القاهرة: تزامنًا مع ذكرى "النكسة"، توفي الإذاعي المصري، ومؤسس إذاعة "صوت العرب"، أحمد سعيد، عن عمر 93 سنة.

رحل مساء أمس، الاثنين 4 يونيو، عشية الذكرى الحادية والخمسين لـ"النكسة"، توفي مؤسس إذاعة "صوت العرب" الإذاعي المصري أحمد سعيد، في القاهرة عن 93 عاما.

وولد سعيد في عام ١٩٢٥، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1946. وبدأ حياته صحفيًا في مجلة "آخر ساعة"، ثم "روز اليوسف"، و"الكواكب"، والتحق بالإذاعة سكرتيرا فنيا، ثم تولي إدارة برنامج العلاقات الخارجية عام 1950، ما مكنه من إقامة شبكة علاقات واسعة في الدول العربية.

وينسب إلى سعيد الفضل في تأسيس وإدارة إذاعة صوت العرب، واسعة الانتشار، والتي كانت تعتبر صوت ثورة 23 يوليو 1952، التي دعم حركات التحرر في الوطن العربي والعالم من الاستعمار الأجنبي خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

ترأس سعيد إذاعة "صوت العرب" منذ تأسيسها في عام 1953 وحتى تقدم باستقالته في سبتمبر عام 1967 عقب "نكسة" 5 يونيو، التي احتلت فيها إسرائيل أجزاء واسعة من الأراضي العربية في سيناء والجولان والضفة الغربية في فلسطين.

وتعرض سعيد لانتقادات شرسة، حتى تقدم باستقالته، بسبب إذاعته بيانات عسكرية، تقول إن الجيوش العربية سحقت الجيش الإسرائيلي، بينما كانت الأوضاع على الأرض مغايرة لبياناته.

وتبرأ سعيد قبيل وفاته، من تلك البيانات، وقال إنها "كانت تأتيه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير". 
ويعتبر برنامج "أكاذيب تكشف حقائق" من أشهر برامجه في "صوت العرب". واستضاف العديد من الرموز الفنية في الإذاعة لدعم القضية الفلسطينية، ومنهم "فيروز" و"الاخوان رحباني"، وتم تسجيل الحان عن فلسطين. وينسب إليه الفضل في اقناع عبد الحليم حافظ وكمال الطويل واحمد شفيق كامل بالتعاون مع إذاعة "صوت العرب" لتقديم أغاني وأوبريت تدعم فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وكان أول من فكر في تقديم المسلسلات الوطنية بالإذاعة، ومنها مسلسل "في بيتنا رجل". وفي عام 1965 اختاره مجلس الأمة المصري ليكون عضوًا في الوفد الذي يمثله في احتفالات بريطانيا بمناسبة مرور 700 عام علي بدء الحياة الديمقراطية في الجزر البريطانية.

ونعى رئيس "الهيئة الوطنية للإعلام"، حسين زين، الإذاعي المصري، قائلا إن "الإذاعي الراحل لم ينقطع أبدا عطاؤه، وقدم خلال مشواره إعلاما مهنيا هادفا، وله إسهامات كبيرة في تطوير وتجويد العمل الإذاعي، وتتلمذت على يده أجيال عديدة، وكان نموذجا يُحتذى به في المهنية".