كراكاس: عيّن الرئيس الفنزويلي الخميس ديلسي رودريغيز رئيسة المجلس التأسيسي، في منصب نائب الرئيس في اطار تعديل حكومي برره نيكولاس مادورو بـ"الفوز الاسطوري للشعب في 20 مايو"، في اشارة الى الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. 

وعيّنت رودريغيز في المنصب خلفا لطارق العيسمي، الذي كلف حقيبة الصناعة والانتاج الوطني، التي احدثت أخيرا. وقال مادورو خلال اداء رودريغيز القسم في مراسم بثها التلفزيون مباشرة ان "مهمتها الاولى هي الحوار الوطني (...) هنا لديهم نائبة للرئيس للحوار والمصالحة والتفاهم".

ويشير مادورو بذلك الى الدعوات الى التفاوض مع المعارضة بعد اعادة انتخابه في الاقتراع الرئاسي الاخير. ورودريغيز (49 عاما) مقربة من الرئيس مادورو الذي وصفها بانها "شابة شجاعة (...) وثورية اثبتت قيمتها في آلاف المعارك".

ودعا الرئيس رودريغيز الى ان "تدافع عن فنزويلا على الصعيد الدولي" في وجه العقوبات المالية التي تفرضها واشنطن على كراكاس وعلى شركة النفط الوطنية. كما طلب منها مادورو "تنسيق ودعم" تحسين الخدمات العامة، بينما يعاني الفنزويليون من انقطاع المياه والكهرباء باستمرار.

ورودريغيز تترأس الجمعية التأسيسية التي تتمتع بنفوذ كبير منذ انشائها في يوليو 2017. ويفترض ان يجري تصويت الثلاثاء لتعيين رئيس لهذه الجمعية خلفا لها. وهي محامية صعدت سلم السلطة تدريجيا وكانت وزيرة للاتصال ثم وزيرة للخارجية.

كما قادت حركة "نحن فنزويلا" (سوموس فنزويلا) التي اطلقها مادورو في العام الماضي لدعم ترشيحه للانتخابات الرئاسية. اما طارق العيسمي نائب الرئيس منذ كانون الثاني/يناير 2017، فقد اصبح وزيرا للصناعة والانتاج الوطني. 

وقال مادورو خلال مراسم اداء الحكومة القسم "امرته (...) بالقيام بعملية اعادة هيكلة في العمق لكل مؤسسات الدولة". ووصف التعديل الحكومي بانه "تجديد جزئي (...) وضروري وعميق".

وتعاني فنزويلا التي تضررت من تراجع اسعار النفط منذ 2014 وتعتمد في 96 بالمئة من عائداتها على النفط، من نقص في العملات الاجنبية اغرقها في ازمة اقتصادية حادة ودفع مئات الآلاف من سكانها الى الرحيل. 

وخلال خمس سنوات انخفض اجمالي الناتج المحلي في فنزويلا بنسبة 45 بالمئة، بحسب صندوق النقد الدولي الذي يتوقع تراجعا اضافيا بنسبة 15 بالمئة وتضخما بنسبة 13 الفا و800 بالمئة في العام 2018. واكد مادورو ان تعديلاته هذه هدفها تحقيق "ثورة اقتصادية" من اجل "ازدهار" و"رخاء" البلاد.