توقعت نسبة غالبة من قراء "إيلاف" أن يتدخل الأميركيون عسكريًا لقلب النظام الحاكم في إيران، على الرغم من أن الخطة الأميركية تتكلم على دعم للاحتجاجات الشعبية لينهار النظام الإيراني من الداخل.

حيان الهاجري من الرياض: ألغى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني كل الاحتمالات التي كانت واردة أمام تفاوض جديد في هذا الملف، وأخرج إلى العلن نوايا أميركية بالمضيّ قدمًا في خطة طموحة لتغيير نظام الملالي الحاكم في طهران. من هذا المنطلق، سألت "إيلاف" قراءها في استفتائها الأسبوعي: "هل تتوقع تدخلًا عسكريًا أميركيًا لتغيير النظام الإيراني؟".

شارك في هذا الاستفتاء 2899 قارئًا من قراء "إيلاف"، وتوزعت النتيحة كالآتي: 1782 قارئًا أجابوا بـ "نعم"، بنسبة 61 في المئة، في مقابل 1117 قارئًا أجابوا بـ"لا"، بنسبة 39 في المئة، أي أغلب الرأي قائل إن ترمب جاد في تهديده إيران بقلب نظام الحكم فيها.

تدرس جديًا

يقول مطلعون على صنع القرار في الولايات المتحدة إن الإدارة الأميركية تدرس جديًا خطة لمساعدة الشعب الإيراني على إسقاط نظامه من دون تدخل عسكري. وبحسب الخطة التي تأتي في ثلاث صفحات، سُلمت أخيرًا إلى لجنة الأمن القومي في الكونغرس، يسعى ترمب إلى تغيير النظام في إيران "من خلال برامج ديمقراطية تُحدث فجوة أكبر بين الشعب الإيراني الذي يتطلع إلى الحرية والعيش الكريم وبين نظام الملالي في طهران"، وهو ما رفضت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الخوض فيه، عندما قام الإيرانيون بثورتهم الخضراء العارمة في عام 2009.

يقول هؤلاء المطلعون أن هذه الخطة حظيت بإعجاب البيت الأبيض، خصوصًا أن الحكومة الأميركية تعمل على تطبيق هذه الخطة منذ وصول جان بولتون، مستشار الأمن القومي، إلى البيت الأبيض، علمًا أن الخيار العسكري ليس هو الأول فيها.

أكثر من غزو

لا تستدعي هذه الخطة إرسال حكومة ترمب دبابات أميركية إلى إيران لإطاحة النظام من خلال تدخل مباشر، "مع ذلك، فهذه الحكومة تخطط لبناء حكومة ما بعد الملالي، وهذه هي الطريقة الأسلم لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية والحد من تهديد إيران الأمني".

في مقالة نشرها في موقع يو أس آي توداي، بعنوان "إن كنا ننوي تغيير النظام في إيران، استعدوا لتدخل عسكري، فسنحتاجه حتمًا"، قال الكاتب السياسي الأميركي جيل بارندولار: "أي تحرك جاد لإسقاط النظام الإيراني يتطلب أكثر من مجرد إرسال قوات أميركية، فثمة ضرورة للاعتماد على قوات محترفة لا متطوعين".

أضاف: "سيتم إسقاط نظام الملالي على يد الجنود الأميركيين ومشاة البحرية، وحتى لو انهارت الجمهورية الإسلامية من تلقاء نفسها، قالمخاوف بشأن المواد الإشعاعية، أو أمن مضيق هرمز، أو موجة ضخمة أخرى من اللاجئين، ربما تدفع الولايات المتحدة إلى الدفع بقوات برية إلى إيران".

خطط متنوعة

نقلت تقارير إخبارية عن مسؤول في لجنة الأمن القومي لم تذكره، قوله: "الولايات المتحدة تدرس خططًا متنوعة وليس الضغط لتغيير سلوك النظام فحسب، وهناك تقارير كثيرة وخطط واقتراحات مختلفة تسلمتها لجنة الأمن القومي، لكن تحاول اللجنة دراستها وتختار الأفضل منها".

إلا أن المواجهة تبدو حتمية بين الولايات المتحدة وإيران. فقد نقلت "العربية" على موقعها الإلكتروني عن المحلل السياسي الدكتور كريم عبديان بني سعيد قوله إن القوات الأميركية في المنطقة بدأت مواجهة تحركات وانتشار فيلق القدس الإيراني في دول المنطقة من خلال مساعدات عسكرية ولوجستية واستخباراتية للقوى المناهضة لإيران.

اضاف بني سعيد، مستشار حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، والذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي يضم 14 حزباً وتنظيماً سياسياً من مختلف قوميات إيران: "الاستراتيجية الأميركية الجديدة لصالح الاحتجاجات المتواصلة في إيران، لأن العقوبات القاسية سوف تضعف قدرات النظام في قمع المظاهرات والحراك الشعبي، وهذه الاحتجاجات الشعبية في إيران إذا طرحت شعارات التغيير الديمقراطي واحترام الحريات وحقوق الأقليات وتجنبت العنف، فبالتأكيد ستحظى بدعم دولي".

غير مضمون

في المقابل، يؤكد بعض المراقبين أن واشنطن مقتنعة أن تشديد العقوبات على النظام الإيراني وأذرعته الخارجية يزيد الضغوط على نظام طهران، ويضاعف حالة الرفض الداخلية؛ وبالتالي، يفعّل فكرة التغيير من الداخل بدلًا من أن يأتي من الخارج.

يقول هؤلاء المراقبون إن تحقيق الولايات المتحدة شروطها التي فرضتها على إيران بخصوص إبرام اتفاق نووي جديد يتطلب هذا الأمر استخداما محدودا للقوة العسكرية، لا لتغيير النظام الإيراني، وإنما لتنفيذ الشروط الأميركية، فقطع الدعم الإيراني للحوثيين يستدعي تنفيذ عمليات عسكرية لضرب هذا الدعم، وأي تدخل سيكون بحدود، لا لتغيير النظام لأن تغيير النظام غير مضمون الحدوث.