لندن: أكدت مصادر كردية عدم صحة ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول دخول قوات عسكرية تركية إلى منبج، واوضحت أن الرتل التركي المشار إليه لم يتجاوز الحواجز الأمنية للمدينة.

ونفت مصادر كردية لـ"ايلاف" دخول القوات العسكرية التركية إلى أراضي منبج قرب حلب السورية "تنفيذا لبنود الاتفاق الأمريكي التركي الذي وقعه مسؤولو البلدين في وقت سابق، وقالت "بأن الرتل التركي لم يتجاوز الحواجز الأمنية للمدينة".

جولات طبيعية
واعتبر مسؤول التنسيق والعلاقات العسكرية مع التحالف الدولي في منبج بأن مثل هذه الجولات "طبيعية و بإمكان أية قوة القيام بها في المناطق التي تسيطر عليها".

وأشارت المصادر ذاتها الى أن ما تنشره وسائل الاعلام لا صحة له وبأن "القوات الأمريكية كانت حريصة على عدم التماس مع مجلس منبج العسكري".

وأكدت المصادر أن الفيديو الذي تم نشر عبر وسائل الإعلام يظهر بأن الرتل العسكري التركي لم يتجاوز أمس قرية "جات" الحدودية مع جرابلس.

وبشأن عفرين ومنبج وما يجري في الجزيرة السورية من تطورات ميدانية، انعقد اجتماع الاسبوع الفائت في مدينة القامشلي، بدعوة من حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا "يكيتي" والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ضم مجموعة من الأكاديميين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية المهتمة بالشأن العام واتحاد كتاب الكرد – سوريا ومجلس العشائر الكردية لبحث تطورات الأوضاع على الصعيدين الوطني السوري والكردي.

وبحسب بيان صدر اليوم، حصلت " ايلاف " على نسخة منه، فإن الاجتماع بحث تداعيات "الأزمة السورية التي تركت أثارها الخطيرة على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وزادت من حدة التوتر والشحن الديني والطائفي والقومي".

فشل الخيار العسكري
وفي هذا السياق فأن المشاركين أكدوا خلال الاجتماع على فشل "الخيار العسكري سواء من جانب النظام أو المعارضة".

وأشاروا الى انه للخروج من هذا الصراع الدامي "يستوجب على السوريين اتخاذ كل ما من شأنه ترتيب البيت الداخلي السوري وإطلاق حوار وطني سوري يؤدي في نهاية المطاف إلى عقد مؤتمر وطني سوري شامل يبحث عن مخارج وحلول لأزمة بلادنا، ويحقق مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، ويضع حدا للتدخلات الدولية والإقليمية في الشؤون السورية". 

استياء
أما على الصعيد الكردي أبدى المجتمعون استيائهم "من حالة التشتت والانقسام التي تعاني منها الحركة الكردية والتخندقات الموجودة لدى بعض أطراف الحركة، مما يؤثر سلبا على المزاج العام لشعبنا، ويعمق الشرخ في الشارع الكردي".

وطالب المشاركون بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنقية الأجواء الكردية - الكردية والبحث معا عن "آليات للعمل الكردي المشترك في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة التي يمر بها الشعب الكردي وقضيته القومية بعد نكبة عفرين والمحاولات الحثيثة التي تقوم بها تركيا لتطبيق اتفاق مدينة منبج لصالحها، والتي قد تنسحب على المناطق الكردية الأخرى ما يضع على عاتقنا جميعا مسؤولية تاريخية لمواجهة هذه التحديات المصيرية والمخاطر التي يتعرض له شعبنا الكردي والحفاظ على المكاسب التي تحققت في السنوات الماضية".


مراجعة المواقف
دعا الاجتماع كافة الأطراف إلى مراجعة مواقفها وترك خطاب التخوين والكراهية والعودة إلى لغة الحوار، وتهيئة المناخات المناسبة لعقد لقاءات بين الأحزاب والأطر الكردية للتوصل إلى صيغ وتفاهمات مشتركة تؤسس لعقد مؤتمر قومي كردي سوري ينبثق عنه مرجعية سياسية كردية تكون الممثل الشرعي للشعب الكردي على الصعيدين الخارجي والداخلي، ووضع استراتيجية كردية تحدد مطالب الشعب الكردي وأولويات نضاله والتي تتمثل بعودة أهالي عفرين إلى قراهم ومدنهم لمواجهة التغيير الديمغرافي الذي يحصل هناك وتسهيل عودة الشباب الذين هاجروا إلى أوربا ودول الجوار إلى مناطقهم. 

وأكد المجتمعون على ضرورة العمل معا للحفاظ على استقلالية القرار السياسي الكردي، وتأمين الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا. وتثبيتها دستوريا بإشراف أممي.
وأبدى المشاركون "تأييدهم ودعمهم للمبادرة التي قام بها الحزبان الكرديان "، وأعربوا عن استعدادهم للتعاون والعمل معا لتحقيق تطلعات الشعب الكردي في الوحدة والتحرر.