قال سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربي، إن الفساد يفوّت على المغرب بناء "150 مستشفى من الطراز العالي، وتشييد أكثر من 300 مدرسة ذات مستوى عال كل سنة".

الرباط: أكد أمين عام حزب العدالة والتنمية، في كلمة ألقاها باليوم الدراسي لمنتدى أطر وخبراء حزبه، أمس الأحد، أن الفساد يكبّد المغرب خسارة تبلغ قيمتها "5 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنويًا"، وهو ما يمثل رقمًا كبيرًا بالنسبة إلى البلاد في حاجة إلى المزيد من الموارد لتلبية حاجيات المواطنين المتزايدة.

أضاف العثماني قائلًا: "إن الفساد يضر بالاقتصاد الوطني، وبمصالح المواطن، وبالتالي بمصالح الوطن"، لافتًا إلى أن الحكومة تولي أهمية بالغة لقضية محاربة الفساد، بسبب التحديات التي يطرحها على مصالح الوطن والمواطنين.

واعتبر العثماني العمل الذي تقوم به المفتشيات العامة "غير كاف"، وزاد موضحًا أن صلاحيات المفتشيات في محاربة الفساد هي الأخرى "غير كافية"، مشددًا على أن الحكومة عملت على "تعزيز صلاحيتها وعملها في مجال محاربة الفساد"، وذلك في محاولة لتشديد الخناق على الظاهرة التي تعرقل نمو وتطور المملكة.

وأشار العثماني إلى وجود "ثقوب ومنافذ للفساد في مجالات الصفقات العمومية، والقوانين، والمراسيم، والممارسات"، مؤكدًا أن عمل الحكومة هو "سد تلك المنافذ"، وأقر رئيس الحكومة في الآن عينه، بصعوبة المهمة، حيث قال: "هذا العمل غير سهل".

وكشف العثماني إحالة العديد من الملفات الإدارية على النيابة العامة قصد التحقيق فيها، مؤكدًا أن "واجب التحفظ يمنعه من الكشف عن الإنجازات التي حققت"، لافتًا إلى أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، في إشارة إلى أن العديد من ملفات الفساد المعروضة على أنظار القضاء.

ورغم الصعوبات التي أقر بها رئيس الحكومة، سجل العثماني أن المغرب "حقق نتائج جيدة في مجال التنمية والهشاشة تقلصت بنسبة 50 في المائة"، مستدركًا أن الجهود المبذولة "غير كافية أمام انتظارات المواطنين"، وأبرز أن بلاده عززت مكانتها على الصعيد الدولي وتمكنت من "جلب الاستثمارات التي تولد الثروة ومناصب الشغل"، موضحًا أن قطاع الصناعة "عزز مكانته في الاقتصاد المغربي".