بيروت: في المستقبل، ربما تطير سياراتنا أو نعيش على المريخ. ربما نشهد ولادة أجناس منقرضة من جديد، أم الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يتغير (على الأرجح) فهو أننا سنموت كلنا، فـ "من التراب وإلى التراب نعود".

لكن، قد نجد طريقة لإضفاء إثارة على الدفن التقليدي في مستقبلنا. لا نحاول الحكم على الرغبات النهائية لأي شخص، غير أن دفن جثته في تابوت، ستة أقدام تحت الأرض، أصبح فكرة قديمة الطراز. وبمجرد دفن الجثة، ستتحلل وتأكلها مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة. وفي نهاية المطاف، كل ما قد يتبقّى هو كومة من العظام المتحجرة.

الفكرة مزعجة، قد لا تعجب الكثيرين. لحسن الحظ، نحن في عام 2018، ففي حال وفاتك، ثمة طرائق مختلفة للتخطيط لما بعد الوفاة، بما فيها فرصة مستقبلية للعيش إلى الأبد في الآخرة الرقمية.

1. انثر رمادك في الفضاء 

صار رمي رماد الجثّة المحروقة في الفضاء موضة في الولايات المتحدة. فشركة ميزولوفت مثلًا متخصصة في ذرّ رماد الموتى عن ارتفاع 80 ألف قدم تقريبًا (وصولًا إلى ارتفاع 380 ألف قدم). فهي ترسل روبوتًا يطلق الرماد في الفضاء ويوثق ذلك بالفيديو لعرضه على الأهل والأصدقاء في الجنازة.

تحاول الشركة إقناع عملائها بذلك. لماذا؟ الإجابة التي يعطيها رئيسها أليكس كليمنتس بسيطة: "أعتقد أن الناس تعبوا من وضعهم في صندوق خشبي تحت الأرض". 

2. استرح في معبد بوذي مستقبلي

قد تكون خدمات الجنازة مكلفة جدًا في اليابان، لكنّ مقبرة مستقبلية اسمها "روريدين" في معبد كوكوكوجي البوذي في طوكيو تقدّم حلًا أقل: وضع الرفات البشرية المحروقة في خزانة مقفلة، وأمامها تمثال مضيء صغير لبوذا.

بمساعدة نظام البطاقة الذكية، يمكن الزوار تخزين معلومات عن أحبائهم المتوفين، وجعل تمثال بوذا الخاص بهم يضيء. تبلغ تكلفة الخزانة الواحدة 6،600 دولار، بالإضافة إلى رسم صيانة سنوي يبلغ 80 دولارًا، بينما تكلّف المدافن التقليدية في اليابان عشرات الآلاف من الدولارات. 

بالنسبة إلى الخدمات الجنائزية في المعبد البوذي، لماذا لا نستخدم الروبوت بيبر Pepper لقراءة عبارات بوذية؟

3. حوّل رفاتك إلى ماس

الآن، قد تصبح جثتك مشعّة مثل الماس! فقد صار ممكنًا ضغط رماد الجثث لتحويلها إلى أحجار ماسية باستخدام آلة صناعية. وفقًا لـ LifeGem - التي يقال إنّها تملك منشأة إنتاج الماس الوحيدة في الولايات المتحدة - فالعملية تتضمن تسخين الكربون المستخرج من الرفات في درجات حرارة قصوى، ووضعها في مكبس ماسي متخصص. وبمجرد قطعها وصقلها، يمكن حفر علامة فريدة على الماسة.

4. جرب عيش كشعاب مرجانية

إذا كنت تفضل أن تخدم رفاتك هدفًا أكثر فائدة، مثل حماية الأنظمة البيئية الهشة تحت الماء، فكّر في ربطها بـ "كرة مرجانية". هذه الكرة تحاكي مادة الشعاب المرجانية وتسمح للحياة البحرية بالتعلق بها. 
الشركة التي أبدعت هذه الفكرة اسمها Eternal reefs، وهي تستخدم مزيجًا خاصًا من الاسمنت مع رماد الجثث. 

بمجرد رمي كرة الشعاب المرجانية في المحيط، تسكنها الحياة البحرية، سامحة للموائل الهشة بالنمو.

5. كن طعامًا للفطر 

على الرغم من أن الشكل ليس جميلًا، يمكن الجسم المتحلل أن يوفر للبيئة الطبيعية الكثير من الطعام. لكن ضخ الجسم بالفورمالدهيد - واستخدام مواد غير قابلة للتحلل في النعش أو الملابس - يؤدي إلى مزيج ضار لا يتفكك لعقود، أو حتى لقرون من الزمن.

وجدت الفنانة والرئيسة التنفيذية لشركة Ceoio، جاي ريم لي، بديلًا صديقًا للأرض أكثر من الدفن الغربي التقليدي. اخترعت بدلة Infinity Burial Suit وهي بدلة لكامل الجسم يمكن أن ينمو فيها الفطر خصيصًا لتحليل الشعر والجلد والأظافر. ثم تدخل أبواغ ما يسمى "الفطر اللامتناهي" في قماش البدلة التي ترتديها الجثة، ما يزيد من سرعة التحلل بشكل كبير.

6. استرح في مدفن عائم

إذا كانت المقبرة في الضواحي فكرة قديمة بالنسبة إليك، فكّر في الانتقال إلى هونغ كونغ. وبمجرد الوصول إلى هناك، يمكنك اختيار أن تُدفن على متن "الأبدية العائمة" - وهي مقبرة صالحة للإبحار تم تصميمها لتخفيف ضغط العدد المتزايد من الوفيات في هونغ كونغ.

على الرغم من أنها تقنيًا غير متوافرة للزبائن بعد، فـ "الأبدية العائمة" قادرة على استيعاب رماد نحو 370،000 شخص. والجدير ذكره أن شركة الهندسة المعمارية اللندنية المسؤولة عن المشروع والقائمة في هونغ كونغ، BREAD studio، قد صمّمت ممرًا دائريًا يسمح برؤية واضحة من أي زاوية.

7. تكتب لك الحياة الرقمية من جديد 

تحدثنا كثيرًا عما يجب فعله بالجسد. لكن ماذا عن العقل؟ لا تزال فكرة تحميل وعي الإنسان على الانترنت خيالًا علميًا. وإذا كانت فكرة "إعادة البعث" باستخدام التكنولوجيا ليس خيارًا واردًا في الوقت الحالي، فإن إعادة إنشاء نسخة تتصرّف (أو على الأقل تكتب) مثلك، أمر معقول.

في الواقع، تستخدم شركات مثل وكالة الجنازة السويدية، Fenix Begravning، خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة لإنشاء هوية رقمية تفاعلية قائمة على هوية شخص متوفٍّ - عبارة عن كيان أثيري شبحي يسمح لك بسماع "أصوات من الجانب الآخر".

في الوقت الحالي، يمكن لهذه الصورة الرقمية أن تقلّد طريقة كتابة الشخص للرسائل النصية فحسب، لكن تأمل Fenix في تطوّر ذلك ليصبح تواصلًا شفهيًا في المستقبل. ولا علاقة للتقنية المستخدمة بسحر لوح الروح (أو لوح "ويجا")، بل هي خوارزمية تتغذّى من وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشخص المتوفى، ودردشاته، وحتى رسائل بريده الإلكتروني.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "فيوتشيريزم". الأصلي منشور على الرابط التالي:

https://futurism.com/futuristic-funeral-death-die/