أولت صحف عربية، وبخاصة السورية، اهتماماً ببدء معركة الجيش السوري لاستعادة المناطق الجنوبية الواقعة في قبضة المعارضة المسلحة.

وفي صحيفة الوطن السورية، يقول عمار عبد الغني: "من جديد، يؤكد فتح الجيش العربي السوري معركة الجنوب لتطهيره من الإرهاب، أن لا خطوط حُمراً أمريكية أو غيرها يمكن أن تجعله يتراجع عن أداء مهمته الوطنية في تخليص الأهالي من التنظيمات الإرهابية الإجرامية".

ويضيف: "لا خيار أمام تلك التنظيمات سوى القبول بالمصالحات والخروج إلى خارج المنطقة، وإما الحرب التي من شأنها أن تحسم الأمر".

"معادلات فولاذية"

وتحت عنوان "بانتظار العَلَم العربي السوري"، قال علي قاسم رئيس تحرير جريدة الثورة السورية إنه "كما ارتفع العلم العربي السوري فوق سماء القنيطرة قبل أربعة وأربعين عاماً تنتظره البلدات والقرى والمدن على امتداد الجنوب السوري، ليعود مرفرفاً بعد تنظيفها من رجس الإرهاب ومشغليه ماضياً وحاضراً، حالها في ذلك حال كل شبر من الأرض السورية التي ستعود خالية من كل إرهاب أو محتل.. سواء كان أمريكياً أم غربياً.. تركياً أم إسرائيلياً، ويعود إليها العلم العربي السوري ليرتفع على كامل مساحة الوطن".

وفي الصحيفة نفسها، يقول علي نصرالله إن الجيش السوري "يرسم مُعادلات فولاذية تُحجّم أطرافاً معروفة بعينها‏ كانت وما زالت تدعم الإرهاب وخيارات الحرب والعدوان وصولاً لإسقاط الدولة السورية".

ويضيف الكاتب أن الجيش السوري "يدق آخر مسمار بنعش المشروع الصهيوأمريكي في سوريا والمنطقة".

وفي صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، يقول رئيس التحرير عبدالباري عطوان: "الجَنوب السُّوريّ سَيعود حَتمًا إلى حُضن الدَّولةِ الأُم، مِثلَما عادت مَناطِق ومُدن أُخرى عَريقة، وسَتَلحَق بِه كُل المَناطِق والجُيوب الأُخرى، فالمَسألة تَوقيت وأولويّات، لكن هذا لا يَعني أن تَعود الدَّولة السوريّة إلى الوَراء، وأن تَستَمِر المُمارسات نفسها التي هَيّأت بعض المَناخات والأعذار لهَذهِ المُؤامَرة على مَدى سَنواتٍ عَديدةٍ".

وفي صحيفة تشرين السورية، يقول عماد خالد الحطبة: "تحتل معركة الجنوب السوري اليوم موقع الصدارة لدى المعنيين بالشأن السوري، وخاصة أن جميع الأطراف المنخرطة في الحرب تشارك في هذه المعركة عسكرياً وسياسياً".

ويرى الكاتب أنه بينما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه، تقف في الجهة المقابلة "التنظيمات الإرهابية المدعومة عسكرياً من الاحتلال الأمريكي في الجنوب الشرقي، ومن الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب الغربي، إضافة إلى تقديم الأردن والسعودية والإمارات في تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباري لجميع أطراف الحلف المعادي لسوريا".

"الانتباه واجب"

لاجئون سوريون
Reuters

من ناحية أخرى علّق كُتّاب أردنيون على المعركة التي تدور قرب الحدود الشمالية للمملكة، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز أن بلاده لن تستقبل لاجئين سوريين جُدداً.

ففي صحيفة الدستور، يقول ماهر أبو طير: "إذا وصل السوريون الفارون من المعارك في مناطق جنوب سوريا، إلى الحدود الأردنية، مثلما تتوقع المعلومات، فإن الأردن سيجد نفسه أمام مخيم جديد، على الحدود الأردنية السورية".

ويضيف أنه إذا انتهت العمليات العسكرية سريعاً فلن تحدث موجة نزوح باتجاه الأردن، أمّا إذا طال أمدها وتدخلت أطراف أخرى من الإيرانيين والروس والإسرائيليين فستؤدي إلى نزوح مئات الآلاف نحو بلاده.

ويشير أبو طير إلى أنه في حالة السيناريو الثاني، سيكون الأردن "أمام حالة من حالتين، الأولى عدم السماح لهم، وللأمر تداعياته، أو إدخالهم إلى الأردن ولهذا الخيار كلفته أيضاً"، مضيفاً أنه "إذا واصل الأردن منعه لهؤلاء، فإن العالم ستشتد حملته من أجل الضغط على الأردن من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، وتأمين العلاج، إضافة إلى إقامة منطقة آمنة على شكل مخيمات".

ويرى أن الأردن "ربما سيجد نفسه أمام الخيار الأقل كلفة عليه، أي إقامة مخيمات مؤقتة لهؤلاء، داخل الأراضي السورية، وقرب الحدود الأردنية السورية".

وتحت عنوان "الانتباه واجب والقلق مبرر"، يقول فهد الخيطان في جريدة الغد: "ما يعنينا أمور أساسية عدة، حماية حدودنا ... وعدم تحميل الأردن التبعات الإنسانية للتصعيد العسكري، وقد أعلن أكثر من مسؤول أردني بشكل واضح وصريح أن الأردن لن يستقبل لاجئاً واحداً، ولا توجد قوة تجبرنا على التخلي عن موقفنا هذا".

ويضيف الكاتب: "تستطيع المنظمات الدولية أن تقدم المساعدة للنازحين من درعا داخل سوريا وتقيم المخيمات كما تشاء، ولن يبخل الأردن في تسهيل هذه المهمة لكن بعيدا عن أراضيه".

ويؤكد أنه "لا بد من تحذير أطراف المواجهة كافة بأخذ ما يلزم من إجراءات لتجنب سقوط القذائف داخل الأراضي الأردنية، وعلينا من طرفنا أن نتخذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع حوادث مشابهة لما حصل سابقاً".