اختتمت اليوم في العاصمة السعودية الرياض اجتماعات الأمانة العامة لهيئة التفاوض السورية التي استمرت ثلاثة أيام، وتطرقت خصوصًا إلى تطورات الأوضاع في الجنوب السوري مع تصعيد النظام عملياته هناك.

إيلاف: تضمن جدول الأعمال مناقشة العديد من النقاط، وبشكل خاص التطورات الحاصلة في الجنوب السوري "بسبب التصعيد الإجرامي للنظام وحلفائه والميليشيات الإيرانية".

وأصدرت الأمانة العامة بيانًا بهذا الخصوص، طالبت المجتمع الدولي فيه بالتحرك العاجل. وتطرق ممثلو الفصائل خلال الاجتماع، بحسب البيان الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، إلى أن "النظام غير قادر على تحقيق أي تقدم على الأرض لولا دعم الطيران الروسي الذي يعتمد سياسية الأرض المحروقة التي تستهدف بالدرجة الأولى المدنيين، وبالتالي تأليب الحاضنة الشعبية التي تعاني القتل والتشريد، والبحث عن ملاذ آمن، للضغط على الثوار من فصائل الجيش الحر".

وذكّر ممثلو الفصائل في الهيئة بعجز النظام خلال الأيام الأولى عن التقدم "وتكبده الخسائر الكبيرة". وأشاروا إلى أنه لولا "الإسناد الجوي من الطيران الروسي لكانت خسائره أكبر، ولما استطاع تحقيق أي مكاسب على الأرض بالرغم من مساعدة القوات الإيرانية والميليشيات الطائفية التابعة له".

توحيد الخطاب 
إلى ذلك، ناقش الأعضاء الاستحقاقات السياسية في المرحلة الحالية، وتبادلوا النقاش حول الفرص والتحديات التي تواجه العملية السياسية وما يستوجبه ذلك من زيادة تماسك مكونات الهيئة، وتوحيد الخطاب الصادر من كل المكونات وضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات من جميع أطياف وهيئات المعارضة السورية لتوحيد الضغط على المجتمع الدولي والهيئات الرسمية الأممية للقيام بما نص عليه القانون الدولي من حماية المدنيين وتأمين سلامتهم أثناء الحروب، والقرارات الدولية بهذا الخصوص. 

التقرير الرئاسي 
واستعرض الدكتور نصر الحريري رئيس الهيئة التقرير الرئاسي عن المرحلة الماضية حول عمل الهيئة، كما قام بعرض الخيارات المتاحة أمام المعارضة للوصول إلى "إنهاء الوضع الحالي الذي وصلت إليه القضية السورية في ظل استمرار النهج العسكري الوحشي للنظام المدعم من روسيا وإيران وتخلي دول العالم عن دورها وواجباتها تجاه الشعب السوري".

وبيّن نقاط القوة التي تتمتع بها الثورة السورية التي تستند إلى بقاء الروح الثورية لدى الشعب السوري، رغم كل ما مرّ به، ورغم كل ما عاناه لغاية اليوم، ولا تزال تمتلك نقاط قوة عديدة، منها ملف إعادة الإعمار، الذي لا يمكن أن يبدأ إلا بعد الوصول إلى انتقال سياسي واستقرار الوضع العام في سورياة، وملف جرائم الحرب الذي تقوم بتحريكه العديد من مؤسسات المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني السوري في مختلف دول العالم، كما تحدث عن اعتبار "ملف اللاجئين من الملفات المهمة التي وضعت العالم بأسره أمام مسؤولياته الإنسانية وتخوفه من استمرار موجات النزوح وما تحمله من تحدً للمجتمع الدولي".

وأشار إلى أن نقاط القوة تتضمن نقطة مهمة "هي أن إنهاء الإرهاب في المنطقة لا يمكن أن يتم مع استمرار هذا النظام المسبب الرئيس للإرهاب في المنطقة".

من جانبهم أكد المجتمعون من أعضاء الأمانة العامة على ضرورة مراجعة المرحلة الماضية من عمل الهيئة للوصول إلى سبل تقوية موقفها في العملية التفاوضية وزيادة التواصل مع كل مكونات الشعب السوري وتمتين العلاقة مع الدول الصديقة لكسب تأييدها ودفعها نحو الوصول إلى حل سريع لمعاناة الشعب السوري.

سفراء الدول 
وكان من ضمن جدول أعمال اجتماع الأمانة العامة لهيئة التفاوض السورية لقاء أعضاء الأمانة العامة اليوم بسفراء بعض الدول المعتمدين في الرياض، حيث قدم رئيس هيئة التفاوض شرحًا حول آخر مستجدات القضية السورية خاصة مع "التصعيد الأخير للنظام في المنطقة الجنوبية وما سببه من زيادة حجم الكارثة السورية المتمثل في دمار البنية التحتية والمزيد من الشهداء وموجة جديدة من المهجرين".

وأوضح الحريري أن "هذا التصعيد لا بد أن يؤثر على مسار العملية السياسية أو المفاوضات في ظل هذا التصعيد وتزامنه مع الصمت الدولي غير المبرر، الذي أصبح الشعب السوري عاجزًا تمامًا عن تفسير معنى له".

وعبّر السفراء عن تفهمهم لمشاعر الشعب السوري، الذي يتطلع إلى المزيد من الدعم الدولي لقضيته من أجل الوصول إلى حل سياسي يضع حدًا لمعاناته، كما بيّٓن السفراء بعض الجهود التي قامت بها دولهم خلال الأيام الأخيرة مع بدء هجوم النظام السوري على المنطقة الجنوبية. وكان واضحًا في اللقاء أن جلٓ اهتمامهم تركز على استطلاع رأي الهيئة وموقفها تجاه اللجنة الدستورية.