فيما تستعد إيران لافتتاح أول مركز تجاري لتسويق منتجاتها في العراق في منتصف الشهر الحالي فقد انتشرت في شوارع بغداد وعلى مبانيها شعارات ضد الولايات المتحدة شبيهة بتلك التي ترفع في شوارع المدن الإيرانية مكتوب عليها "الموت لأميركا" مرفوقة بهجومات وسخرية من الرئيس الاميركي دونالد ترمب.

إيلاف: أبلغ مصدر عراقي "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم أن مسلحين ينتمون إلى فصائل في الحشد الشعبي العراقي قاموا خلال الساعات الأخيرة برفع جداريات ضخمة في شوارع بغداد وساحاتها العامة وعلى مباني العاصمة المختلفة تنادي بالموت لأميركا، لافتًا إلى أنها شبيهة بتلك التي ترفع في المدن الإيرانية وتهاجم الولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه يبدو أن تعليمات إيرانية قد صدرت إلى حلفائها في فصائل الحشد الشعبي، وخاصة عصائب أهل الحق وحركة النجباء وحزب الله العراقي، برفع هذه الشعارات، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في إيران، إثر التدهور غير المسبوق لقيمة العملة الإيرانية وارتفاع الأسعار وتفاقم الوضع الاقتصادي، نتيجة هيمنة الحرس الثوري الإيراني على مفاصل الاقتصاد في البلاد، وتشديد العقوبات الأميركية على إيران إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي معها.

أضاف إن رفع هذه الشعرات بكثافة في هذا الوقت تحديدًا يهدف إلى رفع معنويات أنصار إيران في العراق، الذين بدأوا يخشون على مصيرهم، مع تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في إيران، ودخول نظامها مرحلة خطيرة تنذر بسقوطه.&

لاحظ المصدر أن الشعارات هذه التي ظهرت في بغداد هي نسخة طبق الأصل عن تلك التي ترفع في شوارع العاصمة الإيرانية طهران وبقية المدن، حيث بادر أنصار إيران في العراق إلى محاكاتها في بلدهم، مترافقة مع رسوم كاريكاتيرية للرئيس ترمب تنعته بالمجرم، كما أظهرتها صور يتداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي تابعتها "إيلاف".&

وكان الكونغرس الأميركي قد وضع في الشهر الماضي ثلاثة فصائل شيعية عراقية مرتبطة بإيران على قائمة الإرهاب، وهي عصائب أهل الحق وحركة النجباء وحزب الله العراقي، وهي ميليشيات مسلحة تقاتل أيضًا إلى جانب النظام السوري ضد مقاتلي المعارضة السورية.

شعار إيران "الموت لأميركا" ينتقل إلى العراق

تواجه هذه الفصائل اتهامات في العراق بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في المناطق السنية والكردية التي تمت استعادتها من تنظيم داعش في شمال وغرب البلاد.

ومن المتوقع أن تلعب الأذرع السياسية لفصائل الحشد الشعبي دورًا متقدمًا في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعدما حلت في المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة من خلال تحالفها "الفتح" برصيد 47 مقعدًا 15 منها لحركة عصائب أهل الحق وحدها.

وجاء ائتلاف "الفتح" خلف تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر برصيد 54 مقعدًا من أصل 329 في الانتخابات التي أجريت في 12 مايو الماضي.

افتتاح أول مركز تجاري لتسويق السلع الإيرانية في بغداد
أعلنت إيران أنها ستفتتح في بغداد في منتصف الشهر الحالي أول مركز تسويق للسلع الإيرانية في العراق لتطوير أسواق التصدير الإيرانية.

وقال المستشار التجاري الإيراني في العراق بهزاد الاثنين "سيتم إطلاق المركز نظرًا إلى تسمية هذا العام من قبل قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي) باسم عام دعم المنتجات الإيرانية، وذلك تماشيًا مع السياسات الاستراتيجية لوزارة الصناعة والتجارة والمناجم".

وأشار إلى أنه تم تحديد 21 مجالًا كأولوية للسوق العراقية للحضور المباشر للمنتجات الإيرانية المهمة في مجال السلع والخدمات. وقال في تصريح لوكالة "أرنا" الإيرانية تابعته "إيلاف" إن هذه السلع تشمل السلع الصناعية الأساسية والكهرباء والعلوم المعرفية والنفط والغاز والبناء والأعلاف الحيوانية والدواجن والخدمات التقنية والهندسية والأدوية ومستلزمات المختبرات والمنتجات البلاستيكية والبتروكيميائية والمعدات الطبية وتجهيز المستشفيات.. إضافة إلى منتجات الألبان والعصائر والآلات ومنشآت المياه والصرف الصحي ومياه الشرب والسجاد والصناعات الزراعية والغذائية وأنظمة التبريد والتدفئة والدهانات والبلاط والحجر والسيراميك.

وأوضح بهزاد أن المركز يهدف إلى تعزيز وجود الشركات الإيرانية في السوق العراقية، وكذلك المعاملات الضرورية لمعرفة الطلب والاستجابة في الوقت المناسب للعملاء في السوق العراقية.. إضافة إلى التعريف بالسمات النوعية للمنتجات الإيرانية وإدارة العلامات التجارية من قبل الشركات لما سيكون له الأثر في زيادة معدل تسويق البضائع الإيرانية إلى العراق.

من جانبه أشار السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي أمس إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق قد ارتفع خلال العام الإيراني الماضي (انتهى في 20 مارس) إلى أكثر من 13 مليار و210 مليون دولار.

أضاف مسجدي في اجتماع اللجنة الثقافية لممثليات إيران في الخارج إن بلاده تعد الشريك التجاري الثاني للعراق بعد تركيا.. مشيرًا إلى أن 6.5 &مليار دولار من هذا الحجم التجاري بين البلدين يتعلق بالبضائع غيرالنفطية، حيث احتلت إيران في هذا المجال المركز الأول بين سائر شركاء العراق التجاريين.
&
&