بهية مارديني: زار وفد من الجبهة الديمقراطية السورية مما يعرف بـ"معارضة الداخل" منطقة الجزيرة السورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية مطلع الشهر الجاري، وضم الوفد كلاً من محمود مرعي، الأمين العام للجبهة، وعبدالعزيز داود، نائب الأمين العام للجبهة، ميس كريدي الناطقة الإعلامية للجبهة، بالإضافة إلى القياديين فواز تقي الدين وهاني خوري.

وقال الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، إنّ زيارة وفد الجبهة الديمقراطية إلى منطقة الجزيرة تأتي للتواصل مع القوى والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية من كافة مكونات المنطقة، للتوصل إلى تفاهمات وتوافقات سياسية لتفعيل دور معارضة الداخل، وعقد مؤتمر وطني عام لإيجاد حل سياسي للأزمة الوطنية بعد فشل الحل العسكري لأكثر من سبع سنوات.

وكشف القيادي الكردي زارا صالح في تصريح لـ"إيلاف" أنّ "زيارة وفد من الجبهة الديمقراطية السورية( مايسمى بمعارضة الداخل الموالية للنظام) إلى مدينة القامشلي جاءت بهدف بعد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التهديدية تجاه الأكراد باتجاه تخويفهم نحو العودة إلى حضن النظام".

واعتبر أن "هذه الزيارة كان هدفها إيصال رسالة النظام إلى الأطراف الكردية وتمهيد الطريق لإشراكهم في مؤتمر يجري التحضير له من قبل أدوات النظام ويكون الأكراد طرفا فيه خاصة الذي حصل في عفرين وكذلك تصريحات بعض قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي حول تخلي أميركا عنها مقابل علاقتها مع تركيا".

وأكد صالح أن "النظام عبر هذه المحاولة يسعى لتوسيع نطاق نفوذه ويضيف الأكراد أيضا كورقة تفاوضية لصالحه مستقبلا آملا في تنفيذ خطة حلفائه الروس والايرانيين وفق استانة وسوتشي".

في المقابل رأى أن "هناك أطرافا كردية عدة رحبت بالحوار وذهب البعض إلى حوار غير مشروط، وتجري الدعاية وأحيانا التهويل لضرورة الذهاب إلى دمشق كاشارة وكأنه " المنقذ " والحامي لتلك المناطق". 

وحول حقيقة الحوار أشار الى "أنه لا يمكن الحديث عن قضية حوار حول ما يجري التحضير له لأن النظام كان إستخدم لغة التهديد"، اذاً بحسب صالح "نحن أمام إصدار أمر بعيداً كل البعد عن قضية حوار بين طرفين وثانيا فيما يخص موقف النظام من القضية الكردية فهو لم يتغير ومازال النظام يمارس نفس السياسة القمعية والصهر وعدم الإعتراف حتى بوجود شعب كردي، فقط يراه، "كردي-عربي-سوري" وفق رؤية منظر البعث أحمد الحاج. اي أن النظام لن يتنازل حتى عن ما فعله من "اجراءات عنصرية سابقة بحق الكرد والتي امتدت لعقود منذ عهد الأسد الأب واليوم لن يقدم أو ليس لديه مايقدم للكرد والسوريين عموما لأكثر من سبب وهو أنه نظام استبدادي لايقبل بالآخر وإنما مهمته قتل السوريين " غير الوطنيين" وفق منظوره والسبب الآخر والأهم هو إنه لايملك القرار في سوريا بعد أن تم بيعها واحتلالها من قبل إيران وروسيا فيما بعد، وهم من يمتلكون الأسد ونظامه وكذلك صكوك الحل ومستقبل سوريا (فاقد الشيء لا يعطيه) وبعد هذا السجل الإجرامي الحافل دماً لهذا النظام وقتل نصف مليون سوري وجرائمه بحق الكرد أيضا"، على حد تعبيره.

وتوجه بالسؤال لتلك الأطراف السياسية الكردية سواء للاتحاد الديمقراطي والتقدمي وحزب الوحدة وغيرها من الأحزاب التي تفكر بالذهاب إلى دمشق وطرق أبواب الأسد: كيف تثقون بنظام لم يعرف سوى لغة القمع والالغاء بحق الكرد فحتى الجنسية التي سحبت من الكرد لم يعدها النظام إلا لفئة محددة ولاغراض كانت تهدف لكسبهم لطرفه؟
وإذا كان النظام جاداً في "دعوته" وكبادرة حسن نية كان عليه على الأقل الإقرار بحكم ذاتي أو شكل من أشكال الحكم المناطقي للأكراد في المناطق الكردية وتثبيت ذلك دستوريا، وهذا لن يحصل وفق رؤيته".

