لاهاي: قالت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) الاربعاء ان هجمات "الجهاديين" ضد أهداف أوروبية زادت بأكثر من الضعف العام الماضي، محذرة من أن خطر شن تنظيم داعش هجمات اقل تطورا "لا يزال مرتفعا للغاية". 

والعام الماضي تم الابلاغ عن 33 هجوما إرهابيا في القارة وبريطانيا من بينها عشرة نجح الجهاديون في تنفيذها وادت الى مقتل 62 شخصا، بينما فشلت الاخرى او تم احباطها، بحسب اليوروبول في تقريرها السنوي الذي صدر في لاهاي. 

وبالمقارنة فإن عدد الهجمات التي ابلغ عنها في 2016 لم يتعد 13 هجوما ادى عشرة منها الى مقتل 135 شخصا. 

الا ان "الزيادة في عدد الهجمات الجهادية الإرهابية في 2017 تزامنت مع انخفاض تطورها من حيث الاعداد والتنفيذ"، بحسب تقرير "وضع وتوجهات الإرهاب 2018" الذي اصدرته وكالة يوروبول. 

وشملت تلك الهجمات هجوم جسر وستمنستر في لندن في 22 اذار/مارس العام الماضي، وهجوما مشابها على جسر لندن بعد ذلك بشهرين عندما قام مهاجمون بدهس مارة بعرباتهم وطعنوا المارة بالسكاكين ما ادى الى مقتل 13 شخصا واصابة نحو 98 اخرين. 

وقال التقرير ان الجهاديين الاسلاميين الذين شنوا مثل هذه الهجمات في دول الاتحاد الأوروبي في 2017 كانوا في غالبيتهم من سكان تلك الدول "ما يعني انهم اصبحوا متطرفين وهم في الدول التي يقيمون فيها دون ان يتوجهوا الى الخارج للانضمام الى جماعة إرهابية".

وذكر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في يوروبول مانيول نفاريت للصحافيين قبل اعلان التقرير انه في العديد من الحالات "اصبحت (تلك الهجمات) شكلا من اشكال الانتقام الشخصي ضد البلد الذي فشلوا في الاندماج فيه". 

 الا ان هجوم 22 مايو 2017 على حفل اريانا غراند في مانشستر والذي قتل فيه 22 شخصا، وهجوم الشاحنة على سياح في برشلونة في اب/اغسطس والذي قتل فيه 15 شخصا، مرتبطان بخلايا إرهابية منظمة.

واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن جميع الهجمات. وكان مقاتلو التنظيم انتشروا في ارجاء واسعة من سوريا والعراق المجاورة في 2014 واعلنوا "الخلافة" في المناطق التي يسيطرون عليها. إلا أنهم خسروا معظم تلك الاراضي. 

وقالت وكالة يوروبول "مع تراجع قوة تنظيم داعش، اصبح يحث اعضاءه على شن هجمات منفردة في بلدانهم بدلا من توجيههم للسفر والالتحاق بما يسمى الخلافة". 

الا انها حذرت من ان "تهديد الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي لا يزال مرتفعا جدا كما ظهر في الهجمات التي وقعت في 2017". 

وقال التقرير "يجب ان يوضح ان تنظيم داعش والقاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية لا تزال تشكل تهديدا كبيراً، ولديها النية والقدرة على شن هجمات إرهابية في الغرب". 

وقالت كاثرين دي بولي المديرة الجديدة ليوروبول أنه "ولذلك فإنه من المؤكد أن دعم الدول الاعضاء في مكافحة الإرهاب سيظل اولوية اولى". واضافت "لمكافحة الإرهاب من الضروري أن يتم تبادل المعلومات والبيانات على اعلى مستوى". 

ويأتي تقرير يوروبول متزامنا مع اعلان الشرطة الالمانية الاربعاء إحباط اعتداء "بقنبلة بيولوجية" تحوي مادة الريسين الشديدة السمية، بعد توقيف تونسي في كولونيا الاسبوع الماضي.