اتهم رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس محمد باجي قايد السبسي، بأنه من دمر حزب والده الحاكم "نداء تونس"، خاصة بعد خسارته الانتخابات الأخيرة لصالح حزب النهضة، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.

وكان حافظ السبسي، الرئيس التنفيذي لنداء تونس، قد دعا من قبل إلى إقالة رئيس الوزراء بسبب فشل حكومته في إنعاش الاقتصاد.

وأعلن حزب النهضة الإسلامي تأييده للشاهد ورفض تغييره وقال إن "خروج رئيس الوزراء سيضر بالاستقرار في وقت تحتاج فيه البلاد إلى إصلاحات اقتصادية".

وتعد تصريحات الشاهد أول انتقاد علني ضد نجل الرئيس وتدخله في السياسة، خاصة أن معارضيه اتهموه من قبل باستغلال نفوذ عائلته ووالده الرئيس للسيطرة على البلاد.

وهي الانتقادات التي رفضها حافظ السبسي، والذي قال إن ممارسته السياسية تعد من حقوقه السياسية.

وقال الشاهد في كلمة عبر التليفزيون التونسي، مساء الثلاثاء "لقد دمر حافظ قايد السبسي الحزب وأثرت أزمة الحزب الحاكم على مؤسسات الدولة، وحان الوقت لإصلاح الحزب".

وحمل رئيس الوزراء نجل الرئيس مسؤولية خسارة ثلث أعضاء كتلة نداء تونس في البرلمان والهزيمة في الانتخابات الجزئية التي جرت في دائرة ألمانيا، وتراجع الحزب في الانتخابات البلدية وخسارة موقعه كقوة حزبية أولى في البلاد.

وكانت تونس تمثلا نموذجا للنجاح الديمقراطي الوحيد الذي حققه ما يعرف بـ "الربيع العربي"، بعد الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، في عام 2011 دون إثارة الاضطرابات العنيفة، كما حدث في سوريا وليبيا.

لكن منذ 2011 أخفقت تسع حكومات في حل المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها تونس، والتي تشمل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، كما أن نفاد صبر الشعب يتزايد بالإضافة إلى المقرضين، مثل صندوق النقد الدولي، الذي قدم قروضا ومساعدات للحفاظ على بقاء الدولة.

وفشل سبعة من رؤساء الوزراء في إصلاح اقتصاد راكد. وأدت الاضطرابات والهجمات المسلحة إلى هروب المستثمرين والسائحين، مما أدى إلى تآكل مستويات المعيشة للمواطنين العاديين وارتفاع معدلات البطالة.

وسجل التضخم السنوي ارتفاعا قياسيا بلغ 7.7 في المائة في أبريل/ نيسان مع هبوط قيمة عملة الدينار، ما أدى لارتفاع أسعار الطعام وقيمة واردات الأغذية.