الرباط: أعلن وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة أن المغرب يرفض مقترح إنشاء مراكز استقبال اللاجئين خارج الاتحاد الأوروبي، والذي يجري تداوله حاليا في قمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة اليوم وغدا في بروكسل. 

وقال بوريطة في سياق جوابه على أسئلة الصحافيين الخميس بالرباط خلال لقاء صحافي مشترك مع نظيره الإسباني، إن "المغرب يرفض، وعارض على الدوام، مثل هذه الأساليب في إدارة قضية الهجرة"، مشيرا إلى أن الرباط تعتبرها حلولا سهلة وغير منتجة.

وأضاف بوريطة "أعتقد أن نموذج التعاون المغربي -الإسباني في مجال الهجرة يعد مثالا يحتذى لأنه يتناول القضية في شموليتها، بعيدا عن الحلول السهلة والآليات ذات النتائج العكسية".

وحول مباحثاته اليوم مع وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل، قال بوريطة انها تناولت جميع قضايا التعاون المشترك والقضايا الإقليمية.

وأشار بوريطة إلى أن المغرب يثمن عاليا زيارة وزير الخارجية الإسباني، لكونها أول زيارة رسمية يقوم بها خارج بلده مند توليه حقيبة الخارجية في الحكومة الإسبانية الجديدة، الشيء الذي يدل على الأهمية الاستراتيجية التي توليها إسبانيا للعلاقات مع المغرب. 

وأضاف أنه بالموازاة مع هذه الزيارة يقوم كذلك وزير الداخلية الإسباني بزيارة للمغرب، والتي يبحث خلالها قضايا استراتيجية في علاقات البلدين، ضمنها الأمن والهجرة ومكافحة الإرهاب. 

وقال بوريطة إن المغرب وإسبانيا "يرتبطان بعلاقات قوية وأن شراكتهما الثنائية ذات طابع استراتيجي كبير يرتكز على ماض مشترك غني وجوار تاريخي وجغرافي بناء، وشراكة اقتصادية قوية وواعدة وحوار سياسي فعال ورزين يشمل جميع القضايا الثنائية والإقليمية والدولية".

وأشار بوريطة إلى أن إسبانيا أصبحت أول شريك تجاري للمغرب للسنة الخامسة على التوالي، وثاني أكبر مصدر للسياح الوافدين على المغرب، وتخصص للمغرب ما لا يقل عن ثلث استثماراتها في إفريقيا، فضلا عن تعاون قطاعي واعد جدا في جميع المجالات.

في هذا السياق، أوضح بوريطة أنه سجل بارتياح بالغ، خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الإسباني، مدى تطور العلاقات الثنائية، مؤكدا أنه اتفق مع نظيره الإسباني على العمل سويا لإثراء هذه الشراكة من أجل الإعداد لمواعيد مهمة للغاية، بما في ذلك عقد الدورة الثانية للجنة الثنائية المشتركة في المغرب بداية العام المقبل ، والتي "ستشكل موعدا ثنائيا بالغ الأهمية".

وأشار بوريطة إلى أن مباحثاته مع بوريل تناولت أيضا "الدور المهم والمحوري الذي تضطلع به إسبانيا في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي وسبل إسهام مدريد بشكل بناء وحاسم في استعادة الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي لزخمها وغناها وطابعها الريادي والنموذجي في العلاقات بين أوروبا وجيرانها في الجنوب"، مبرزا أهمية مواصلة العمل لتعزيز هذه العلاقة الحاسمة للمغرب، والتي "تعود بالنفع أيضا على منطقة البحر الأبيض المتوسط جمعاء وعلى منطقة شمال إفريقيا على وجه الخصوص".

من جانبه ، قال وزير الخارجية الاسباني بأن بلاده عازمة على العمل من أجل دفع الإتحاد الأوروبي لإيلاء المغرب ما يستحق من الاهتمام، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي انشغل أكثر بمشاكل حدوده الشرقية ومشاكل الشرق الأوسط ، وتخلى عن الاهتمام بالمغرب والمنطقة المغاربية. وأضاف بوريل خلال لقاء صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي الخميس بالرباط، إن إسبانيا عازمة على لعب دورها الطبيعي في تطوير الاتفاقيات التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي والدفع باتجاه إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها هذه الاتفاقيات، خاصة اتفاقية الصيد البحري والفلاحة والزراعة والربط الكهربائي والنقل الجوي في أقرب وقت. 

وأضاف بوريل ، الذي يخص المغرب بأول زيارة له خارج بلاده كوزير للخارجية "أتعهد بالعمل من أجل أن يحظى المغرب بالاهتمام الذي يليق به في أوروبا بشكل عام والاتحاد الأوروبي بشكل خاص".

وأكد بوريل أن المغرب وإسبانيا تجمعهما علاقات خاصة، وقال في هذا الصدد إن "المغرب وإسبانيا ليسا صديقين وجارين فحسب، بل هما شريكان استراتيجيان، ويتقاسمان الطموح المشترك في تعميق هذه العلاقة على أساس الاحترام والحوار والثقة المتبادلة".

واعتبر بوريل أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشكل "نموذجا للتعاون في مجالات حساسة للغاية" مثل تدفق المهاجرين ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى "الاهتمام البالغ" الذي يوليه الشركاء الأوروبيون للعلاقات بين البلدين، والتي ستتعمق أكثر بفضل الوضع المتقدم الذي تم التوقيع عليه في عام 2008 والذي يتفرد به المغرب.

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين عرفت تطورا مطردا خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن حجم المبادلات الثنائية تضاعف في ستة أعوام، وأن إسبانيا أصبحت حاليا أكبر شريك تجاري للمغرب.

وقال "إن علاقتنا ليست تجارية فحسب، بل تضطلع بدور استراتيجي فيما يتعلق بكثير من القضايا، وآمل أن تستمر على هذا النحو".