تحدثت وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية عن إمكانية أن تأسيس "علاقة جديدة" بين بيونغيانغ وواشنطن، وذلك قبل القمة التاريخية المرتقبة بين البلدين.

ويلتقي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ساعات في سنغافورة.

وتمثل النبرة التي تحدثت بها وسائل الإعلام في كوريا الشمالية تحولا بارزا في لهجة هذه الدولة التي ظلت في حالة عداء مع الولايات المتحدة لعقود.

وقالت وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية إن الزعيمين سيبحثان آلية لسلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، علاوة على قضية نزع السلاح النووي.

ووصل ترامب وكيم إلى سنغافورة مقر القمة مساء الأحد. وقال ترامب إنه لديه "شعور جيد" بشأن القمة التي طال انتظارها.

وغرد ترامب صباح الاثنين قائلا إن هناك "بهجة في هواء" سنغافورة.

ويأمل ترامب أن تدشن القمة عملية تؤدي في النهاية إلى أن يتخلى كيم عن أسلحته النووية.

ويقيم الزعيمان في فندقين منفصلين، لكن لا يبعدان عن بعضهما البعض، وسيلتقيان الثلاثاء بأحد الفنادق بجزيرة سينتوسا، وهي جزيرة سياحية تلقى إقبالا واسعا، وتبعد مئات الأمتار فقط عن البر الرئيسي لسنغافورة.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن دبلوماسيين رفيعي المستوى من البلدين التقوا الاثنين، في محاولة لصياغة اتفاق يعرضونه على الزعيمين.

ماذا قالت كوريا الشمالية؟

عادة لا تنقل وسائل الإعلام الكورية الشمالية أنشطة الزعيم كيم وقت حدوثها مباشرة، كما أنها أشارت إلى القمة بشكل عابر فقط حتى الآن.

لكن المقال الافتتاحي في صحيفة "رودونغ سينمون" أكد أن كيم سافر إلى سنغافورة من أجل لقاء ترامب، و"أننا سوف نؤسس علاقة جديدة، بهدف مواجهة المتطلبات المتغيرة للمرحلة الجديدة".

ماذا يريد الطرفان؟

يعد نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية القضية المركزية في الإعداد لمحادثات القمة. وترغب الولايات المتحدة في أن تتخلى بيونغيانغ عن أسلحتها النووية، لكن من المتوقع أن تقام كوريا الشمالية ذلك، ومن غير الواضح ماذا ستطلب في المقابل.

وقال كيم إنه يرغب في التركيز على بناء اقتصاد بلاده، ومن ثم يريد إلغاء العقوبات وجذب الاستثمارات الدولية.

والسؤال هو ما هي التنازلات التي سيقبل بتقديمها، وما إذا كان سيلتزم بتعهداته؟

لكن الولايات المتحدة لا تتوقع بالضرورة التوصل لاتفاق نهائي في سنغافورة، ووصف ترامب القمة بأنها "موقف تعارف"، وقال "الأمر سيكون عملية ذات خطوات".

تكلفة القمة

سافر ترامب إلى سنغافورة الأحد على متن الطائرة الرئاسية "إيرفورس وان"، قادما من كندا حيث عقدت قمة مجموعة الدول السبع الصناعية، والتي انتهت بحرب كلامية بين واشنطن وحلفائها، بسبب خلافات بشأن التجارة.

واستقبل وزير خارجية سنغافورة، فيفيان بالاكريشنان، ترامب لدى وصوله إلى سنغافورة.

ووصل كيم رفقة وزير خارجيته "راي يونغ هو"، ووزير الدفاع "نو كوانغ تشول" وشقيقته ومساعدته "كيم يو جونغ".

كيم جونغ أون (يسار)
Reuters
كيم جونغ أون شكر رئيس وزراء سنغافورة على استضافته للقمة

ونقل كيم إلى وسط المدينة الأحد في سيارة فارهة، رافقها موكب يضم أكثر من عشرين سيارة.

والتقى كيم مع رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، حيث شكره على استضافته للقمة، مضيفا: "إذا نجحت هذه القمة فإن جهود سنغافورة ستسجل في التاريخ".

وقالت حكومة سنغافورة إن استضافة هذه القمة ستكلفها نحو 15 مليون دولار أمريكي. وأكد وزير الخارجية، فيفيان بالاكريشنان، لبي بي سي أن سنغافورة ستدفع تكاليف الإقامة الفندقية للوفد الكوري الشمالي.