إيلاف من أمستردام: رشح حزب الدعوة الاسلامية القيادي في الحزب طارق النجم لرئاسة الوزراء بديلاً عن رئيس الحزب نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي لم ينل قبولاً من الفرقاء السياسيين لتشكيل الحكومة المقبلة. 

وكشف مصدر سياسي عراقي قريب الصلة من المفاوضات الجارية لتشكيل الكتلة الأكبر واختيار رئيس الوزراء في حديث لـ"إيلاف"، عن دعم المرجعية الشيعية في النجف المتمثلة بآية الله علي السيستاني لترشيح النجم، ونيله المقبولية لدى الكتل السنية والكردية التي يحتفظ بعلاقات طيبة معها، حسب تأكيد المصدر.

وحول قبول الكتل الشيعية الأخرى لترشيح النجم قال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن المرجعية الشيعية طرحت اسم طارق النجم ولم يعترض أحد من الكتل السياسية الشيعية عليه حتى الآن، لكنه اضاف أن زعيم تحالف النصر رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي مترددٌ بين القبول والموافقة سعياً منه للعب آخر ورقة سياسية مع زعيم التيار الصدري داعم تحالف (سائرون) مقتدى الصدر الذي كان قد أعلن قبل أربعة أيام اتفاقه مع العبادي على تشكيل الكتلة الأكبر من أجل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وقال المصدر أن العبادي أوصل الى الصدر أنه سيضغط بورقة انفجار كدس عتاد في حسينية تابعة للتيار الصدري بمدينة الصدر مطلع الشهر الجاري وتسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة، وأضاف المصدر أن العبادي هدد بفتح ملف السلاح في مراكز العبادة التابعة للأحزاب والتيارات السياسية.

وقد تصدر تحالف سائرون نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة بـ54 مقعداً وحلّ تحالف الفتح بزعامة العبادي في الترتيب الثالث بـ 42 مقعداً وبينهما تحالف الفتح بزعامة هادي العامري القريب من طهران والقيادي في الحشد الشعبي الذي حلّ ثانياً بـ 47 مقعداً ونال ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بـ 26 مقعداً. 

ولم تتم المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات بعد انتظاراً للانتهاء من العد والفرز اليدوي بعد اتهامات وطعون حول شبهات تزوير في العد والتصويت الالكتروني.

يذكر أن طارق النجم ولد عام 1946 في محافظة ذي قار جنوباً. يحمل شهادة الدكتوراه في النحو العربي من جامعة القاهرة وعمل مدرساً في جامعة بغداد وفي جامعة البصرة حتى سنة 1991، ثم انتقل إلى اليمن التي عمل فيها أستاذاً بجامعة صنعاء حتى عام 1996، قبل أن ينتقل الى لندن التي يقيم بينها وبين بغداد التي عمل فيها مديراً لمكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وكبير مستشاريه قبل أن يختلف معه في ولايته الثانية حيث كوّن علاقات طيبة مع المرجعية الشيعية ومع كتل سياسية عراقية شيعية وكوردية وسنية.

ووفق المصدر فإن النجم يتمتع بعلاقات جيدة مع دول الجوار ومع نافذين في واشنطن ولندن، ويشار له بالرجل الكتوم والغامض البعيد عن الاضواء. وهو عضو بالمكتب السياسي في حزب الدعوة.
ويتوجب على تكليف المرشح لرئاسة الوزراء أن ترشحه الكتلة الأكبر في البرلمان وينال موافقة 165 نائباً من عدد نواب البرلمان البالغين 329 نائباً. ولم ترشح حتى الآن أي كتلة سياسية عراقية، رسمياً، أي مرشح لها لرئاسة الوزراء.