يتحدث البعض عن وجود تسوية مستجدة بين الفرقاء ستسهل ولادة الحكومة اللبنانية، رغم تقاتل الجميع على وزارات سيادية وخدماتية ورغم محاولة كل فريق أن يستأثر بأكبر حصة من تلك الحكومة.
بيروت: دخل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري بـ111 صوتًا في مفاوضات حثيثة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الفرقاء، ويتوقع أن تنطلق مسيرة تشكيل الحكومة بزخم خصوصًا أن الرؤساء الثلاثة أقرّوا بصعوبة المرحلة مما يستوجب الإسراع في تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، بسبب خطورة الأوضاع ودقتها على المستويين الداخلي والإقليمي، فهل تبصر الحكومة الجديدة النور قريبًا، وما هي أبرز المعوقات أمام تشكيلها؟
يؤكد النائب السابق نضال طعمة في حديثه ل"إيلاف" أنه يفترض وجود تسوية بين الفرقاء، جعلت كل الأمور تسير بسلاسة، وبكّرت في الإستشارات النيابية لرئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، وبالتالي هذه التسوية ستسهّل تشكيل الحكومة بشكل أسرع مما كان متوقعًا، إلا في حال جرت أمور طارئة غير محسوبة أصلاً، وللأسف الشديد أصبحنا جميعنا محكومين بالخارج، وهو يخطط ونحن ننفذ، والديموقراطية التي كنا نتغنى بها لم تعد موجودة في المرحلة الحالية.
المعوقات
عن المعوقات الأساسية التي قد تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية، يرى طعمة أن شهية الكل على التوزير حيث الجميع يريد وزارات "سيادية" و"خدماتية"، وحتى حزب الله لا يريد سوى وزارة سيادية وخدماتية، كل ذلك مع جشع الفرقاء لتلك الوزارات قد يشكل الأمر نوعًا من المعوقات أمام تشكيل الحكومة وبالتالي تأخير تأليفها.
العقوبات
وردًا على سؤال بعد العقوبات على حزب الله هل سيتساهل بالنسبة لحصته في تشكيل الحكومة اللبنانية؟ يجيب طعمة أن العقوبات تبقى فقاعات صابون، ولا تأثير لها مباشرة على حصة حزب الله في تشكيل الحكومة اللبنانية، ولكل يعلم أن العقوبات على إيران موجودة منذ سنوات طويلة ولم تؤثر عليها، وتلك العقوبات على حزب الله تبقى للتأثير المعنوي والنفسي ليس أكثر.
ولكن لا شك أن هناك إجماعًا دوليًا على تحجيم إيران من خلال حزب الله في لبنان، وإعادة إيران إلى حجمها الطبيعي، وقد يشكل هذا الموضوع بعض الضغط على حزب الله للتنازل عن مواقفه وحصصه.
الانفتاح
ماذا عن الإنفتاح بين الفرقاء وزيارة رئيس القوات اللبنانية شخصيًا لرئيس الجمهورية ميشال عون هل يعني هذا الانفتاح سهولة متوقعة في تشكيل الحكومة اللبنانية؟ يلفت طعمة إلى وجود ضغط لتحجيم القوات اللبنانية، وشئنا أم أبينا للقوات اللبنانية 15 نائبًا في البرلمان، وقريبة في العدد من التيار الوطني الحر، وهذا يعني أنها بالإضافة الى التيار هي تمثل شريحة كبيرة من المسيحيين في لبنان، وكان هناك نية في مجلس النواب للضغط من أجل تحجيم القوات اللبنانية، قرأ هذا الأمر سمير جعجع المعروف عنه حنكته وحكمته، وتوجه إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية، ليقول بضرورة وجود ثنائية مسيحية أسوة بالثنائية الشيعية في لبنان.
وبرأي طعمة هذا الكلام لم يكن ليقال إلا لرئيس الجمهورية ميشال عون، وعون بتوجهاته وحكمته سيعطي كل ذي حق حقه.
هل التقارب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يؤثر على التسوية بين العونيين وتيار المستقبل؟ يجيب طعمة ألا تأثير للموضوع على الآخر إطلاقًا، فالعلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر تبقى جيدة وأتت برئيس للجمهورية من خلال تسوية قائمة بين الطرفين.
والحريري سيوازي بين العلاقة مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ومع تشكيل الحكومة وبعد لقاء الحريري بجعجع ستعود كل العلاقات إلى مجراها الطبيعي وإلى ما كانت عليه.