واشنطن: تسعى قيادات "جبهة النصرة" بفصائلها إلى شطب أسمائهم عن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وذلك عبر طرق مختلفة كتغيير اسم التنظيم، الأمر الذي ترى واشنطن أنه ليس إلا وسيلة لمواصلة عملها في سوريا، وعليه تواصل أميركا ادراج تلك التنظيمات على قائمة الارهاب رغم مساعيها، وذلك بالتزامن مع دعوات لإيجاد الحلول التي تتناسب مع واقع الساحة السورية.

أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم هيئة تحرير الشام ( النصرة سابقا) والمجموعات المرتبطة بها في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بعد أن وعد أبو محمد الجولاني عناصره "أن هيئة تحرير الشام باتت خارج قوائم الإرهاب الدولية، وأن مستقبل الهيئة سيكون لاحقاً ضمن تشكيلات الجيش الوطني الذي يتكون من فصائل عديدة من الجيش السوري الحر "، إلا أن قائدا في الجيش السوري الحر شدد في حديث لـ"إيلاف" على ضرورة ايجاد حل لإخماد جذوة هذه التنظيمات ، كفكرة "المناصحة" ، على أن يتناسب هذا الحل مع الوضع في سوريا .

كشف العقيد فاتح حسون القيادي في الجيش الحر وقائد حركة تحرير الوطن، أنه بعد أن عُيّن ستيفان دي ميستورا مبعوثا دوليا لسوريا" اجتمع عدد من القادة السوريين العسكريين معه بناء على طلبه وذلك للنقاش حول الوضع في سوريا وتبادل وجهات النظر ".

وأشار الى أنه كان" من النقاط التي تم التطرق لها هو موضوع "جبهة النصرة" ونظرة الأمم المتحدة لها وكيفية التعامل معها ".

فك ارتباط "النصرة" عن "القاعدة"

وبحسب تفاصيل الاجتماع "تنوعت المقترحات التي لم يغب عنها بأن أشد من يحارب "داعش" هم "عناصر جبهة النصرة" ومعظمهم سوريون، وبالتالي لا بد أن يختلف مصيرهم عن مصير عناصر داعش ".

وتحدث ميستورا وعارضا رؤيته التي يمكن تلخيصها "بضرورة فك ارتباط جبهة النصرة مع القاعدة ، وحل نفسها ، واستبعاد قياداتها المصنفة على قوائم الإرهاب ودخولها في العملية السياسية ، وإلا ستكون وبالا على الثورة السورية جمعاء".

وبيّن حسون أن هناك الكثيرين من القادة حينها رأى "صوابية هذا الطرح ونقله لقادة جبهة النصرة بشكل مباشر أو من خلال التصريحات الإعلامية" .

وأضاف أنه بالفعل وبشكل قد لا يكون له ارتباط بهذه الرؤية "أعلنت جبهة النصرة تغيير مسماها، ثم لاحقا فكت ارتباطها مع تنظيم القاعدة ، ولكن بقيت مسمياتها تدرج ضمن قوائم الإرهاب، وكانت الذرائع بأنها لم تستبعد قياداتها المصنفين على لوائح الإرهاب، ولم يكن فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة فعليا" . 

وطالب القيادي في الجيش الحر الدول التي تصنف هذا الفصيل مهما فعل "أن تضع بشكل واضح ما هو المطلوب منه لشطبه من لوائح الإرهاب" .
واعتبر أنه لا "يمكن أن يبقى ذلك بلا حل "، موضحا أن عدد هذا الفصيل لا بأس به، كما أنه أبدى" أخيرا انزياحا باتجاه الاعتدال، وكان من أشرس من قاتل داعش برغم الأخطاء والمؤاخذات التي وقع بها".

مشروع المناصحة

لكن بالمحصلة أشار حسون الى أنه "في يوم ما بعد ما سمي بالجهاد الأفغاني وبعد تصنيف تنظيم القاعدة كمنظمة إرهابية كان هناك حلول قدمت لعناصر هذا التنظيم لتغيير مسارهم والانتهاء مما وقعوا فيه ".

وحذّر أنه في حال عدم وجود هذه الحلول فستبقى جذوة هذه التنظيمات مشتعلة"، وشدد "لا بل قد تنتشر أكثر بذريعة "القتال حتى الموت" وتنتقل من مكان إلى آخر" . 

وبالنسبة لفصائل الجيش السوري الحر أوضح أنه بالرغم "من بغي جبهة النصرة علينا مرارا، واتباعها لسياسة التغلب علينا، إلا أننا طرحنا حلولا ومشاريعا حول ذلك، منها "مشروع مناصحة" الذي يأخذ الفكرة من "مناصحة" الذي طبق في السعودية وكان رائدا وناجحا في معالجة حالات التطرّف ، ولكن لم يجد المشروع تجاوبا لدى أوساط دولية ، حيث أن الحكومة المؤقتة لا يمكنها المضي به دون دعم دولي وإقليمي ".

وانتهى الى القول ، كما لخصه " بأنه لا بد من إيجاد الحلول التي تتناسب مع واقع الساحة السورية ، وأن تكون ضمن إطار الحفاظ على الأرواح وإعطاء الفرص وتقديم العون وليس ضمن إطار البتر".

"تحرير الشام" مازالت ارهابية 

 وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم “هيئة تحرير الشام” والمجموعات المرتبطة به في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية "إن “هيئة تحرير الشام” هي الاسم الجديد المستعار الذي أطلقه تنظيم “جبهة النصرة” التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي كبديل لاسمه في كانون الثاني من العام الماضي وذلك كوسيلة لمواصلة عمله في سوريا”.

وأكد منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية ناثان سيلس أن “تصنيف اليوم يسير في اتجاه أن الولايات المتحدة لا تنخدع بمحاولة القاعدة إعادة تشكيل نفسها ومهما اختلف اسم “جبهة النصرة” فسوف نستمر في حرمانها من الموارد التي تسعى إليها بغية تعزيز أهدافها العنيفة”.

وطالبت هيئة تحرير الشام الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الدلائل والبراهين التي سببت بوضعها على “قوائم الإرهاب”، مستنكرة القرار ومؤكدا رفضها القاطع له.
و اعتبرت الهيئة أن القرار يفتقر للدراسة والمتابعة ويغيب عنه التقدير السياسي المناسب للظرف الذي يعيشه السوريون في هذا الوقت.

معسكرات خاصة 

وترددت أنباء في الآونة الأخيرة عن أن الهيئة ستحل نفسها بترتيبات إقليمية دولية ، ووعد " أبو محمد الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام عناصره في قاطع البادية الأسبوع الماضي أن "هيئة تحرير الشام باتت خارج قوائم الإرهاب الدولية، وأن مستقبل الهيئة سيكون لاحقاً ضمن تشكيلات الجيش الوطني الذي يتكون من فصائل عديدة من الجيش السوري الحر وفصائل أخرى في الشمال السوري كانت بدايته في مناطق درع الفرات".

كما أعدت الهيئة لعناصرها معسكرات خاصة لعناصرها بغية تعزيز فكرة التغير الحاصل في سياسية ونهج الهيئة، من خلال مايقال انهم شرعيين معتدلين في توجهاتهم، يقومون على توضيح متطلبات المرحلة القادمة وضرورة أن تنخرط الهيئة في مكونات الفصائل الأخرى ونبذ التشدد والغلو والانفتاح أكثر على الداخل والخارج وباتجاه تحولات ، قيل عنها ، أكثر براغماتية للحفاظ على موقعها وكسب موارد وسيطرة في إدلب.