شغلت الرسالة السرية التي أرسلها الفريق القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المحقق الخاص روبرت مولر في يناير الماضي شغلت الإعلام الأميركي نظرًا إلى ما ورد في مضمونها.

إيلاف من نيويورك: نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت الفائت، مضمون رسالة الفريق القانوني الذي أراد تذكير المحقق الخاص بصلاحيات الرئيس الدستورية، وقدرته على إنهاء التحقيق لو أراد، وامتلاكه صلاحية إصدار العفو، وذهب المدافعون عن ترمب في اتجاه إسقاط الشبهات في موضوع عرقلة العدالة، بعدما أكدوا في رسالتهم أن "الرئيس فوق عرقلة العدالة، لأنّه يملك سلطة دستورية على كل التحقيقات الفيدرالية".

الكلمة التي شغلت أميركا
لكن الشيء البارز في الرسالة كان في المقطع الذي تناول صلاحيات ترمب وقدرته على إنهاء التحقيقات أو إصدار عفو. الكلمة الأخيرة تصدرت عناوين البرامج السياسية على شاشات التلفزة الأميركية.

جميع المحللين والسياسيين ناقشوا القضية من منظار أن الفريق القانوني لوّح لمولر بإمكانية قيام ترمب بالعفو عن نفسه، علمًا أن هذا الطرح غير صحيح، فكلمة العفو وردت من دون أن تكون المقصودة منها جهة محددة، إن كان ترمب نفسه أم شخصيات أخرى (مايكل فلين على وجه الخصوص نظرًا إلى ورود اسمه مرات عدة في الرسالة). ووردت حرفيًا على الشكل الآتي: "يمكنه إنهاء التحقيق إن رغب، أو حتى ممارسة سلطته في العفو".

التداعيات
ولأن لكل قضية تداعيات، خرج ضيوف الشاشات الأميركية ليدلوا بدلوهم في موضوع العفو المنسوب الى ترمب. البداية كانت من محامي الأخير، رودي جولياني، الذي قال إن "الرئيس يملك على الأرجح سلطة إصدار عفو عن نفسه". 

واستبعد في الوقت نفسه اللجوء إلى اتخاذ هذه الخطوة، لأنها ستسبب عواقب سياسية قاسية، متابعًا إن "العفو عن الآخرين شيء، والعفو عن نفسك شيء آخر".

العفو أولًا والعزل ثانيًا
وفي مقابلة ثانية له، ذهب جولياني بعيدًا عندما حذر من إمكانية قيام الرئيس بالعفو عن نفسه، قائلًا إن "مثل هذه الخطوة لا يمكن تصورها على الإطلاق، وقد تؤدي إلى احتمال عزله على الفور".

على خطى جولياني، سار حاكم نيوجرسي السابق، كريس كريستي، الذي رأى استحالة قيام ترمب بالعفو عن نفسه، لأن ذلك سيتحوّل إلى مشكلة سياسية، وإذا أصدر الرئيس عفوًا عن نفسه فسيتم عزله".

ثورة قادمة
عضو لجنة الإستخبارات في مجلس النواب، الجمهوري ويل هيرد، وصف إمكانية إصدار ترمب عفو عن نفسه، بـ"الخطوة الفظيعة التي ستساهم في جعل الناس يثورون"، بينما اعتبر المدعي العام في نيويورك بريت بهارارا أن إصدار الرئيس عفوًا عن نفسه يعدّ عملًا شنيعًا، وذلك سيكون أشبه بـ"عزل نفسه".

لماذا الإفتراضات؟
وحده زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن ماكارثي، تساءل عن مدى جدوى التحدث عن افتراضات، إذ أكد أن "الرئيس لم يقل أبدًا أنه سيعفو عن نفسه". متابعًا: "لا أعتقد أن أي رئيس يجب أن يصدر قرارًا بالعفو عن نفسه".

فلين والعفو البعيد
كوري ليفاندوفسكي، المدير السابق لحملة ترمب الانتخابية، نفى من جهته، إمكانية إصدار ترمب عفوًا عن مستشار الأمن القومي السابق في إدارته، الجنرال مايكل فلين، حيث قال لشبكة "فوكس": "على حد علمي فإن الرئيس لا يفكر في هذا الموضوع"، كما شجب حديث مساعد ترمب السابق، روجر ستون، الذي لفت إلى أن "إصدار ترمب عفوًا عن مخرج الأفلام المُحافظ، دينيش ديسوزا، يعتبر رسالة إلى المحقق الخاص".