إيلاف من لندن: أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين البريطاني كريم أسد أحمد خان مستشاراً خاصاً ورئيسًا لفريق التحقيق الدولي بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق.

وقالت بعثة الامم المتحدة في العراقي "يونامي" في بيان صحافي الجمعة تسلمت نصه "إيلاف" ان غوتيريش قرر تعيين كريم أسد أحمد خان، من المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية مستشاراً خاصاً ورئيسًا لفريق التحقيق الدولي المشكل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2379 (2017) من اجل دعم الجهود الوطنية لمحاسبة عناصر تنظيم داعش عن طريق جمع الأدلة وحفظها وخزنها في العراق بشأن الأعمال التي قد ترتقي الى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في العراق.

مستشار للملكة ومحاضر في الشريعة الاسلامية

ويعتبر خان اول رئيس لفريق التحقيق وهو محام ومستشار لملكة بريطانيا وإيرلندا الشمالية ولديه أكثر من 25 عامًا من الخبرة المهنية كمحامي في مجال القانون الجنائي الدولي وحقوق الإنسان ويتمتع بخبرة واسعة في العمل بصفة مدعي عام وفي مجال تقديم المشورة للضحايا ومحامي دفاع في المحاكم الجنائية الوطنية والدولية بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لراوندا والمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة والدوائر الاستثنائية في المحاكم الكمبودية والمحكمة الخاصة للبنان والمحكمة الخاصة لسيراليون.

ويحمل خان ليسانس حقوق (مع مرتبة الشرف) في القانون من كلية كينغ، جامعة لندن، والعديد من الدرجات والمؤهلات الأخرى، ودرس وحاضر عن الشريعة الإسلامية وصدرت له مؤلفات كثيرة في مجال العدالة الجنائية الدولية وحقوق الإنسان. 

جمع الأدلة عن جرائم داعش ضد الانسانية

وكان مجلس الامن الدولي قد اعتمد بالاجماع في 21 سبتمبر 2017 قرارا يقضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي على جرائمه في العراق. ودعا نص القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشكيل فريق تحقيق برئاسة مستشار خاص لدعم الجهود الرامية إلى محاسبة تنظيم داعش.

وأوضح القرار أن تلك الجهود تأتي عن طريق جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق على الأعمال "التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها تنظيم داعش في العراق.

وأكد القرار على أن "يقوم المستشار الخاص بتعزيز المحاسبة العالمية عن الأعمال التي قد ترقي إلى جرائم حرب أو الجرائم ضد الإنسانية أو الإبادة الجماعية وذلك على نحو يتسق مع القوانين الوطنية ذات الصلة".

كما طلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أن "يقدم إلى مجلس الأمن اختصاصات مقبولة لدى حكومة العراق للموافقة عليها في غضون 60 يوما، وذلك من أجل وفاء الفريق بولايته". ودعا جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى التعاون مع فريق التحقيق وتزويده بأي معلومات ذات صلة بالموضوع قد تكون في حوزته.

وشدد القرار الذي قدمت بريطانيا مشروعه على ضرورة أن يكون الفريق محايدا ومستقلا وذا مصداقية. ودعا قرار مجلس الأمن الدول الأخرى إلى التعاون مع الفريق بما في ذلك من خلال الترتيبات المتبادلة بشأن المساعدة القانونية.

وأكد القرار أن الفريق سيعمل في ظل الاحترام الكامل لسيادة العراق وولايته القضائية على الجرائم المرتكبة في إقليمه، وأن اختصاصات الفريق ستنص على أن يعين في الفريق قضاة تحقيق عراقيون وخبراء جنائيون آخرون ليعملوا على قدم المساواة جنبا إلى جنب مع الخبراء الدوليين.

العراق: قرار تاريخي ينتصر للعدالة الانسانية

وقال ابراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي "إن قرار تجريم داعش هو انتصار للعدالة الإنسانية وللضحايا وتعبير عن الرفض العملي لوحشية داعش وإدانة فعلية لسلوكها المتخلف. ملاحقة مجرمي داعش وضمان عدم إفلاتهم من العدالة سيعطي رسائل رادعة لهؤلاء المجرمين ومطمئنة لشعوبنا جميعا".

ووصف القرار بالتاريخي وقال انه ثمرة دراسة ومشاركة فعالة تمت بتعاون بناء بين العراق والمملكة المتحدة لوضع أسس قانونية لآلية دولية تحترم سيادة العراق واختصاصه القانوني والقضائي في مجال جمع الأدلة لمحاكمة الإرهابيين عن جرائمهم الكبرى التي ارتكبوها في العراق وغيره من الدول في المحاكم الدولية.

واعلن العراق في التاسع من كانون الاول ديسمبر 2017 النصر النهائي على تنظيم داعش بعد أن طردت القوات العراقية آخر فلول التنظيم من البلاد بعد ثلاث سنوات من سيطرة التنظيم الارهابي على حوالي ثلث أراضي العراق. 

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في خطاب الى الشعب العراقي "أيها العراقيون: إن أرضكم قد تحررت بالكامل وإن مدنكم وقراكم المغتصبة عادت إلى حضن الوطن.. وحلم التحرير أصبح حقيقة وملك اليد". 

وأضاف "لقد أنجزنا المهمة الصعبة في الظروف الصعبة وانتصرنا بعون الله وبصمود شعبنا وبسالة قواتنا البطلة... وبدماء الشهداء والجرحى أثمرت أرضنا نصرا تاريخيا مبينا يفتخر به جميع العراقيين على مر الأجيال".