا تضاربًا في الآراء بين الكتّاب والمثقفين حول مواقفه ونظرته إلى الأمور. ترك أكثر من 30 كتابًا، ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة. يوصف بأنه أكثر مؤرخي الإسلام والشرق الأوسط تأثيرًا بعد الحرب العالمية الثانية، وشكل نظرة الغرب الحقيقية إلى منطقة الشرق الأوسط.

أوروبا هاجسه الأكبر

جاي نوردلينغر، كبير محرري صحيفة ناشيونال ريفيو، وصف لويس بأنه أحد اكبر علماء عصرنا، وينقل عنه افتخاره باستاذه الذي أشرف على توجيهه في مراحل مبكرة من عمره، والذي يبدو أنه أوقد لديه ولعًا في التاريخ واللغات.

بحسب نوردلينغر، كان لويس منفتحًا على كافة النقاشات، باستثناء ما يتناول أوروبا وآفاقها المستقبلية. وذكر له عن الهجرة الإسلامية، وأن هولندا قد تصبح بلدًا مسلمًا خلال عشرين عامًا، وتحدث الكاتب عن أن المؤرخ كان صديقًا عظيمًا للعرب على الرغم من كل ما يُقال، واعدًا بكشف ما يملكه من معلومات في الوقت الملائم؛ فهو كان يصر على حق العرب في العيش بحرية، أو في الأقل تمتعهم بعيش لائق، كما أراد أن يتحرر الشرق الأوسط.

الإسلام إيمان عظيم

قال الكاتب: "قامت جماعة الإخوان المسلمين بترجمة كتاب لبرنار لويس، علمًا أن الكتاب نفسه تُرجم إلى العربية ونشرته وزارة الدفاع الإسرائيلية"، مضيفًا: "كتب المترجم إلى العربية في أول صفحة، لا أعرف من هو هذا المؤلف، لكنّ هناك شيئا واضحا عنه، فهو إما صديق صريح أو عدو شريف".

وكتب برايان مورفي في واشنطن بوست يقول: "كان لويس يعتقد أن مشكلات الشرق الأوسط ذاتية، وليست أمراضًا متوارثة من الاستعمار او التدخل الخارجي".

ويشير إلى أن المستشرق كان يشيد بالإسلام ويعتبره إيمانًا عظيمًا، "لكنه كان يخشى أن يُختطف بسبب التعصب والغضب". يقول عن كتبه التي لاقت رواجًا كبيرًا بعد اعتداءات 11 سبتمبر: "أسامة بن لادن جعلني مشهورًا".

أضاف: "كان لويس ينفي تأييده لغزو العراق على الرغم من علاقته الوثيقة بديك تشيني، وبول وولفويتز والمستشار الأمني ريتشارد بيرل، ودعا إلى تسليح الاكراد في شمال العراق وبناء قوة موازية لسلطة بغداد".

مرشد المحافظين الجدد

إيكومونيست البريطانية صنفت برنارد لويس بمثابة الجسر بين العالم الإسلامي والغرب، وعرجت على اتهام إدوارد سعيد له بأنه عميل للإمبريالية الأميركية، وكذلك تناولت كتابه "السامية ومعاداة السامية"، واعتباره أن الإسلام يعادي اليهود، ووصفته أيضًا بأنه كان "مرشد المحافظين الجدد" في واشنطن في أثناء استعدادهم لغزو العراق.