لندن: تمكن علماء جيولوجيا في سابقة من نوعها، من معرفة توقيت العمليات الكبرى التي أسهمت في بداية تشكيل المريخ، بعد عثورهم على نيزك عمره 4.4 مليار سنة في الصحراء الكبرى، ليكون أقدم عينة تمثيلية لسطح الكوكب في تكوينه العام.

"الجمال الأسود"

وأتاح نيزك صغير من المريخ مُنح لقب "الجمال الأسود" للعلماء أن يكتسبوا معرفة لا سابق لها عن العمليات التي شكلت سطح الكوكب الأحمر في غابر الزمان.

أقدم جسم مريخي

وعُثر على النيزك المريخي في الصحراء الكبرى ومن هنا اسمه "شمال غرب أفريقيا 7034" ويبلغ وزنه 320 غراماً فقط، لكن عمره وتركيبه الغريب استأثرا باهتمام العلماء منذ العثور عليه في عام 2011.

يبلغ عمر النيزك نحو 4.4 مليار سنة وبذلك يكون أقدم جسم مريخي يُكتشف حتى الآن.

وقال جيولوجيون أن النيزك يتكون من عدة أنواع مختلفة من الصخور التحمت في صخرة واحدة بتأثير الحرارة.

عينة تمثيلية

وتحوي هذه القطعة الصغيرة من الصخر معادن مختلفة من قشرة المريخ ويقول العلماء انها الشظية المعروفة الوحيدة التي تعتبر عينة تمثيلية لسطح المريخ في تكوينه العام.

ولهذا السبب عكف فريق من العلماء على دراسة هذه الصخرة بأمل أن تقول لهم شيئاً عما حدث في عمق تاريخ المريخ، عندما انقسمت مرتفعاته الجنوبية الزاخرة بالفوهات البركانية، عن السهول الأنعم لمنخفضاته الشمالية.

ويختلف هذان القسمان من الكوكب الأحمر في الارتفاع بكيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات.

من جهتها أوضحت الدكتورة كارولين سمث من متحف التاريخ الطبيعي البريطاني وعضو فريق العلماء، أن دراسة الصخرة التي يشارك فيها باحثون ذوو اختصاصات مختلفة أسفرت عن "بعض الاضاءات الجديدة المثيرة لمعرفة مواقيت عمليات كبرى شكلت المريخ في أيامه الأولى".

تاريخ التكوين

وقال الدكتور بيل كاساتا رئيس فريق الباحثين أن ثنائية قشرة المريخ نتيجة اصطدام هائل والمعلومات المتاحة والنمذجة العلمية كلها تشير إلى أن النيزك "شمال غرب افريقيا 7034" تكون قبل 4.4 مليار سنة.

وبحسب تحليلات العلماء فإن جميع الصخور التي التحمت لتكوين النيزك كانت موجودة في تضاريس المريخ منذ ذلك الوقت. وهي تبين أيضاً أن هذه التضاريس شهدت نشاطاً بركانياً عنيفاً قبل 1.7 الى 1.3 مليار سنة. ولكن المكونات المختلفة التي تشكل قوام "الجمال الأسود لم تلتحم إلا قبل نحو 200 مليون سنة.

وهو ما يشير أن الاصطدام العملاق الذي أوجد "ثنائية" الشمال والجنوب حدث قبل أكثر من 4.4 مليار، سنة لأن مثل هذا الاصطدام كان سيدفن أو يدمر الصخور القريبة من السطح وما كان النيزك ليتكون منها.

وقال الباحثون أن هذا المثال يبين كيف يمكن استخدام أنظمة تحديد المواقيت لمعرفة تاريخ العينات الصخرية وامتداداً لذلك تاريخ الكواكب التي جاءت منها هذه العينات منذ مليارات السنين.

نيازك أخرى

ورغم أن غالبية الصخور الفضائية التي عُثر عليها تعود في أصلها إلى حزام الكويكبات فان حفنة منها تعود إلى المريخ أو القمر.

وهناك نحو 100 نيزك مريخي يعرفها العلماء في أنحاء العالم تم اكتشاف عدد كبيرة منها في الصحراء الكبرى.

ويرجح العلماء أن صخرة "الجمال الأسود" قُذفت الى الفضاء نتيجة ارتطام جسم آخر بالمريخ. 


أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.independent.co.uk/news/science/meteorite-mars-sahara-desert-ancient-found-space-asteroid-a8369466.html