إيلاف من نيويورك: لم يتردد الرئيس دونالد ترمب في مهاجمة وسائل اعلام أميركية انتقدت قمته التاريخية مع الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ اون، معتبرا ان الاخبار الكاذبة أكبر أعداء بلاده.

ومن خلال طريقة التغطية التي رافقت قمة سنغافورة، كان واضحا ان عددا كبيرا من وسائل الاعلام ومن بينها كبريات الصحف والشبكات المرئية، تثأر من إعلان ترمب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع ايران عبر التقليل من أهمية اللقاء مع نظيره الكوري الشمالي، وإظهار ترمب بموقف ضعيف.

سخرية وشكوك

وقالت صحيفة شيكاغو تريبيون، ان التصريحات حول نجاح قمة سنغافورة غير المسبوقة تواجه شكوكا وسخرية صريحة من النقاد الذين يستغلون التناقض بين انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني واستعداده لقبول تعهدات مبهمة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

التراجع مقابل السيلفي

واستعانت الصحيفة بكلام بوب مينينديز، أهم سناتور ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، والذي عارض بشكل صريح صفقة ترمب واعلانه توقيف المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الشمالية، حيث قال،" في مقابل صور سيلفي في سنغافورة ، قمنا بتقويض أقصى ضغوطنا السياسية، والعقوبات".

اتفاق أوباما افضل

ونقلت عن سو مي تيري، الخبيرة في الشؤون الكورية قولها، "لقد هاجم ترمب اتفاق أوباما مع إيران واعتبره بأنه الأسوأ على الإطلاق، لكنه يواجه الآن تحديات كبيرة لتحقيق ما حققه أوباما."

وفي السياق ذاته، أشار ايلي جيرانمايه، وهو زميل بارز بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وخبير في الاتفاق النووي مع ايران، "إلى إننا نرى تصريحات كبيرة يصعب تقييمها" متسائلاً: "كيف يمكنك قياس الأداء، خاصة في كوريا الشمالية؟"

وأضاف، "تضمنت الوثيقة التي وقعت عليها الولايات المتحدة وإيران والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين في عام 2013 إجراءات محددة يتعين على كل طرف أن يتخذها خلال الأشهر الستة التالية، قابلة للتجديد بالتراضي إذا كانت المحادثات تتقدم"، متابعًا: "لقد تطلب الأمر من إيران اتخاذ بعض التدابير الهامة بشأن برنامجها النووي والتي يمكن التحقق منها مقابل تخفيف بعض العقوبات إلى الحد الأدنى، وعلى النقيض من ذلك فإن اعلان سنغافورة يفتقر الى اعمال او تواريخ محددة".

لم يحقق شيئا

وكتب نيكولاس كريستوف في نيويورك تايمز، يعدد عيوب اتفاق كيم جونغ اون وترمب، ولفت إلى عدم وجود أي مؤشر حول تخلي كوريا الشمالية عن سلاحها النووي، وفي مقارنة بين اعلان سنغافورة واتفاق ايران، اعتبر ان ترمب لم يحقق أي شيء، وفي المقابل قال ان الاتفاق النووي قاد إيران إلى التخلص من 98 بالمائة من اليورانيوم المخصب.

"الدايلي بيست" التي افردت صفحاتها لمهاجمة قمة سنغافورة، كانت قد اشارت، "إلى عدم جواز المقارنة بين قمة كيم والاتفاق النووي مع ايران، بحيث قالت إن خطة العمل الشاملة المشتركة تضمنت 159 صفحة وشاركت ست دول كبيرة في المفاوضات، بينما لم يتضمن اعلان سنغافورة سوى صفحتين".