وتساءل صالح "لماذا هذا التهافت والجري وراء السراب والتسول على أبواب دمشق وختم ممهور بطبعة البعث والأسد اجراما وبراميل وأسلحة كيماوية؟

واعتبر ان الإقدام على خطوة كهذه من قبل اي طرف كردي وفي هذه الظروف وبهذا الشكل الضعيف، إنما هو انتحار سياسي واجهاض لقضية الشعب الكردي في سوريا وكذلك لمستقبل التغيير عموما في سياق الحل القادم رغم أن مصير حل الأزمة السورية سيقرره المجتمع الدولي (أمريكا وروسيا وغيرها) مع دول إقليمية بعد أن تتوصل إلى تفاهمات بينها وفق أجندتها ولن يكون لنظام الأسد أي دور فيه وكذلك الحال ينطبق على المعارضة السورية والائتلاف الذي يظل اسير اجندة مالكيه ومموليه، على حد تعبيره.

وأضاف صالح السؤال الأهم "اذاً على ماذا تعولون عند ذهابكم لحضن النظام؟ لن يكون سوى العودة بخفي حنين وتقديم خدمة مجانية لهكذا نظام على حساب قضية الشعب الكردي والقضية السورية عموما".

فيما أوضحت الناشطة ميس كريدي خلال زيارة القامشلي، أن وفد الجبهة يسعى إلى لقاء كافة الأطياف السياسية في القامشلي، مشيرة إلى أنهم لم ينسقوا مع النظام السوري حول زيارتهم إلى القامشلي.

وقالت كريدي لشبكة رووداو الإعلامية: "إننا نسعى إلى لقاء كافة الأطياف السياسية والفعاليات الاجتماعية في القامشلي، وأتشرف بوجودي اليوم في هذه المدينة، وللأسف هذه هي المرة الأولى في حياتي".

وتابعت تقول: "يسعدني أن أكون بين أهلي، لأن كل السوريين هم أهلي، في الحقيقة أجد الكثير من الترحاب والعلاقات الإنسانية، وهذه طبيعة السوريين".

وأشارت إلى "أننا نتمنى أن تكون هناك استجابة سياسية لفتح باب العلاقة مع كافة قوى المعارضة الوطنية في الداخل من أجل تشكيل حالة ضاغطة وعقلانية ومتوازنة وطنياً لإنجاز توافقات وطنية، خاصة ونحن أمام استحقاقات الحل السياسي السوري – السوري".

وحول أسباب زيارة وفدهم إلى القامشلي في الوقت الحالي، قالت كريدي: "نحن هنا من أجل أن نبحث مع كل الشركاء المحتملين من كافة أطياف المعارضة الوطنية والتي قاتلت داعش بشكل رئيس ووقفت ضد كل مشاريع الإرهاب".

وبشأن لقاء وفدهم مع قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي السوري، أفادت بأن "الاستاذ حميد حاج درويش صديق قديم أولاً، وهو يعتبر الأب الروحي للمعارضة السورية لأنه أقدم شخصية تعمل في مجال السياسة بسوريا، علاقتي به تعود إلى سنوات سابقة وليست حديثة".

وأكدت "أننا نريد أن نتقدم باتجاه كافة الأطراف الكوردية، وليست محاولة التوجه نحو طيف واحد، كلما اتسع المشروع الوطرني وكلما كانت هناك قابلية لأن تدخل فيه أطياف كثيرة سيكون أكثر موضوعية وقوة، خاصة وأن الأزمة السورية قضت على الكثير من مرتكزات العمل السياسي، خاصة في المعارضة الوطنية".

وبخصوص مدى تنسيق وفدهم مع الحكومة السورية قالت : "نحن لم ننسق مع النظام السوري حول زيارة وفدنا إلى القامشلي، وإن "التصريحات التي صدرت عن الرئيس الأسد حول قوات سوريا الديمقراطية يمكن أن يبنى عليها، لأنه دعا إلى الحوار السياسي".