دبي: أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم عن توقيع اتفاقية تاريخية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، مشيرًا إلى أن رؤية بلاده لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها.

وتسعى دولة الإمارات إلى بناء قطاع فضائي إمارتي قوي ومستدام، لدعم وحماية المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد في البلاد.

 وغرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "وقعت دولة الامارات اليوم اتفاقية تاريخية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي خلال الأشهر القادمة لمحطة الفضاء الدولية .. ابن الامارات قادر على معانقة الفضاء .. ورؤيتنا التي بدأناها منذ ١٢ عاما لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها".

مسبار المريخ

وأضاف "رؤية الامارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وانجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الصناعية بالكامل وطنيا، وتدريب رواد فضاء إماراتيين، وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة.. سنحتفل في 2021 بخمسين عاما على دولتنا وسنهدي انجازنا للأجيال القادمة لتبدأ أحلامهم دائما من السماء".

مهمات فضائية

تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تتمتع بأعلى مستويات العزم والإصرار على تحقيق رؤيتها بأن تكون ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء بحلول عام 2021. لذلك فإن المهمات الفضائية التابعة لوكالة الإمارات للفضاء ستساهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مجالات الفضاء المختلفة، التي ستقود الدولة للعب دور مهم في السباق الفضائي وتطوير الكوادر الإماراتية بالتعاون مع الشراكات العالمية والمحلية للوصول إلى ما يحقق صلاح البشرية.

وتمثل مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ مثال قوي عن المهمات الاماراتية التي تندرج ضمن خطط بناء قطاع فضائي مستدام.

الشيخ زايد والفضاء

واهتمام الإمارات بعلوم الفضاء والفلك ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي عندما التقى الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، حيث كان هذا اللقاء حافزاً لتوجيه اهتمام الإمارات بالفضاء منذ ثلاثة عقود، ما أدى إلى ولادة قطاع وطني للفضاء مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات في أبريل 1997، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "ياه سات" بعد عشر سنوات في عام 2007.

وقبل وقت قصير من تأسيس "ياه سات"، أنشأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، التي تهدف إلى تعزيز علوم الفضاء والأبحاث العلمية في دولة الإمارات العربية والمنطقة. 

وعملت المؤسسة منذ فبراير 2006 وحتى أبريل 2015 قبل دمج المؤسسة مع "مركز محمد بن راشد للفضاء".

أبحاث الفضاء

وفي عام 2014، جرى تأسيس وكالة الإمارات للفضاء بموجب مرسوم بقانون اتحادي، وتهدف إلى تطوير قطاع الفضاء في الدولة، حيث تتولى الوكالة هذا المسؤولية عبر إقامة الشراكات والبرامج الأكاديمية والاستثمارات في مشاريع الأبحاث والتطوير والمبادرات التجارية، ودفع عجلة أبحاث علوم الفضاء واستكشافه.

مسبار الأمل.. سباق عالمي

ودخلت دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل". لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.

وسينطلق المسبار في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.

اقتصاد مستدام

وتتجلى أهداف المهمة في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحققت وكالة الإمارات للفضاء العديد من الإنجازات الهامة ضمن قطاع الفضاء المحلي والدولي منذ تأسيسها عام 2014، ومن بينها إطلاق وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع أهم الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء العالمي، فضلاً عن إطلاق وتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع على المستوى المحلي والإقليمي.

استراتيجية الفضاء

أطلقت الوكالة عام 2015 استراتيجيتها الشاملة التي ترتكز على ثلاث صلاحيات أساسية وضعها صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ألا وهي تطوير قطاع الفضاء، وإعداد سياساته وتنظيمه، وتوجيه برامج الفضاء الوطنية التي من شأنها أن تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

وأطلقت الوكالة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات والتي اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في الرابع من شهر سبتمبر 2016.

وتهدف السياسة الوطنية الإماراتية إلى بناء قطاع فضائي إمارتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، ويرسخ ثقافة الابتكار والفخر الوطني، ويسهم في إرساء دور دولة الإمارات ومكانتها إقليمياً وعالمياً.

ناسا وروسكوسموس

وقد وقعت وكالة الإمارات للفضاء عدداً من الاتفاقيات الهامة مع جهات رائدة في قطاع الفضاء الدولي، مثل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، ووكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، ووكالة الفضاء الهندية.

وتمثّل هذه الاتفاقيات أطر عمل هامة للتعاون المتبادل في مختلف مجالات البحوث والتعليم وإعداد السياسات واللوائح التنظيمية الخاصة بقطاع الفضاء. ويشتمل قسم "العلاقات الدولية" على قائمة شاملة لمذكرات التفاهم التي وقعتها الوكالة مع مختلف وكالات الفضاء الدولية والشركات الصناعية والجهات الحكومية.

وكالات دولية

نجحت وكالة الإمارات للفضاء في الحصول على عضوية مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية الوكالات الدولية ذات الصلة بشؤون الفضاء، من بينها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، وهي أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية، وعضوية لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وعضوية "الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية"، وعضوية "مجموعة مراقبة الأرض" المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض.