بات مصير أشهر قرار قضائي أصدرته المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأميركية على المحك بعد إعلان القاضي أنتوني كينيدي تقاعده في نهاية شهر يوليو المقبل.

إيلاف من نيويورك: سيصبح قرار (رو ضد وايد) الصادر عام 1973، والذي أعطى المرأة الحامل الحق في إجهاض الجنين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل من دون أي تدخل أو ممانعة من قِبل الدولة، سيصبح مهددًا بالإلغاء في ظل عزم الجمهوريين على اختيار خليفة للقاضي المتقاعد قبل موعد الانتخابات النصفية في نوفمبر من العام الحالي.

شكاوى المحافظين
وشكى المحافظون على الدوام من هذا القرار الذي لعبت فيه جين رو (اسمها الحقيقي نورما ماكورفي)، دور البطلة، بعدما أرادت الإجهاض وقامت بمساعدة محاميتين (سارة ويدينغتون وليندا كوفي) بالطعن في قانون منع الإجهاض في ولاية تكساس عبر رفع دعوى قضائية ضد هنري ويد، المدعي العام لمدينة دالاس.

أولى جولات المعارك في مجلس الشيوخ
الرئيس الأميركي، دونالد ترمب أعطى أمس الجمعة شارة الانطلاق نحو المعركة المتوقعة، بعدما أكد نيته إعلان اسم مرشحه لخلافة القاضي كينيدي في التاسع من يوليو المقبل، وسيشهد مجلس الشيوخ أولى جولات المعارك بفعل رغبة الجمهوريين في تثبيت تعيين مرشح ترمب، بينما سيحاول أعضاء الحزب الديمقراطي استمالة زملاء لهم في الحزب الجمهوري لإسقاط مرشح الرئيس.

هكذا سيُصبح القرار في دائرة الخطر
في حال نجاح ترمب في إرسال مرشحه إلى المحكمة العليا، سيصبح قرار (رو ضد وايد) في دائرة الخطر، فالتوقعات تشير إلى أن خيار الرئيس الأميركي سيكون شخصية محافظة لضمان كسر التوازن الأيديولوجي داخل المحكمة، وترجيح كفة القضاة المحافظين، وبالتالي فإن تحقيق مطالب هؤلاء تجاه القضايا المتعلقة بالإجهاض والمثليين، والتي لم تجد أذانًا صاغية طوال السنوات الماضية سيُعاد طرحها على الطاولة وبزخم أكبر.

لائحة من خمسة أسماء
ترمب قال اليوم أثناء توجهه إلى ولاية نيوجرسي، حيث يقضي عطلة نهاية الأسبوع في نادي الغولف ببدمانستر، "إن لائحة مرشحيه لعضوية المحكمة العليا تقلصت إلى حوالى خمسة قضاة، بعدما كانت تحتوي على ما يقارب 25 اسمًا".

وفي الوقت الذي أكد الرئيس الأميركي نيته إجراء مقابلات مع جميع المرشحين، قال إنه "يخطط لمقابلة واحد أو اثنين منهم في عطلة نهاية الأسبوع"، مشيرًا "في الوقت نفسه إلى أنه معجب بهم جميعًا".

موقف ضبابي
كلام ترمب حيال مصير (رو ضد وايد) كان ضبابيًا، بعدما أكد أنه لن يسأل المرشحين عن رأيهم بهذا القرار.

ومن المتوقع أن تضم لائحة مرشحي ترمب، بريت كافانوه، وامي كوني باريت، وريموند كاثليدج، وتوماس هارديمان المقرب بشكل كبير من شقيقته ماريان ترمب باري، وسناتور يوتاه مايك لي، الذي تناول الرئيس الأميركي اسمه خلال حديثه يوم الجمعة، حيث لفت، إلى أنه "(لي) لن يرفض المنصب إذا وقع الخيار عليه".

انطلاق الاستعدادات
وتمهيدًا لقرار ترمب المنتظر في التاسع من يوليو، بدأ مساعدوه بالتواصل مع أعضاء مجلس الشيوخ، كما التقى الرئيس الأميركي بالسناتور الجمهوري، تشاك غراسلي (ايوا)، وليزا موركوفسكي (ألاسكا) وسوزان كولينز (ماين)، ولم يقتصر نشاطه عند أعضاء حزبه، بل اجتمع أيضًا مع عدد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، مثل سناتور وست فرجينيا، جو مانشين، ونورث داكوتا هايدي هيتكامب، وإنديانا جو دونيلي.

سيحاول ترمب ضمان تثبيت تعيين مرشحه المقبل عبر استمالة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين يمثلون ولايات تمكن من تحقيق انتصارات كبيرة فيها بالانتخابات الرئاسية الماضية، وسيبقى الخيار النووي (5+1) متاحًا لضمان نجاح من سيختاره إلا إذا تمكن الديمقراطيون من تحييد جمهوريين اثنين عن التصويت على أقل تقدير.