المحمدية: احتفى حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي أمس بالمحمدية بأمينه العام الاسبق عبد الرحمن اليوسفي (94 عاما)، الذي قاد أول حكومة تناوب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي، وذلك بمناسبة صدور مذكراته في ثلاثة أجزاء.

وخلال حفل التكريم، الذي نظم في مسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية، والذي حضره سياسيون ومثقفون وأكاديميون، قدمت قراءات لمذكرات اليوسفي بمشاركة محمد الطوزي، الباحث في العلوم السياسية والإجتماعية، و الطيب بياض، الباحث في مجال التاريخ، والناشط الحقوقي أحمد شوقي بنيوب.

وتقع مذكرات اليوسفي، التي أشرف على تجميعها وترتيبها مبارك بودرقة، أحد رفاق اليوسفي في مسيرته السياسة، في ثلاثة أجزاء ضمت خطب وكلمات وحوارات سياسية ومذكرات ودراسات. ووصفها الباحث محمد الطوزي ب"السيرة الموثقة"، من خلال مزاوجتها بين "الحكاية السيرية" والخطاب المفكر فيه والدراسة، الشيء الذي اعتبره نادرا في مجال المذكرات السياسية بالمغرب. 

كما اعتبرها الطوزي "سيرة موازية" للتحولات السياسية التي عرفها المغرب والتي ساهم فيها اليوسفي من موقع صناعة الفعل السياسي، خصوصا خلال مرحلة "إعادة بناء المؤسسات" في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. وأشار إلى أن أهمية هذه المذكرات تمكن في كونها تقدم مادة خام جد غنية للدارسين والباحثين.

من جانبه، يرى الطيب بياض، الباحث في التاريخ، أن مذكرات اليوسفي، بما كشفته من تفاصيل غير مسبوقة، وقراءة وتفسيرات جديدة للعديد من الأحداث والوقائع والمحطات، ومزاوجتها بين الشهادة والوثيقة التاريخية، تفتح المجال أمام إعادة قراءة التاريخ السياسي للمغرب الحديث والمعاصر.

أما الناشط الحقوقي أحمد شوقي بنيوب فتناول الجانب الحقوقي في سيرة اليوسفي، خصوصا دوره في مجال "العدالة الانتقالية" بالمغرب التي شكلت نموذجا فريدا كونها تمت "بقرار سياسي للتحول والانتقال الديمقراطي، دون أن تكون نتيجة قطيعة سياسية مثلما حدث في دول أميركا اللاتينية أو جنوب إفريقيا". كما تحدث عن الأدوار التي لعبها اليوسفي في تأسيس أول منظمة عربية لحقوق الإنسان، ودوره في تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي حرص على أن تكون منفتحة وأن لا يشكل حزب الإتحاد الإشتراكي سوى نسبة 10 في المائة من أعضائها.

وفي كلمة مقتضبة عبر اليوسفي عن سروره بانعقاد هذا الاحتفاء في مسرح عبد الرحيم بوعبيد، أحد الزعماء التاريخيين للحزب، وفي مدينة المحمدية التي تعتبر من القلاع الانتخابية للحزب، مشيرا إلى أن بوعبيد اقترن اسمه تاريخيا بمدينة المحمدية عندما اختارها لإقامة مصفاة النفط الوحيدة في البلاد، شركة "سامير"، عندما كان وزيرا للمالية نهاية الخمسينات من القرن الماضي.

ومن أبرز الشخصيات التي حضرت حفل التكريم محمد بنسعيد آيت يدر، قيدوم المقاومين المغاربة وأحد رموز اليسار الجديد بالمغرب، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي،ومصطفى الباكوري، رئيس جهة الدار البيضاء-سطات، وقياديين من أحزاب: الاستقلال واليسار الاشتراكي الموحد والعدالة والتنمية والنقابات والجمعيات الحقوقية وأكاديميون ومثقفون.