لندن: أكدت مصادر في هيئة التفاوض السورية أن اجتماعها الدوري الذي بدأ في الاول من أمس في العاصمة السعودية الرياض وكان مقررا ان تختتم أعماله اليوم، مازال مستمرا لاستكمال النقاش بشان التطورات في الجنوب السوري بعد تصعيد النظام هناك.

من جهته أكد يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم الهيئة لـ"إيلاف" أن أعضاء وقيادات الهيئة "سيلتقون الْيَوْم بعض سفراء دول العالم".

الجنوب السوري
وأشار الى أنه "يُستكمل اليوم النقاش حول تطورات الجنوب السوري الذي استحوذ النقاش حوله يوم أمس على مجمل جلسات الاجتماع، لما يمثله الوضع الحالي من خطورة التصعيد الحاصل من قبل النظام وداعميه وسلبية المجتمع الدولي، واكتفائه بالصمت والتخلي عن واجباته تجاه حماية المدنيين ومساعدة الشعب السوري". 

وأضاف " سيتضمن جدول أعمال اليوم الثالث من اجتماع الهيئة اليوم الثلاثاء لقاءً موسعاً مع بعض سفراء دول العالم في العاصمة السعودية الرياض".

وكان أعضاء الائتلاف السوري المعارض قد التقوا في مقرهم في اسطنبول أمس، ممثلي أمريكا - هولندا - إنكلترا - اليابان - فرنسا - اسبانيا - دانمارك - الامم المتحدة - إيطاليا وتطرق الاجتماع الى اللجنة الدستورية وما يحدث في الجنوب .

انتقادات
من جهة ثانية، انتقد معارضون ممن حضروا مؤتمر سوتشي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هيئة التفاوض، وأشاروا إلى أنها رفضت حضور سوتشي سابقا، و قالوا لقد شنّ بعض أعضاء الهيئة، حملة ضد من حضر سوتشي من المعارضة، بينما الهيئة تقول الآن انها تريد تسمية حصة المعارضة في اللجنة الدستورية التي انبثقت عن المؤتمر، ولكن العريضي أشار في حديثه أمس مع "إيلاف" إلى إن "المشاركة في اللجنة الدستورية قبل أن تكون في مخرجات سوتشي، فالمسألة الدستورية أحد أعمدة القرار 2254".

واعتبر أنه من هنا "يأتي إصرار الهيئة السورية للتفاوض على اجابات عن أسئلتها حولها وتقديم ضمانات ".

ملف شائك
ويعتبر ملف اللجنة الدستورية ملفا شائكا للتوافق على الاسماء بين الدول الثلاث الضامنة ( روسيا وتركيا وإيران ) التي اجتمعت سابقا مع الموفد الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا ، كما تم التوافق على الآليات أيضا .

كما التقى دي ميستورا أمس مع ممثلي بعض الدول، في اجتماع موسع للحث على التوافق حول هذه اللجنة حيث أن هناك إمكانية في تشكيلها بعد ارسال النظام قائمة من مرشحيه وارسال المعارضة من خارج هيئة التفاوض ممن حضروا مؤتمر قائمة لمرشحيها التي ضمت تيار الغد السوري وحلفائه والمؤتمر الديمقراطي الوطني السوري، ومنصة موسكو والأخيرة ممثلة أيضا داخل الهيئة بموجب اجتماع الرياض ٢ للمعارضة السورية. 

البيان الروسي
وكان لافتا أن تؤكد الخارجية الروسية في بيان عقب مشاورات بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ونائب رئيس هيئة التفاوض خالد المحاميد، على أن "الحكومة السورية سلّمت بالفعل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قائمة بممثليها في اللجنة، في حين أن المعارضة لم تضع بعد قائمة مماثلة، يجب أن تكون شاملة وتشمل مرشحين من كل مجموعات المعارضة الداخلية والخارجية الرئيسية". 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وعد الخميس الماضي، أن اللجنة الدستورية السورية ستشكل قريباً.

وقال في مؤتمر صحافي عقب مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "نحن نعمل معاً لضمان تنفيذ نتائج سوتشي بالكامل، وكما تقرر سيتم تشكيل لجنة دستورية قريباً، نحن نعمل بشكل وثيق مع روسيا من أجل تحقيق نتيجة".

منصة القاهرة
من جانبه قال عضو هيئة التفاوض وعضو منصة القاهرة جمال سليمان إن "هناك أكثر من طرف إقليمي ودولي يضغط لممارسة دوره في تشكيل اللجنة".

وشدد في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، على وجود خلافات دولية وإقليمية، وأضاف "لا توجد خلافات حول الأسماء داخل هيئة التفاوض، ولكن الخلافات حول التوقيت، فهناك من يرى ضرورة الإسراع في تسمية أعضاء اللجنة للحفاظ على مكانة الهيئة، وهناك من يرى أهمية التريث وإجراء المشاورات اللازمة".

وتبقى هيئة التفاوض بين شد وجذب بين تيارين حيث يحاول احدهما من داخل الهيئة الاستمرار في طرحه مبدأ عدم معاندة الجهود الدولية للحل من أجل حشر النظام في زاوية الإحراج السياسي لدفعه لمزيد من التنازلات وهو ما يعني خلخلة النظام من الداخل كمقدمة لانهياره سياسياً. فيما يعتبر التيار الآخر أن التنازلات المؤلمة للروس والإيرانيين تكريس لإرادتهما وانهيار للمعارضة السورية بالكامل .