إيلاف من نيويورك: يغيب الدفء عن العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا بسبب سياسة الرئيس دونالد ترمب الخارجية وعدم توافقها مع وجهة نظرة المستشارة أنجيلا ميركل.

ولا يقتصر التباين بين البلدين على موضوع انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع ايران، وفرض الإدارة الأميركية تعريفات جمركية على ورادات الصلب من أوروبا، وتهديدات ترمب لشركة مرسيدس، فالرئيس الأميركي يحاول دوما انتقاد سياسة ميركل في موضوع المهاجرين، وتحميلها مسؤولية ارتفاع معدل الجرائم في بلادها.

زاد الطين بلة

وزاد تعيين ريتشارد غرينيل كسفير لاميركا في المانيا، الطين بلة في العلاقات المتوترة أصلا، واصبح المسؤولون الالمان ينظرون بعين الريبة الى تصرفاته وتصريحاته التي لاقت اعتراضات كبيرة في الأسابيع الأخيرة.

انتقادات لترمب بحضوره

ونشرت مجلة بوليتيكو تقريرا تناول سفير واشنطن الجديد في برلين حيث كشفت عن سماع غرينيل انتقادات لسياسة رئيسه الخارجية، وذلك اثناء حضوره حفلا أقيم في الفرع الرئيسي لبنك دوتشه في العاصمة الألمانية.

العلاقات الأسوأ

ولم يراع ماتياس دوبفنر، الرئيس التنفيذي لشركة Axel Springer الإعلامية وجود سفير واشنطن في الاحتفال، بعدما انتقد علنا سياسة البيت الأبيض، وقال، "يبدو الأمر وكأن العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة هي أسوأ من أي وقت مضى"، واضاف، "ربما الأسوأ منذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية".

غرينيل الذي كان يستمع الى الخطاب، لم يبد أي ردة فعل على انتقادات دوبفنر الذي وبحسب بوليتيكو يتفق معه أي سياسي او دبلوماسي الماني حيال نظرته الى علاقة بلاده مع إدارة ترمب.

خروقات بالجملة

واثار سفير ترمب جدلا كبيرا في المانيا رغم عدم مضي شهرين على توليه منصبه، فهو كان قد استهل عمله بالتزامن مع اعلان ترمب خروج بلاده من الاتفاق النووي، ولذلك رأى انه لا بد من اصدار موقف يتجانس مع قرار رئيسه، فبادر الى التغريد طالب من الشركات الألمانية انهاء تعاونها فورا مع ايران، ولم يكد الساسة الالمان يخرجون من صدمة تصريحه هذا حتى بادرهم بآخر من العيار الثقيل قال فيها أنه يآمل بتمكين المحافظين في انحاء أوروبا، وأشاد أيضا بالمستشار النمساوي المتشدد سيباستيان كورتز، واثار غضبهم عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في المطار ووضعوا هذا اللقاء في خانة خرق البروتوكول.

أسلافه لم يفعلوها

وعلق ستيفان ليبيش، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، على تصرفات غرينيل بالقول، "لم يتدخل أي من أسلافه في السياسة الداخلية أو أثار جدلاً بهذه الطريقة.إنه أمر غير مألوف للغاية".

ووصف الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولز، سفير ترمب بأنه ضابط استعماري يميني متشدد أكثر من كونه دبلوماسي، وذلك في تعليق سابق له على مقابلة غرينيل مع بريتبارت.

تعلم من أخطائه؟

وتحدث الاعلام الالماني عن استعداد غرينيل للتعلم من اخطائه بعد الزوبعة التي اثارتها تصريحاته، وسلطت الأضواء على خطوات قام بها السفير ووضعت في خانة المبادرات الإيجابية، كالغاء عشاء مع المستشار النمساوي، وقيامه باجراء لقاءات مع مسؤولي وزارة المالية، والخارجية، وتأكيد خلال مشاركته في احتفالات متفرقة وقوف بلاده الى جانب المانيا، واعتبر بيتر باير ، عضو الحزب الديمقراطي المسيحي ان أجواء لقاءات السفير الرسمية كانت "ودية وبناءة وتناولت القضايا المثيرة للجدل، ومن المهم ان نجلس ونناقش الأمور وجها لوجه بدلا من التغريد"، ويعد باير من المؤيدين لسياسة الاستفادة من غرينيل وعلاقاته المباشرة بالبيت الأبيض.

هدفه التأثير في السياسة

ورغم الحديث عن تغيير السفير لطريقة تصرفاته ، غير ان عارفيه يقولون بأنه لا يريد ان يكون مبعوثا فقط، ينقل الرسائل بين البلدين، بل يرغب في ان يكون لاعبا له تأثير على القرارات السياسية، واكد نيلس شميد ، الناطق باسم السياسة الخارجية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، هذه المعلومات بعدما قال، "لا يريد ان يقوم بالدور التقليدي للسفير".