هذه بعضٌ من شخصيات ترك إبداعها أعمق الأثر الإنساني والفني في هذا العالم، يأتي في مقدمها الفنان بابلو بيكاسو الذي يعدّ ظاهرة كاملة، لا شيء يضاهيها فرادة.

إيلاف: في عام 1957، نشرت الكاتبة والصحافية الأميركية جانيت فلانر سيرة حياة بعنوان "مفاجأة القرن". كانت المفاجأة هي بابلو بيكاسو، المبدع الذي اعتبره أصدقاؤه لا سابق له كفنان وكشخص على السواء، بل "ظاهرة كاملة" على حد وصف فلانر، مشيرة إلى أن كل شيء فيه وعنه يبدو فريدًا منذ طفولته المبكرة.

ثمة فنانون آخرون مثل مغنية الروك وكاتبة الأغاني الأميركية جانيس غوبلين، وأسطورة موسيقى الجاز تشارلي باركر المعروف بلقب "الطير"، والشاعرة والروائية وكاتبة القصة القصيرة الأميركية سيلفيا بلاث، والروائي رالف إيلسون، الذي كتب كثيرًا في العلاقات العرقية في أميركا. 

 في سيرة حياة من عام 1974، يقتفي الكاتب والناقد الفني لمجلة نيويوركر طريق الفنانة الأميركية جورجيا أوكيف من "رابطة طلاب الفن" إلى مزرعتها الأسطورية في ولاية نيو مكسيكو. وتحت عنوان "الدوق في مملكته"، كتب الروائي ترومان كابوتي عن حديثه مع الممثل مارلون براندو خلال تصوير فيلم "سيانورا". وهناك ما سجله الكاتب المسرحي الأميركي صامويل بيرمان عن جوزيف دوفين، تاجر الأعمال الفنية الذي حدد شكل عالم الفن كما نعرفه اليوم.

أدناه عرض سريع لكل هذه الأسماء اللامعة في عالم الإبداع:

جانيس جوبلين
كانت نجمة ساطعة في عالم موسيقى الروك، وتعتبر فنانة لا يجاريها فنان آخر في هذا اللون الموسيقي. وكفّ الكتاب حتى عن مقارنتها بالمغنية والفنانة غريس سليك التي اشتهرت بموسيقاها الهلوسية في ستينيات القرن الماضي. 

بابلو بيكاسو 
بدأ بيكاسو، مفاجأة القرن، فنانًا منذ تعلم كيف يمسك القلم، وأخذ يرسم في الصف حين كان تلميذًا في السابعة في مسقط رأسه مالاغا. وكان ما يرسمه احتجاجًا على السلطة وعلى تعليمه أي شي. 

أقسم لاحقًا أنه لم يتعلم حتى القراءة والكتابة في المدرسة، بل تعلمهما بنفسه. نضجت فطرته المتمردة على السلطة منذ كان طفلًا من دون أن يطرأ عليها تغيير. وظلت روحه الفوضوية الإبيرية من العناصر التقليدية القليلة في نتاجه. وفي الخامسة والسبعين من العمر، بقي تلك الظاهرة الكاملة كما كان وهو طفل. 

تشارلز باركر 
قَلَب هذا الفنان عالم موسيقى الجاز، وما زالت آثار انقلابه محسوسة حتى الآن. ويسمعه محبو موسيقى الجاز تقريبًا في كل عازف غيتار وعازف بيانو وعازف بوق وعازف طبل وعازف ساكسوفون يزيد عمره على أربعين عامًا. ما زالت آثاره تُسمع في أعمال الجيل الحالي من عازفي الجاز، على الرغم من أن كثيرين منهم ربما لا يعرفونه. 

رالف إيلسون
من يسمع هذا الكاتب يتحدث عن طفولته في ولاية أوكلاهوما، لا يسعه إلا أن يتكون لديه الانطباع بأن هذه الفترة من حياته ما زال لها تأثير استثنائي في نظرته إلى الحياة وموضوعات أعماله. 

جورجيا اوكيف
على الرغم من المديح الذي انهال على هذه المبدعة منذ بداية حياتها الفنية، فإنها لم تتأثر تأثرًا يُذكر بما كان يقوله النقاد عنها. كانت تنظر بتعجب إلى المحاولات التي تريد أن تكشف عن مصادر صورها. 

جوزيف دوفين
على امتداد خمسة عقود من العمل تاجرًا للأعمال الفنية في الولايات المتحدة، تمكن دوفين بطاقة وجرأة مذهلتين من تغيير الذوق الأميركي في الفن. وهو لم يكتف بتثقيف المجموعة الصغيرة من المقتنين الذين كانوا يتعاملون معه، مثل جون روكفار وجي. بي. مورغان فحسب، بل صنع جمهورًا لأعمال أساتذة الفن. 

سيلفيا بلاث
المرأة الصامتة التي تجسد بطريقة حية تكاد تكون غامضة الشخصية المنفصمة للفترة التي عاشتها. إنها الذات المنشطرة بامتياز. 
كتب تيد هيوز عن بعض نتاجاتها مثل الرواية القصيرة التي حاولت نشرها في مجلات شعبية وروايتها "الجرة الجرسية" ورسائلها وقصائدها التمرينية التي نُشرت في مجموعتها الأولى أنها "كالشوائب المرمية من مراحل مختلفة في التحول الداخلي، بل هي مشتقات العمل الداخلي". 

مارلون براندو
قال ترومان كابوتي عن نجم هوليوود الراحل إنه كان يتكلم بصوت كأنه يريد إسماع نفسه. هذا هو الأثر الذي يتركه في كل من يسمعه عن قرب، لأن براندو، مثله مثل الكثير من الأشخاص المستغرقين في ذاتهم، صنف من المونولوغيين الذين يحاورون أنفسهم. وهي حقيقة كان براندو يدركها ولديه تفسيره الخاص لها. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويوركر". الأصل منشور على الرابط:
https://www.newyorker.com/books/double-take/sunday-reading-artistic-personalities