إسلام آباد: أعلن متحدث باسم الرئاسة الباكستانية أن الانتخابات التشريعية ستجرى في 25 يوليو المقبل في باكستان حيث ستغادر الحكومة المنتهية ولايتها السلطة في أقل من أسبوع، ما يضع حدا لتكهنات مستمرة منذ أشهر.

وقال متحدث باسم مكتب الرئيس مأمون حسين إن "الرئيس وافق على تحديد 25 يوليو موعدا لاجراء الانتخابات العامة في البلاد". وقبيل ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية الموعد على حسابها على تويتر وكذلك وسائل الاعلام الحكومية.

وستتولى حكومة موقتة تصريف الاعمال حتى موعد الاقتراع. وهي المرة الاولى في تاريخ باكستان التي شهدت العديد من الانقلابات العسكرية، التي تنهي فيها حكومتان مدنيتان ولاية تشريعية كاملة.

وقال وزير المالية الباكستاني مفتاح اسماعيل لوكالة فرانس برس "انه ثاني برلمان ينهي ولايته. ننتظر بفارغ الصبر لنرى حكم الشعب على ادائنا". وكان حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز، الذي يقوده نواز شريف فاز في انتخابات 2013 على حزب الشعب الباكستاني الذي دفع ثمن ادائه الاقتصادي والامني السيئ.

وبعد خمس سنوات، تبدو حصيلة اداء حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز افضل.

فقد تراجع غياب الامن الى حد كبير. وكشفت دراسة أجراها "مركز الابحاث والدراسات الامنية" الباكستاني، تراجع عدد الاشخاص الذين قتلهم متطرفون لاسباب سياسية او في اطار قضايا اجرامية بنسبة سبعين بالمئة في السنتين الاخيرتين. وقد سجلت 2057 حادثة قتل العام الماضي، مقابل 6574 في 2015.

وتمت تسوية ازمة الطاقة الخطيرة مع ما تسببه من انقطاع للتيار الكهربائي، إلى حد كبير. ومؤخرا تم تدشين مطار دولي جديد في اسلام اباد. كما تم شق العديد من الطرق.

ضربات قاسية

لكن حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز واجه ضربات قاسية عديدة. ففي يوليو الماضي، أنهت المحكمة العليا ولاية نواز شريف على رأس الحكومة بعد الكشف عن عقارات فخمة تمتلكها عائلته عبر شركات اوف-شور.

وشريف هو رئيس الحكومة الخامس عشر الذي يتعرض للاقالة قبل انهاء ولايته في البلاد التي قضت نحو نصف سنوات استقلالها السبعين تحت حكم عسكري. ومنع القضاء بعد ذلك شريف من قيادة الحزب الذي اسسه ثم من المشاركة في اي اقتراع مدى الحياة.

لكن معسكره ينفي التهم ويرى ان نواز شريف وقع ضحية لمؤامرة حاكها الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير ويُعدّ من ألدّ اعدائه.

وفي أبريل الماضي، أقيل وزير الخارجية خواجة آصف ايضا بسبب مخالفته القواعد الانتخابية. وبعد اسبوع اطلق رجل النار على وزير الداخلية احسان اقبال الذي يتعافى حاليا من الجروح التي اصيب بها.

والخصم الرئيسي لحزب نواز شريف في الانتخابات سيكون حركة الانصاف التي يقودها عمران خان. ويؤكد بطل الكريكيت السابق بعد سنوات في المعارضة، انه يريد تخليص باكستان من الفساد. كما وعد بتوظيف استثمارات في التعليم والصحة.

ويتمتع عمران خان بشعبية كبيرة بين الشباب والطبقات الوسطى. لكن حزب الرابطة الاسلامية يتمتع بدعم كبير في البنجاب، الولاية التي تضم اكبر عدد من السكان في باكستان والتي تعد اساسية في الاقتراع.

وعلى الرغم من الاحكام القضائية الصادرة ضد حزب الرابطة، فاز الحزب مؤخرا في انتخابات فرعية عدة، ما يؤكد ارجحية بقائه في الحكم. وبعد اقالة شريف تولى شاهد خاقان عباسي الذي ينتمي الى حزب الرابطة الإسلامية رئاسة الحكومة.

وجرت اول عملية انتقال ديموقراطي للسلطة في تاريخ باكستان في اعقاب انتخابات 2013 حين سلمت الحكومة التي كان يقودها حزب الشعب الباكستاني، الحكم لحزب الرابطة الذي حقق فوزا كاسحا.