لندن: أبلغت أميركا، قيادات الجيش السوري الحر في جنوب سوريا، عبر سفارتها في العاصمة الأردنية عمّان، بتخليها رسميًا عن تقديم الدعم العسكري لفصائل الجيش المعارض، الأمر الذي اعتبرته قيادات الجيش تغييرًا جذريا بأولويات واشنطن في سوريا، لناحية بقاء نظام بشار الأسد أو سقوطه.

ووجهت الادارة الأميركية رسالة للمعارضة المسلحة، طلبت فيها، بألّا "يعولوا على دعمها العسكري في التصدي لهجوم تشنه قوات النظام "، لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جنوب سوريا.

نص الرسالة
وحصلت "إيلاف" على نسخة من نص الرسالة الأميركية التي تم توجيهها الى قيادات وجماعات “الجيش السوري الحر" في جنوب سوريا، عن طريق السفارة الأميركية في العاصمة الأردنية عمّان"، أن الحكومة الأميركية ترغب بتوضيح ضرورة ألّا تبني الفصائل قراراتها "على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري".

وأكدت الرسالة على أن الحكومة الأميركية تدرك الظروف الصعبة والمحيطة التي تواجهها فصائل المعارضة، "وما زلنا ننصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على أي إجراء عسكري يمثّل خرقاً لوقف النار في منطقة وقف التصعيد جنوب سوريا".

نصيحة ساترفيلد
وفِي تعليقه على محتوى الرسالة، قال العقيد الركن فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر، في لقاء مع " إيلاف"، انه "قبل نهاية العام الماضي في أستانة وأثناء مباحثاتنا التقى وفد قوى الثورة السورية العسكري مع وفد الولايات المتحدة الأميركية برئاسة مساعد وزير الخارجية الأميركي حينها ديفيد ساترفيلد، حيث أعلمنا أن الإدارة الأميركية في بداية العام الجاري ستتوجه لإيقاف دعم فصائل الجيش الحر عبر غرف العمليات العسكرية "الموم في الشمال والموك في الجنوب"، وبأن شريكها في سوريا هو قوات سوريا الديمقراطية ".

وكشف حسون أن ساترفيلد " نصحنا بالاستفادة من العروض الروسية المقدمة لنا ما أمكننا، وبأن من يصرح غير ذلك من الأميركيين أنفسهم فهو بعيد عما يخطط له".

وأكد حسون " كانت حينها معظم المناطق المحررة بأيدينا، وفعلاً بعدها سيطرت القوى المعادية للثورة على الغوطة الشرقية، فالقلمون ثم الريف الشمالي لحمص".

وأضاف أنه "تم إيقاف الدعم الأميركي عن فصائل الجيش السوري الحر، في الوقت الذي استمرت فيه بدعمها لقوات سوريا الديمقراطية".

أولوية أميركا حاليًا
وقال إن هذا يعني بكل وضوح أن أميركا غيّرت أولوياتها في سوريا، وما عاد استمرار نظام المجرم بشار الأسد أو سقوطه له أهمية القضاء على داعش، أو أهمية تقليص النفوذ الإيراني في سوريا".

وأضاف القيادي في الجيش السوري الحر “ما الرسالة الأخيرة التي أرسلتها لفصائل الجنوب إلا ضمن سياق سياستها الجديدة".

وتابع" فطالما هناك من يضمن لها أمن إسرائيل "وتعتبر النظام جديرًا بهذه المهمة"، ويبعد الخطر الإيراني عن حدود اسرائيل، "وتعتبر روسيا جديرة بذلك" فلا مانع لديها من تغيير خارطة السيطرة على المساحة الجغرافية في الجنوب السوري، بل في حال تراجع الثوار هناك وما سيسببه ذلك من سلبيات، فهذا سيكون ورقة ضغط على الأردن نفسه، تستخدمها للتأثير على موقفه مما يسمى صفقة العصر أو صفقة القرن".

خيار القتال
واعتبر ان الحقيقة "لا بد من الثبات العسكري في وجه هذه الهجمة العسكرية المنسقة من قبل روسيا وإسرائيل وأميركا مهما قدمت قوى الثورة من تضحيات، فدخول الفصائل العسكرية في العملية السياسية دون توفر الأدوات اللازمة لذلك بأيديها يجعلها في موقف ضعيف، وتحتاج الى شركاء حقيقيين يتشاركون معهم في آلامهم وآمالهم، وهؤلاء قلة قليلة".

واعتبر أن لا خيار الا "القتال حتى آخر رمق مهما كان حجم التضحيات".

وأشارت الرسالة التي وجهتها واشنطن الى الفصائل المعارضة، والتي تبدو جوابًا على أسئلتهم في رسائل سابقة حول إمكانية تدخل واشنطن لمؤازرتهم، الى " أن الأمر يعود إلى الفصائل فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنّها الجيش السوري بناء على ما يرون أنه الأفضل لهم ولشعبهم وبعد دراسة اوضاعهم ، فيما تؤكد المصادر على بدء غارات روسية مكثفة على درعا، وتنقل وكالة "سانا " التابعة للنظام السوري أنباء عن احراز جيش النظام تقدمًا عسكريًا في الجنوب .