موسكو: تظاهر عدة آلاف من المتظاهرين في ارجاء روسيا الأحد احتجاجا على قرار حكومي سبب استياءً عارما لرفع سن التقاعد وأدى لانخفاض قياسي في شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي استعراض نادر للمعارضة الشعبية واسعة النطاق لمقترح حكومي، نظمت النقابات العملية والأحزاب السياسية المؤيدة للكرملين من جهة والمعارض اليكسي نافالني مسيرات احتجاجية في عدد كبير من مدن البلاد.

وأعلن الكرملين رفع سن التقاعد للموظفين الحكوميين تدريجيا من 55 عاما الى 63 عاما للنساء، ومن ستين عاما الى 65 للرجال.، في يوم انطلاق بطولة كأس العالم في 15 حزيران/يونيو.

ويقول محللون أن الاستياء الشعبي المتزايد حيال رفع سن التقاعد وسط تراجع مستوى المعيشة بالبلاد، ربما يشكّل أكبر تحد لبوتين خلال فترة حكمه الممتدة من نحو 20 عاما.

وكتب نافالني (42 عاما) على تطبيق انستاغرام في حزيران/يونيو الفائت "لنكن صريحين، رفع سن التقاعد بقرار من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(رئيس الوزراء دميتري) ميدفيديف يعد جريمة حقيقية".

وتابع "هذه سرقة لعشرات ملايين الأشخاص تحت ستار +الإصلاح المتأخر+"، داعيا الروس للتظاهر في 1 يوليو الجاري. وصباح الأحد، خرجت تظاهرات في مدن فلاديفوستوك وخاباروفسك وكومسومولسك-اون-امور واومسك في اقصى شرق البلاد. ومن المتوقع أن تخرج تظاهرات أخرى على مدار اليوم.

وقال نافالني إن أكثر من 3 آلاف شخص تظاهروا في اومسك، حيث نشر صورة على حسابه على تويتر تظهر ميدانا بالمدينة مزدحم بالمتظاهرين. وتحظر السلطات الروسية التظاهرات في المدن التي تنظم فيها مباريات بطولة كأس العالم بين 15 يونيو و15 يوليو.

واستقطبت التظاهرات اشخاصا من كافة الاطياف السياسية، مؤيدي نافالني والشيوعيين والقوميين الراديكاليين. ووقع أكثر من 2,5 مليون روسي عريضة ضد الخطة الحكومية التي ستمثل اول رفع لسن التقاعد في روسيا منذ قرابة 90 عاما.

وتراجعت نسبة الرضى العام عن اداء بوتين بواقع 14 بالمئة من 78 بالمئة يوم الكشف عن القرار المثير للجدل إلى 64 بالمئة في 24 يونيو الفائت، على ما أعلنت هيئة الاستفتاءات الحكومية.

وأخر مرة تراجعت فيها شعبية بوتين إلى هذا الحد كان في يناير 2014، قبل أن تقفز شعبيته بقوة عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من اوكرانيا.