بيروت: انضمت ثماني بلدات على الأقل في محافظة درعا في جنوب سوريا الى مناطق "المصالحة" مع دمشق، بموجب مفاوضات تولتها روسيا، فيما تستمر الغارات على جبهات أخرى في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

ومنذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو أسبوعين، باتت قوات النظام بدعم روسي تسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة درعا، الحدودية مع الأردن، وفق المرصد. 

وقتل خمسة مدنيين على الاقل السبت في بلدة غصم جنوب شرق درعا جراء القصف، كما قتل 10 مدنيين على الأقل بينهم 5 أطفال في غارات على بلدة السهوة، وفق المرصد، ليرتفع عدد القتلى المدنيين منذ بدء التصعيد الى 115 مدنيا بينهم 24 طفلا على الاقل، وفق المرصد.

وبمواجهة هذا التصعيد دعا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات يحيي العريضي في بيان "المجتمع الدولي إلى إدانة الانتهاك الوحشي لمنطقة التصعيد في جنوب شرق سوريا واتخاذ جميع التدابير الممكنة لوقف هذا الاعتداء على شعبنا."

 من الناحية الانسانية اعلنت الحكومة الاردنية السبت ان الجيش الاردني ادخل مساعدات انسانية الى النازحين في الداخل السوري وتحديدا في منطقة درعا جنوب سوريا.

وقالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والناطقة الرسمية باسم الحكومة لفرانس برس ان "القوات المسلحة الأردنية بدأت بإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى الأشقاء السوريين المتضررين جرّاء الأوضاع في الداخل السوري".

"مصالحة" باشراف روسي
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "وافقت ثماني بلدات على الاقل في ريفي درعا الشمالي والشرقي على اتفاقات +مصالحة+ اثر مفاوضات تولاها ضباط روس مع وجهاء محليين ومن تبقى من مقاتلين معارضين داخل كل بلدة".

ومن أبرز تلك البلدات داعل وابطع والغارية الغربية والغارية الشرقية والكرك الشرقي، بحسب المرصد، الذي افاد عن انتشار شرطة عسكرية روسية في عدد منها.

وأشارت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الى "انضمام قرى وبلدات داعل والغارية الشرقية وتلول خليف وتل الشيخ حسين إلى المصالحات بعد تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش تمهيداً لتسوية أوضاعهم وفق القوانين والأنظمة النافذة".

وبث التلفزيون الرسمي مشاهد مباشرة من داعل، حيث تجمع عشرات المواطنين رافعين الاعلام السورية وصوراً للرئيس بشار الأسد، مرددين الهتافات المؤيدة له وللجيش.

وتطلق دمشق وحليفتها موسكو على اتفاقات يتم ابرامها مع الفصائل المعارضة بعد مهاجمة معاقلها جواً وبراً تسمية اتفاقات "مصالحة". وغالباً ما تكون مرادفة لاستسلام مقاتلي الفصائل وتخليهم عن سلاحهم الثقيل، واجلاء من يرفض ذلك من المقاتلين والمدنيين الى شمال البلاد على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية قرب دمشق، مقابل دخول قوات النظام.

وتشن قوات النظام منذ 19 حزيران/يونيو بدعم روسي عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا بهدف استعادتها بالكامل.

وتمكنت بموجبها من توسيع نطاق سيطرتها من ثلاثين الى أكثر من خمسين في المئة من مساحة المحافظة.

ويأتي هذا التقدم وفق عبد الرحمن بعدما "تمكنت منذ بدء التصعيد من السيطرة، عبر الحسم العسكري والمصالحات والتسويات، على نحو خمسين قرية وبلدة غالبيتها في ريف درعا الشرقي".

وفي الكرك الشرقي، قتل مختار البلدة الجمعة داخل منزله مع خمسة من أفراد عائلته وسط ظروف غامضة، في حادثة يرجح عبد الرحمن ارتباطها بكونه من "عرابي اتفاق المصالحة" في البلدة، في حادثة تكررت منذ مطلع الشهر الحالي.

وتتزامن المفاوضات التي تجري وفق عبد الرحمن على مستويين، في الأردن المجاور ومع وجهاء البلدات، مع استمرار الغارات السورية والروسية على مناطق سيطرة الفصائل.

وقال عضو في لجنة المصالحة في مدينة درعا لفرانس برس السبت "يريد النظام أن نسلمه كل شيء، مدينة درعا ومعبر نصيب وأنفسنا والسلاح الثقيل، وهذا أمر مرفوض".

وتعد السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن مسألة حيوية بالنسبة الى دمشق، ومن شأن اعادة فتحه انعاش حركة التجارة البرية بين البلدين.

كما تدور اشتباكات مستمرة داخل مدينة درعا، تسببت منذ ليل الجمعة بمقتل 17 عنصراً على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. كما قتل 12 من قوات النظام ليل الجمعة جراء معارك في الريف الشرقي. 

وبذلك، يرتفع الى 96 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا منذ بدء التصعيد مقابل 59 على الأقل من الفصائل المعارضة، بحسب المرصد.