نصر المجالي: أشعل رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، حربا كلامية، ضد حكومات دول أوروبية، اثر سماحها لـ "حزب الشعوب الديمقراطي" المعارض بتنظيم تجمعات في ميادينها، وعدم السماح لحزبه "العدالة والتنمية" بذلك.

وقال أردوغان، خلال التجمع الانتخابي الأول لحزبه "العدالة والتنمية" في ولاية "أرضروم" في الشمال الشرقي إن ثمة حكومات تسمح لـ"الشعوب الديمقراطي" القوة الأمامية لمنظمة "بي كا كا" وتنظيم "ي ب ك / ب ي د"، بتنظيم تجمعات في ميادين أوروبا، ولا تسمح لـ "العدالة والتنمية" بالشيء نفسه ولا حتى في الصالات.

وأضاف: "يعتقدون أن كل ما يستطيعون القيام به من منع، هو مكسب لهم".

وهذه ليست المرة الأولى التي يشن فيها أردوغان هجمات كلامية مصحوبة بالشتائم ضد دول أوروبية ومن بينها ألمانيا وهولندا والنمسا بسبب منع وزراء وممثلين لحزب العدالة الحاكم من زيارة التجمعات التركية في الاستفتاء على الدستور الذي جرى في أبريل 2017.

نفاق

ومن جهتها، دانت وزارة الخارجية التركية، بشدة سماح السلطات الألمانية بتنظيم تجمع جماهيري اليوم السبت، شارك فيه أنصار منظمة "بي كا كا"، واصفةً ذلك بـ"النفاق".

وقالت الخارجية التركية في بيان نقلته وكالة أنباء (الأناضول) إن "النهج المبني على النفاق والذي ندينه بشدة، لا يتوافق مع الديمقراطية ولا مع محاربة الإرهاب، ولا مع توقعات تطبيع العلاقات التركية الألمانية".

وتطرق البيان إلى القرار الألماني الذي يمنع سياسيين من دول أخرى من الالتقاء بمواطنيهم المقيمين في ألمانيا، مشدداً أن أنقرة لا تشاطر برلين وجهة النظر بهذا الخصوص، وتعتبر القرار "غير متوافق مع الديمقراطية".

وأعربت أنقرة لبرلين، عن أملها بأن تطبّق السلطات الألمانية القرار المذكور على جميع الأحزاب السياسية دون تمييز، بحسب البيان الذي أضاف: "رغم كل ذلك، فإن سماح ألمانيا اليوم للتجمع (مناصري "بي كا كا" في مدينة كولونيا) لا يمكن قبوله وإيضاحه".

ورغم وجود أكثر من 3 ملايين شخص من أصول تركية، يعيشون في ألمانيا، إلاّ أن الأخيرة تمنع الساسة الأتراك من تنظيم حملات انتخابية على أراضيها بحجة "عدم إمكانية ضمان الأمن".