الدوحة: تجاوز منظمو كأس العالم في قطر الصدمة الأولية التي نجمت من أزمة الخليج التي بدأت قبل عام ولا تزال مستمرة، ولكن محللين يحذرون من أنهم قد يواجهون أزمات أخرى وعقبات في طريقهم.

ويسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 لكرة القدم من 32 إلى 48، ما يشكل تهديدًا لخطة الدوحة استضافة أول بطولة كأس العالم في العالم العربي.

وتعرّضت قطر بالفعل لانتقادات واسعة بسبب مزاعم فساد وانتهاكات لحقوق الإنسان، لا سيما بالنسبة إلى معاملة العمال الأجانب في ورش الملاعب والمنشآت التي يتم إعدادها لكأس العالم. لكن الترقب سيد الموقف بالنسبة إلى ما يمكن أن يكون أسوأ، وخصوصًا بعد كأس العالم في روسيا خلال هذا الصيف.

يقول الأستاذ المتخصص في شؤون الرياضة في جامعة سالفورد البريطانية سايمون شادويك "أعتقد أن مقترحات فيفا تمثل أكبر تهديد للبطولة، لأنها ستجبر قطر على مشاركة البطولة مع دول أخرى". وبحسب شادويك، فإن هذا سيمثل "نوعًا من الهزيمة للدوحة".

وحصلت قطر في العام 2010 على حقوق استضافة كأس العالم 2022. وستكون المرة الأولى التي تقام فيها البطولة الكروية الأبرز عالميًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رغم أن فوز الملف القطري شابته اتهامات بالفساد ودفع الرشى.

في الخامس من يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، متهمة إياها بدعم "الإرهاب"، لا سيما عبر تمويل جماعات إسلامية متطرفة والتقرب من إيران، خصم السعودية الرئيس في المنطقة.

وأغلقت السعودية والإمارات حدودها مع قطر، وبالتالي، توقف دخول السلع، وبينها مواد البناء، من السعودية والإمارات، وتم استبدالها بالفولاذ الماليزي والمنتجات الصينية. وبحلول نهاية عام 2018، سيتم الانتهاء من بناء ثلاثة ملاعب من ثمانية مخصصة لاستضافة كأس العالم. ومن المتوقع الكشف عن تصميم إستاد لوسيل الذي سيستضيف المباراة النهائية في نهاية العام الجاري.

وتقوم قطر تحضيرًا لكأس العالم، بورشة ضخمة تنفق عليها أسبوعيًا 500 مليون دولار، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين قطريين. ويتم إنفاق هذه الأموال على بناء طرق جديدة وفنادق وأحياء وحتى بلدات. وقال أمين عام اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 في قطر حسن الذوادي: "مشاريعنا تمضي قدمًا كما هو مقرر"، مضيفًا "لا يوجد أي خطر يحيط باستضافة كأس العالم".

ومع أن بإمكان الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز تكبد تكاليف الأزمة الدبلوماسية اقتصاديًا، يبدو الأمر أصعب بكثير سياسيًا. وشكك مسؤولون سعوديون وإماراتيون علنًا في حق قطر في استضافة بطولة كأس العالم. وهناك تحقيق سويسري جارٍ في كيفية حصول قطر على حقوق تنظيم البطولة.

أزمة "بي إن" 
وسعت قطر إلى التخفيف من الانتقادات الدولية بعد موافقتها على إصلاحات واسعة في قضية العمال. وفي حال وافقت الفيفا على توسيع عدد المشاركين في بطولة كأس العالم في موسكو، ستجد قطر نفسها أمام تحدّ جديد وتضطر إلى تحمل عبء الكثير من العمل في إطار زمني ضيق.

وقد تخلق إقامة النهائيات بمشاركة 48 منتخبًا بعض المشكلات لقطر التي قلصت فترة النهائيات إلى 28 يومًا للتأقلم مع إقامة الدورة في شهري نوفمبر وديسمبر، فيما تقام النهائيات المقبلة في روسيا في 32 يومًا وبمشاركة 32 منتخبًا.

تشعب النزاع ليشمل قنوات تلفزيونية. فقد أعلنت شبكة "بي إن" القطرية أخيرًا أن قنواتها تتعرّض للقرصنة في المنطقة، وأن قناة اسمها "بي أوت كيو" تبث محتوى قنواتها بطريقة غير مشروعة.

وتملك شبكة "بي إن سبورتس" القطرية حقوق بث كأس العالم بكرة القدم 2018 التي تنطلق منافساتها بعد أسبوعين، وستبث كل مبارياتها الـ64 في الشرق الاوسط والامارات ضمنا. ويرى الباحث في جامعة "رايس" كريستيان اولريشسن أن "الازمة غير مرتبطة بكرة القدم، ولكن يبدو ان كأس العالم أصبح أداة في النزاع المستمر".

وتمّ في مايو تشكيل اتحاد جنوب غرب آسيا لكرة القدم وإطلاقه في السعودية، ويضم بين أعضائه السعودية والامارات والبحرين، من دون قطر. وبحسب اولريشسن، "سيسجل السعوديون والاماراتيون هدفا في حال تمكنوا من القيام بشيء للتشكيك بحق قطر استضافة" البطولة.

وهناك اسئلة تطرح ايضا عن قدرة الدوحة استضافة 1.5 مليون مشجع عام 2022، وهذا قبل اضافة 16 فريقا. ويقترح البعض حلا يتمثل في مشاركة البطولة مع دول اخرى في المنطقة: مع السعودية والامارات مثلا لتعزيز العلاقات بين الطرفين. لكن دولة واحدة عرضت حتى الآن مساعدة قطر في عام 2022: ايران العدو اللدود للسعودية.