ايلاف من برلين: تعتبر الحمية المتقطعة نظام مثالي لخاسرة الوزن بطريقة صحية بحسب الاطباء، وتنال رضا متبعيها كونها لا تحرمهم من مختلف أنواع الأغذية، إلا أن دراسة أجراها علماء تغذية في البرازيل قالت غير ذلك، إذ خرج الباحثون بنتائج مفاجئة تشير إلى خطورة هذا النظام الغذائي على المهددين وراثياً بالسكري، ونصحت بالابتعاد عنه.

تبدو الحمية المتقطعة محمودة حتى الآن، بحسب العديد من الدراسات، لكن دراسة جديدة تقول ان على المعرضين أكثر من غيرهم للسكري ان يبتعدوا عن هذا النوع من الريجيم.

طريقة صحية

يتعامل الطب مع "الحمية المتقطعة" حتى الآن كطريقة صحية للتخسيس وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان والوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية، وتقليل مخاطر الأمراض العصبية التنكسية.

فضلاً عن ذلك فان هذا النوع من الحمية لايحرم الراغب بتقليل وزنه من مختلف أنواع الأغذية النشوية والدهنية المعتدلة، إلا أن دراسة برازيلية جديد تقول الآن ان هذا النوع من الريجيم يرفع مخاطر الإصابة بداء السكري-2.

الحمية المتقطعة

وتقوم "الحمية المتقطعة"، أو على دفعات، على أساس الصيام لفترة وتناول الطعام بعدها لفترة أخرى بالتناوب. ويمكن أن يصوم المرء يومين أو ثلاثة ثم يتجاوز كل الحدود في التغذية لفترة يومين أو ثلاثة على التتابع. وتعود شعبية الحمية المتقطعة إلى أنها تقلل وصول الدهون إلى الجسم إلى الربع، وتستهلك الشحوم في الجسم بالتدريج.

صيام يومين

وربما ان اشهر أنواع هذا الريجيم هو الصيام تماماً ليومين والانفتاح في الأكل في الأيام الخمسة اللاحقة. وتسمى هذه الحمية اختصاراً(2:5)، وتسمح بتناول ما يشتهي المرء لمدة خمسة أيام دون الحاجة إلى حساب السعرات الحرارية أو حتى التخلي عن بعض الأطعمة، مثل الأرز والخبز والحلوى. 

ومقابل ذلك، يتوجب على المرء أن يصوم في اليومين التاليين وأن يتناول أقل قدر ممكن من الطعام، ما يعني ألا تزيد السعرات الحرارية التي يتم تناولها في هذين اليومين عن 500 سعرة حرارية للنساء و600 للرجال. وعلى أية حال فان اتباع هذه الحمية الغذائية يتطلب ارادة قوية من الراغب فيها.

وفي هذين اليومين، ينصح خبراء التغذية بتناول الشوفان والحليب أو خبز النخالة والجبن غير المخمر والطماطم والخيار، مع ضرورة الإكثار من المشروبات الخالية من السكر، إضافة إلى تناول حساء الخضار لتزويد الجسم بالأملاح.

الحمية المتقطعة للفئران

ونشرت مجلة"الطبيب الألماني" تقريرا لجامعة ساو باولو البرازيلية يقول ان علماء التغذية في الجامعة توصلوا، في دراسات على الفئران، إلى ان الحمية المتقطعة تزيد مخاطر الإصابة بالسكري-2.

وتنصح الدراسة المهددين وراثياً بالسكري بالابتعاد عن هذا النوع من الحمية.

تأثير الحمية المتقطعة

وفي الأساس ركزت الباحثة كلاوديا مونوس بوناسا وفريق عملها على معرفة تأثير هذا النوع من الحمية على توتر الأكسدة. ومعروف طبياً ان توتر الأكسدة يزيد 
سرعة تقدم عمر الخلايا ويضعف قدرة الجسم البشري على مقارعة الراديكالات الحرة التي تدور في الجسم. 
وتؤثر هذه العملية على الحمض النووي في الخلايا وترفع مخاطر الإصابة بالأمراض السرطانية وأمراض القلب والدورة الدموية والأمراض العصبية التنكسية أيضاً.

أجرت بوناسا تجاربها على فئران اختبار بالغة واخضعتها إلى حمية متقطعة طوال ثلاثة أشهر. وراقب فريق العمل خلال هذه الفترة أوزان الفئران كما راقبوا عدد حركة الدرايكالات الحرة في أجسامها.

أضرار في خلايا البنكرياس

وكما هو متوقع، فقدت الفئران بالفعل شيئاً من أوزانها وتغير توزيع الشحم في بطونها. ومعروف ان الطب يربط بين تراكم شحون البطن وبين ارتفاع مخاطر الإصابة بالسكري-2.

ولكن النتيجة المفاجئة كانت هي حصول أضرار كبيرة في خلايا بيتا التي تفرز الانسولين في البنكرياس، وارتفاع عدد الراديكالات الحرة الدائرة في الدم، وظهور أول العلامات على تطور مقاومة الجسم للانسولين.

وكتب فريق العمل ان الغرض من هذه الدراسة كان التعرف على تأثير الحمية على توتر الأكسدة في الجسم، إلا أن العلاقة بالسكري-2 كانت مفاجأة. وحذرت بوناسا بالقول"إذا كانت الحمية المتقطعة تقود إلى فقدان سريع للوزن، فانها تنطوي على البعيد على مخاطر الاصابة بالسكري-2".

واعتبرت الباحثة ان من المفارقة معرفة ان البدناء الراغبين بخفض أوزانهم بالحمية المتقطعة يسعون بأنفسهم نحو السكري، ويؤكدون بالتالي علاقة السكري بالبدانة.

دراسات سابقة

وكانت دراسات علمية سابقة اشارت إلى ان الحمية المتقطعة لاتتطلب الصرامة في الحمية لفترات طويلة، فضلاً عن أنها لا تؤثر على الاستقلاب ولا تتسبب في ضمور العضلات ولا تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، كما هي الحال لدى اتباع بعض أنواع الحميات الغذائية الصارمة. 

وأشارت بعض الدراسات إلى ان حمية (5:2) ربما لا تناسب أولئك الذين يعانون من اضطرابات في الدورة الدموية. فإتباع هذه الحمية قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط دمهم.