أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ السبت في افتتاح قمة أمنية إقليمية تحضرها روسيا وإيران "بوحدة" دول هذا التكتل، بينما كشفت مجموعة السبع في قمتها عن خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها.

إيلاف: على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة كينغداو الصينية الساحلية، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني حسن روحاني، وعبّر له عن دعمه انضمام طهران إلى المنظمة. من جهته، دان روحاني الانسحاب "غير المشروع" للولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.

وأبرزت روسيا رؤيتها المشتركة مع الصين لحل الأزمة في كوريا الشمالية عبر الحوار السلمي، في وقت يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقمة تاريخية مرتقبة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الثلاثاء في سنغافورة. ويشار إلى أن إيران عضو مراقب في هذا التكتل الأمني بقيادة روسيا والصين، وتسعى منذ 2008 إلى أن تتمتع بعضوية كاملة فيه. وتضم المنظمة أربع جمهوريات سوفياتية سابقة وعضوين جديدين، هما باكستان والهند.

تحدث شي في بداية مأدبة غداء في المركز الأولمبي للقوارب الشراعية في كينغداو، قبل عرض لألعاب نارية. وأشاد "بروح شنغهاي" التي "تركز على البحث عن أرضية مشتركة، وتضع جانبًا الخلافات، وتواصل التعاون المتبادل المفيد".

وأشار شي إلى أنه أول اجتماع يعقد منذ انضمام الهند وباكستان كدولتين عضوين، لافتًا إلى أن الحضور "سيمهدون إلى نمو مستقبلي" للمنظمة. وتعقد قمة منظمة شنغهاي، بينما تختتم في كندا قمة مجموعة السبع وسط خلافات بين واشنطن وحلفائها حيال المسائل نفسها.

ترمب الذي كان آخر الواصلين إلى مالبي في كندا، كان أول المغادرين السبت. ووصف الرئيس الأميركى في مؤتمر صحافي قبل مغادرته مالبي السبت المحادثات التجارية مع نظرائه في ختام قمة مجموعة السبع في كندا بـ"البناءة للغاية". وقال إنه اقترح على شركائه إقامة منطقة تجارة حرة لمجموعة السبع من دون تعريفات أو إعانات أو حواجز. ومنح عشر نقاط على عشر نقاط لنوعية علاقاته مع القادة الآخرين.

وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن مدعومة بمدرعات السبت في مدينة كينغداو المعروفة بجبال الصنوبر وفيلات بنمط معماري الماني. وقامت السلطات بإجلاء تجار وسكان وسياح من أحياء عدة في المدينة قبل مأدبة عشاء تقام مساء.

الاتفاق النووي الإيراني
رغم أن الملف النووي الايراني ليس على جدول الاعمال فان من المتوقع ان يتطرق روحاني الى الملف مع نظيريه.

وروسيا والصين كانتا وقعتا مع الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا والمملكة المتحدة، اتفاق 2015 مع ايران الذي قبلت يموجبه طهران الحد من انشطتها النووية في مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. لكن قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق فتح الباب امام عقوبات جديدة ضد ايران والشركات الاجنبية العاملة هناك.

وتسعى طهران الى الحصول على دعم باقي الموقعين على الاتفاق، اي الاوروبيين اضافة الى روسيا والصين المستهلك الكبير للنفط الايراني، وذلك بغرض الحفاظ على سلامة اقتصادها.

وقال بوتين خلال لقائه مع روحاني ان الامر بحاجة الى حوار "جدي ومهم" بين روسيا وايران بشأن الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن "غير المشروع" منه كما ورد في نص وزعه الكرملين.

وقالت معصومة ابتكار المسؤولة الايرانية الكبيرة اثناء زيارة لليتوانيا "ان ايران لا يمكنها ان تنتظر الى ما لا نهاية. كنا طرفا ملتزما تعهداته. نواجه منطقة بالغة التذبذب".

لاحظت داون مورفي استاذة العلاقات الدولية في معهد الحرب الاميركي انه ازاء الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي "يمكن ان تمنح الدول الاعضاء في مجموعة شنغهاي للتعاون صفة عضو لايران تعبيرا لها عن الدعم والتمسك بالاتفاق النووي الايراني".

طرق الحرير
يشار الى ان روحاني هو الرئيس الايراني الثاني الذي يحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون حيث لطهران صفة مراقب. وبين دول هذه المنظمة اربع من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي اوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وعضوان جديدان هما الهند وباكستان.

وكان الرئيس الصيني شي جيبينغ التقى مرتين الرئيس الكوري الشمالي في الاسابيع الاخيرة، وتسعى بكين الى ان تكون في قلب عملية التقارب الكوري الشمالي الاميركي لا على هامشه. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو وبكين اقترحتا "خريطة طريق" لحل الأزمة.

وأوضح أن الخطوة الأولى هي ايقاف "الخطابات العدائية من الطرفين"، ثم عقد حوار بين الاطراف الرئيسة يؤدي إلى معاهدة سلام قبل اجراء مباحثات موسعة. وتابع أن "كل شيء سيحدث بموجب الخطوط العريضة لخريطة الطريق الروسية الصينية".

على المستوى الرسمي ستعمل الصين خلال قمة كينغداو على دفع "طرق الحرير الجديدة"، وهو مشروع عملاق للبنى التحتية عبر آسيا وافريقيا واوروبا.

وتبقى الصين تحت تهديد الرسوم الجمركية الاميركية العقابية من واشنطن، التي فرضت رسوما على حلفائها بشأن واردات الصلب والالمنيوم. وهذه كلها مقدمات لحرب تجارية عالمية. ولاحظت مورفي انه في ظل هذا الظرف سيكون للتجارة والتعاون الاقتصادي حيز كبير في قمة منظمة شنغهاي.

اضافت الخبيرة انه في وقت تتصاعد فيه الضغوط الحمائية بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، يمكن ان تبحث منظمة شنغهاي للتعاون امكانية اقامة منطقة تبادل حر.

كما ترى موسكو وبكين في منظمة شنغهاي التي ستبحث ايضا في قمتها الحالية مكافحة الارهاب والقرصنة الالكترونية، وسيلة لمواجهة نفوذ واشنطن وحلف شمال الاطلسي. وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 2001 اساسا لحل قضايا حدودية، لكنها لم تعد تكتفي بذلك. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال هذا الاسبوع للتلفزيون الصيني سي جي تي ان "لقد ادركنا انه يمكننا ان نقوم باشياء كبيرة".