في تحرك على الأرض لمواجهة كارثة نزوح سورية جديدة بسبب استمرار عمليات السوري في إطار ما يسميها "معركة درعا" بدأ الجيش الأردني بإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى الأشقّاء السوريين المتضررين جرّاء الأوضاع في الداخل السوري.

إيلاف: قالت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات إنّ هذه الخطوة تأتي انسجامًا مع موقف الأردن الداعي إلى إعانة الأشقّاء السوريين، وتعزيز قدرتهم على تحمل الأوضاع الإنسانيّة الصعبة التي يمرّون بها، وتمكينهم من تحمّل الأعباء المعيشيّة داخل أراضيهم.

وشدّدت على ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الأوضاع في الجنوب السوري، وأن يكثّف مساعيه لإعانة الأشقّاء السوريين، وإيجاد حلّ سياسي يضمن استعادة الأمن والاستقرار في سوريا.

ودعت الوزيرة الأردنية، منظمات الإغاثة الدوليّة والمجتمع الدولي، إلى المبادرة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشقّاء السوريين في الداخل السوري.

نزوح
وكانت الأمم المتحدة، قالت يوم الثلاثاء لماضي إن (45) ألف شخص على الأقل نزحوا من منطقة المواجهات العسكرية في الجنوب السوري باتجاه الحدود الأردنية.

وصرّح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه، أن مدنيين، من بينهم أطفال، سقطوا بين قتيل ومصاب، وأن مستشفى توقف عن العمل بسبب ضربة جوية.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية بتينا لوشر، في إفادة صحافية "نتوقع أن يزيد عدد النازحين إلى قرابة المثلين مع تصاعد العنف".

رفض
وكان الأردن أعلن رفضه استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، حيث قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في وقت سابق، إن "بلاده لن تتحمل تبعات التصعيد في جنوب سوريا، وعلى المجتمع الدولي العمل لوقف التدهور والتعامل مع تلك التبعات في سوريا ومن داخلها ومع المسؤولين عن التصعيد".

درعا
وأعلن النظام السوري رسميًا، يوم الثلاثاء الماضي، إطلاق معركة درعا، مشيرًا إلى أن قواته تحاول فصل كبرى مدن الجنوب عن الحدود الأردنية. 

وتحدثت تقارير عن نجاحه في السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، فيما سُجّلت حركة نزوح واسعة للمدنيين من مناطق سيطرة فصائل المعارضة في الجنوب باتجاه الحدود الأردنية استباقًا لتقدم قوات النظام نحوها، بدعم واضح من روسيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي السوري أن جيش النظام بدأ الثلاثاء هجومًا على أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا، بعد أسبوع من التصعيد العسكري في المحافظة الجنوبية. وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن "الجيش العربي السوري بدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا".

قطع طرق
وأضافت (سانا) بأن وحدات الجيش تعمل «على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية».

جاء التصعيد في درعا بعد ساعات من سيطرة قوات النظام على بصرى الحرير ومحيط مليحة العطش في ريف المحافظة الشمالي الشرقي.

ووصف "المرصد السوري" بصرى الحرير ومليحة العطش بأنهما بلدتان «استراتيجيتان»، مشيرًا إلى أن السيطرة عليهما مكنت قوات النظام «من وصل مدينة أزرع بمحافظة السويداء، إضافة إلى عزل الريف الشمالي الشرقي لدرعا». 

وتابع بأن قوات النظام تمكنت الثلاثاء الماضي "من تحقيق مزيد من التقدم داخل منطقة اللجاة"، حيث سيطرت على سبع قرى وتسعى إلى "فرض سيطرتها على كامل المنطقة".