يتطلع لبنان إلى تصعيد موقفه من ملف النازحين السوريين فيه، لجهة القيام بحملة دولية واسعة النطاق لدعم الموقف المتخذ من هذه القضية ولشرح مخاطر بقاء النازحين في لبنان.

بيروت: يتجه لبنان لتصعيد موقفه من ملف النازحين السوريين لناحية القيام بحملة دولية واسعة لدعم الموقف من هذه القضية وشرح مخاطر بقاء النازحين في لبنان.

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق سليم سلهب ل"إيلاف" أن هذا الموقف يجب أن يتخذ في مجلس الوزراء الجديد، متى تألفت الوزارة ويُذكر الأمر أيضًا في البيان الوزاري المرتقب، ويتخذ مجلس الوزراء المقبل قرار كيفية معالجة هذا الملف، أما إذا كانت القرارات فردية مع عدم توافق جميع الفرقاء على الموضوع، لن نتوصل الى نتيجة مرجوة.

مخاطر اللاجئين

وردًا على سؤال ما هي المخاطر الحقيقية التي يسببها بقاء النازحين السوريين في لبنان؟ يجيب سلهب هناك مخاطر مباشرة على الإقتصاد والمجتمع، ونتكلف الكثير على اللاجئين في لبنان، مع وجود مخاطر سياسية، منها مسألة التوطين، ويبقى الموضوع جديًا من كل النواحي ومخاطره على المالية العامة وعلى اقتصاد لبنان كبيرة جدًا.
ويلفت سلهب إلى أن هناك مخاطر إضافية تتمثل بوجود العامل السوري في لبنان، وتأثيره على العامل اللبناني، ويبقى عمله غير مشرّع في لبنان، بمعنى أن العامل السوري يستطيع أن يعمل في أي مجال من دون إذن أو سبب.

وهذا يؤثر سلبًا على العامل اللبناني، ولا يحد الأمر من مسألة البطالة في لبنان.

وكذلك من جهة الثقافة والتربية، يتكلف لبنان لجهة تأمين المدارس والعلم للاجئين السوريين في لبنان، مع كل المساعدات التي لا تغطي كل التكاليف، ما يؤثر سلبًا على اقتصاد لبنان.

ويجب الا ننسى، يضيف سلهب وجود أطفال سوريين ولدوا في لبنان، أعمارهم لا تتجاوز السبع سنوات، وقد اعتادوا على اللهجة والثقافة اللبنانية، وقد لا يجدون سهولة في العودة الى سوريا التي لا يعرفون عنها شيئًا.

وهناك ضرورة في دراسة ملف النازحين السوريين بجدية، وكل الإدارات اللبنانية عليها أن تتعاطى بالمنحى نفسه مع توافق سياسي على ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.

العودة

وردًا على سؤال كيف يمكن دعم التوجه لعودة النازحين السوريين فعليًا الى بلادهم؟ يجيب سلهب أن العودة يجب أن تكون طوعية، من خلال مساعدة الجميع، ومن خلال التعاون مع كل الجهات التي تؤمن لنا النتيجة التي توصلهم الى بلادهم.

ميركل

عن دور زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأخيرة الى بيروت بدعم عودة النازحين السوريين الى بلادهم أو ربما البقاء في لبنان؟ يجيب سلهب علينا ألا ننسى أن ميركل لديها مشكلة مع سياسة اللاجئين السوريين مع أوروبا، وأوروبا لا تستطيع اللحاق بألمانيا لناحية اللاجئين فيها، وقد أدخلت ألمانيا ما يقارب المليون لاجئ سوري إلى بلادها العام الماضي، ويعتقد سلهب أن مجىء ميركل الى لبنان لم يكن بهدف تأمين عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، بل البحث في كيفية البقاء في لبنان وتقديم المساعدات.

ويلفت سلهب إلى ضرورة أن تؤخذ كل حالة من اللاجئين السوريين على حدة فجميع الحالات لا تتشابه، فهناك مناطق آمنة وأخرى غير آمنة، وهناك لاجئ يطلب العودة وآخر يرفضها لأسبابه الشخصية والأمنية، ولا يجب تعميم كل الحالات.
ويؤكد سلهب أنه يجب محاربة فكرة التوطين في لبنان من خلال الدستور اللبناني ومن خلال تضامن كل اللبنانيين لجهة رفض هذه الفكرة نهائيًا.