صار ممكنًا الحصول على قرنية عين بديلة من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، باستخدام حبر حياتي، يحوي في تركيبته خلايا جذعية.

بيتزا بالمواصفات المطلوبة، شعاب مرجانية، ملابس لرواد الفضاء... كلها أصبحت ممكنة اليوم بفضل تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. والآن، يمكن أن تمنح التكنولوجيا نفسها نعمة البصر لبعضهم بعدما طور علماء من جامعة نيوكاسل البريطانية "حبر حياتي" أتاح لهم إنتاج قرنية للعين البشرية بالطباعة ثلاثية الأبعاد. 

حبر حياتي

القرنية هي الطبقة الخارجية في مقدمة العين، وإذا تعرضت للتلف بسبب المرض أو الاصابة يمكن أن تكون النتيجة مشكلات في النظر أو حتى العمى. 

العلاج الوحيد للقرنية التالفة هو زرع قرنية سليمة. لكن، على الرغم من أن ملايين الأشخاص يحتاجون إلى زرع قرنية من مانحين، فإن نسبة ضئيلة منهم تحصل عليها. ولهذا السبب، يمكن أن تحدث القرنية التي تُنتج بالطباعة ثلاثية الأبعاد تغييرًا جذريًا في هذا الاختلال الكبير بين العرض والطلب. 

لإنتاج قرنية بالطباعة ثلاثية الأبعاد، تعين على فريق الباحثين في جامعة نيوكاسل تصنيع حبر حياتي يحوي خلايا جذعية في عملية بالغة التعقيد؛ إذ يجب أن تكون المادة صلبة بما فيه الكفاية للحفاظ على شكلها ولينة بما فيه الكفاية لاعتصارها من فوهة آلة الطباعة ثلاثية الأبعاد. 

حية بعد الطباعة

بعد طباعة الحبر الحياتي ترك فريق الباحثين الخلايا الجذعية تنمو حول السقالة التي وفرتها مادة هلامية من ملح حمض الجينيك والكولاجين. تصبح الخلايا الجذعية هي القرنية حين تنمو، في حين توفر مكونات الحبر الحياتي الدعائم لها. 

كانت 83 في المئة من الكيراتوسايتات keratocytes – وهو نوع خاص من خلايا القرنية - ما زالت حية بعد أسبوع على الطباعة، وهي نتيجة واعدة تشير إلى أن الخلايا يمكن في الحقيقة أن تستبدل قرنية العين البشرية.

وعلى الرغم من هذه النتائج المثيرة، فإن الفريق ما زال يبعد سنوات عن الخروج من المختبر إلى غرف العمليات لزرع قرنيات أُنتجت بالطباعة ثلاثية الأبعاد. ويريد الباحثون التأكد من أن جميع أنواع الخلايا الموجودة في قرنية العين تؤدي وظائفها قبل اختبارها في متعضيات حية. وإذا حققت الاختبارات اللاحقة نتائج إيجابية، فإن القرنيات المنتَجة بالطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن أن تغير حياة ملايين الأشخاص. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "فيوتشريزم". الأصل منشور على الرابط:
https://futurism.com/3d-printed-corneas-humans/